عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-08-24, 18:32 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ملف عن مدينة سبتة المسلمة: أقدم احتلال في التاريخ!



مدينة سبتة
أصل التسمية:



وقد اختلفت الروايات في هذا الباب؛ هناك مَن ذهب إلى أنَّ تسمية سبتة مشتقَّة من الكلمة اللاتينية Septem، التي تعني سبعة؛ لوجود سبعة جبال حول المدينة[7]. كما يذهب الكثير من المؤرخين القدماء العرب أنَّ اسم المدينة يُنسَب إلى تأسيس سبتة إلى ما يسمونه سبت بن سام بن نوح - عليه السلام، استنادًا إلى التَّجانُس بين الكلِمتين[8]. كما يميل الاعتقاد أنَّ للوجود الروماني بِموريتانيا صلةً باسمها؛ إذ إنَّهم دعوها Septeme Trolés، ومنه اشتق اسم Septa، وبالتالي أَطلَقت عليها المصادرُ العربية سبتةَ. ويعود أوَّل تعريفٍ بالاسم إلى سنة 204 ق. م[9]؛ من هنا لا يمكن الحسم بصحَّة هذه الرّواية أو تلك!




* أهمية مدينة سبتة الاستراتيجية والعلمية عامل أساس في الاحتلال:


- جغرافيًّا:
تقع في أقصى الشمال الغربي للمغرب، وتحتل موقعًا استراتيجيًّا بالغ الأهمية، فهي شبه جزيرة مطلَّة على حوض البحر الأبْيض المتوسّط، وعلى بوغاز جبل طارق، يُحيطُ بِها الماء من الجهات الثلاث الشَّمالية، والشَّرقية، والجنوبيَّة، ولا يَفصِلها عن السَّواحل الأندلسيَّة سوى 21 كيلو مترًا، وتبلغ مساحتها 19 كيلو مترًا، وطولها من الشرق إلى الغرب 1000م، ومن الشمال إلى الجنوب 1500م. تمتد مساحة سبتة الحالية في حدود 20,12 كلم2 ويبلغ محيطها 28 كيلو مترًا، 20 كلم من هذا المحيط تشكل شريطًا بحريًّا، والباقي 8 كلم) يمتد غربًا عبر الشريط الأرضي المتصل بالحدود المغربية.







- وتاريخيا:



احتلها البرتغاليون عام 1415 م ثم الإسبان عام 1580 م.
- وتاريخيًّا: شهدَتِ المنطقةُ فتراتٍ تاريخيةً زاهية - كما سنرى - جعلها محطَّ أنظار الإمبرياليين؛ من ثَمَّ احتلها البرتغاليون عام 1415م، وبعد ذلك الإسبان عام 1580م.






لم تكن حاضرةُ سبتة لتتعرَّض للاحتلال البرتغالي ثم الإسباني، ويطبق عليها ليلُ الاستخراب الذي عمَّت غياهبُه مختلفَ معالم الهوية الإسلامية مسخًا وتشويهًا! وحوَّلت المدينةَ الشعلة إلى كومة رماد، بعد أن أخلى معظم أهلها وشرَّدهم، ودمَّر عمرانَها، واختلس مدَّخراتِها - لولا قدرُ الله، ثم تناحُرُ أهلها، ثُمَّ بوصْفِها إحدى منارات الإشعاع الفكريّ والعلميّ، وذروة للتوسع العمراني، ويظل الموقع الإستراتيجي من العوامل الأساسية؛ إذ تقع مدينة سبتة الساحلية في شبه جزيرة متَّصلة بأقصى شرق الغرب المغربي، وتبعد عن أقرَبِ نقطة بأوربا باثنَيْنِ وعشرين كلم، كما سجل التاريخ بكونها كانت مركزًا عسكريًّا حصينًا بِحُكم تضاريسِه الحدوديَّة، لهذا قدَّر الله - سبحانه وتعالى - أن تلعب دورًا متميزًا ورياديًّا في تاريخ العلاقة بين المغرب والأندلس كممرٍّ وكقاعدة بحرية.

أمَّا دورُها في الميدان الاقتصادي؛ فإنَّه بلغ الذّروة بين القَرنَيْنِ الحاديَ عشر والثالثَ عشر، وهي الفترة التي أعيدت فيها العلاقاتُ التِّجارية بين العالم الإسلامي وأوربا النصرانية.[10] كما تذكر المصادر التاريخيَّة أنَّ الدَّافِع الاقتِصاديَّ كان وراء رغبة المهدي بن تومرت في السيطرة على سبتة برغم ما لاقاه من مقاومة شديدة من قِبَل العلاَّمة القاضي عياض.[11]



على المستوى العلميّ كانتْ مدينة سبتة خلال القرْن السادس والسابع الهجري من أهم مراكز الحركة العلمية في السواحل المغربية، وبِخاصَّة أنَّ هذه المدينة أنْجبتْ أكبرَ شخصيَّة عِلمية مغربيَّة، هو القاضي عياض - رحمه الله - الذي ولد سنة 476 هجرية، كذلك أوَّل شخصية علمية في تاريخ الجغرافية، وهو الشريف الإدريسي السبتي المتوفى 562 هجرية، الذي وضع أوَّل خريطةٍ رسم فيها العالم، وبيَّن مواقعَ البلدان والبحار والأنهار والجبال، ثُمَّ شرح ذلك في كتابه "نزهة المشتاق" الذي قسم فيه الأرض إلى سبعة مناطق، وكل منطقة قسمها إلى عشرة أقطار متساوية.








وقد تعرَّض الحسنُ الوزان الملقَّب بـ"ليون الإفريقي" (توفي سنة 944هـ) في كتابه "وصف إفريقيا" لذِكْر سبتة، فقال: "وكان فيها كثيرٌ من الجوامع والمدارس، والعديد من الصنَّاع ورجال الأدب والفكر، وكان فيها نَحَّاسون مَهَرة يصنعون الشمعدانات والأطباق والمحابر وغيرها، وكانت هذه المصنوعات تُباعُ كما لو كانت من فِضَّة، وقد رأيت منها في إيطاليا، وكان كثير من الطليان يعتقدون أنها صُنعت في دمشق".

كما شكَّلت سبتةُ البوَّابةَ التي عَبَر منها المسلمون - كما سنرى إن شاء الله - نحو أوربا مؤسِّسين دولة عمرت أكثر من 8 قرون، ساهَمَتْ في تنوير الأوربيّين، وإخراجهم من ظلمات القرون الوسطى!





* سبتة قبل الاحتلال الإسباني:
يتبع









التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس