عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-09-17, 23:48 رقم المشاركة : 1
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي خدعة اسمها التعليم


شعب واقع تحت التخدير لا يمكن أن يفهم أن الوحيد الذي يغار على مصلحة التلميذ هو الأستاذ. الخطاب الوصي على التربية نجح في استثمار الغباء الذي يتمتع به جزء من الشعب، وهو الغباء الذي يجعله يرى الأصبع الذي يشير إلى الخلل ولا يرى الخلل نفسه.

حالة الشعب مستعجلة، وإلا سيهدر وقت أطول في حروب غير حقيقية، مما يتيح الفرصة أمام الخرق ليتسع. الآن من الضروري أن يفهم الناس أن المأزق التربوي الذي يعيشه المغرب ليس تقنيا، وأن من يخرب التعليم، ومن وراءه مستقبل الأبناء، ليس هو الأستاذ.

أتعجب لماذا لا يسأل الفرد نفسه حين يصطدم ابنه المتخرج بأن سوق الشغل لا يناسب تكوينه. أتعجب لأنه لا يسأل: لماذا درستم ابني شيئا لن ينفعه، وبعتم إياه بضاعة بائرة؟

أتعجب لماذا لا يسأل الفرد نفسه حين يرى شهادة الباكلوريا مجرد حجرة جامدة في يد ابنه، لا تخول له الدراسة في المعاهد المتخصصة، إلا إذا كانت الشهادة مشفوعة بمعدلات مرتفعة.

الأسئلة الوجودية كثيرة لا تكاد تنتهي، وهي الأسئلة الغائبة عن العقول، وذلك من حسن حظ الأوصياء على قطاع التربية. ولو كان المواطن على الدرجة المطلوبة من الوعي والذكاء لما اهتم بغياب أو حضور الأستاذ حتى يتأكد أولا من أن ما يتم تدريسه لابنه له جدوى، لأن تدريس ما لا يصلح لشيء لا يهم هل قضيت فيه وقتا طويلا أو قصيرا، دون أن يعني هذا أنني أشجع على تغيب الأستاذ.

لن يخرج التعليم من ورطته حتى ترتفع الحجب عن أعين الشعب، فيرى ـ بتبصر وبصيرة ـ ما يحدث، وأول ما ينبغي أن ينتبه إليه الناس هو أن جزءا من أبنائهم لا يصلحون لشيء ولا يعرفون حتى أصول العيش، وبالتالي ينبغي إشاعة فكرة فشل الأسرة، أما الأستاذ فهو يقوم بمهمة تلقين ما لا يؤمن بجدواه، وإذا كان من فشل للأستاذ، فهو الفشل في إقناع المجتمع بأن هناك لعبة تدار تحت أنفه.

بقلم: روبن هود





آخر تعديل روبن هود يوم 2017-09-18 في 00:20.
    رد مع اقتباس