اقتحام ...
....................
و تسللتْ روحك إلي بخفية
و لأن تسلّلها كان منتهى أمنيتي
قبلتُ بِتناسخها ,دون تفكير و روية
يا لحظّي ! ... وقد بلغتُ غايتي
حملتُها على قلبي '
فكيف يحملها من روحٍ ,
قلباً هزيل البنية !
أنا الزاهدة في الدنيا ' إلّا طيفك '
لم أتركْه و انزويت به بعيدا '
فطوّقَني بهالةٍ من شفاعةِ
وبدا لي القرب منه كالجنّة !
من يراني ' يراك للعيان ظاهرةِ ..
ملامحك في سيمايْ '
كلوحة إعلانيةِ !
و كأنّني أروِّج لبضاعة !
و أعدْتَ لي قلبي '
آه . ليتك لم ترُدَّ لي بضاعتي !
آه . ليتها لم تكنْ خاسرة تجارتي !
يا ترى أتتناسى؟ أو تتعمّد أذيتي ؟ ..
و أنا الآن أرويك ' كحكايةٍ منسية
و مهما وصفوا الدواء بالمرارة '
تظلّ دوائي الحلو ' أتمنى منه ولو رشفة...
روحك زاد لروحي الطّاوية '
فكيف أقتصد فيه ' وقد باتت الروح دهرا
في الفاقة ؟
وكيف أهُمُّ باتباع الحمية ؟
ها أنذا بروحكَ ملتفّةِ
أنساق معها تيها ' دون نهايةِ .
و أحملك شهادة ميلاد
ألفُّ بها الطرقات و
أجوب مغاور الظلمة '
بنَزَقٍ دون مخافة .
كونك بمثابة هويتي '
أبدأ رحلة المغامرة
' لذيذٌ سفري إليك
قطعةً من عذوبةِ !
أصل هامات النجوم '
حتى سَعْدَ الأخْبِيَةِ !
و يُدحَض كل قوانين الجاذبية
و أتحسّس أماناً دون زعزعةِ
أخرج من مدار الأرضِ '
لتكون أنت كوكبي و إضائتي
و أحتضنُ سماك ' و أتدثر بحقيقتي !
و أصاب بداء العظمةِ
بعد أن ذاع صيتك في مملكتي
و أكون لوحدي تأريخ أمة !
و أردِّدك كأنشودة ' بمنتهى الوطنية
قصيدة ' مستهّلها : أنت يومي ' غدي ' بقيتي
و أرُشّك عطرا على جبين الغيمة
و أنتظرك تبرق جهراً
' في علانية
و أرسل لك بضع دمعة
و ترسل لي باقة من غربة !
أيها البعيد عن مقلتي
ما بالك تنتشر كالوباء في مهجتي ؟
قد ناديتُك طويلا ' فأنّى ذهبت صيحتي ؟
تركْتَها ' فتَلَقّتْها أعالي الجبال و الأودية
آه . و تركك هو قضيتي
حين اتكأت عليك ' بشوق زائد وحرارة
فتركتني بيد مرتعشة
في دروب موحشة '
مطّلة على حافة الهاوية
آه . كم كانت ثقيلة سقطتي
و حُفِفْتُ بأسئلة محيرة '
كيف يتحوّر قلبٌ للحجارة
وكيف له أن يرمي الرقة بالقسوة ؟
كيف أدافع عنّي
و أنا الجاهلة تغلبني أميّتي !
و إذا ما حقّقت يوما حريّتي
و عتقي من قيدك و الرجوع
لإرادتي '
و أعلنت عيد استقلالي
و نيل سيادتي
أراك تفسد فرحة عيدي
كالألعاب النارية
و كأنه لا يهمك سلامتي
وا خشيتي ' من شظايا حارقة !
يا من أغراني بذكراه '
والحب يرفض البديلا
لا يقبل بالدية
يا سيدي في الحب لا يكفي حسن النية
ولكن النبضات فيه كالمقدسةِ !
يا سيدي أنا على أكمل وجه أديت رسالتي
طوعت الفؤاد كي يدق على أنغام الرومنسية
و أنت الغارق في علم المنطق و الفلسفة !
فبقينا ندور و ندور في نفس الدائرة
و رغم اشتعال الحنين
تهنا في دوامة دامية
و بحثتُ في أعماقك عن لمعة لؤلؤتي
فلم أبلغ نوالي ' و جرتْني موجة تلو موجة
فتباعدتْ بيننا المسافة
وها أنذا عدتُ لي ' لأخاطب من جديد وحدتي
ففهمت بأن طيفك الذي يسري في أوردتي
ما زارني إلّا ليتركني
يعيش عيش البداوة
أقصى همّه الترحال '
من نقلةٍ لنقلةِ
يذكرني بسيرة ابن بطوطة !
بقلم : كوردية