المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روبن هود
إن التموقع والاعتراف لم يعودا هما كبيرا للكيان الصهيوني، إذ الواقع يقول أن خريطة المنطقة تضم "إسرائيل" بغض النظر عن المواقف الرسمية للعرب، ومنها مطالبتهم بتفعيل القرارات الأممية الداعية إلى الانسحاب.
قلت أن الإعتراف لم يعد هما لأنه تحقق بقوة الفعل، والآن يترسخ أخلاقيا عبر تقديم "إسرائيل" نفسها بديلا في منطقة تعج بالأزمات. فماذا عرض نتنياهو؟
حيز هام من خطاب نتنياهو كان حول ما يمكن أن تقدمه "إسرائيل" لبلدان المنطقة، وعدد من بين ذلك: الغذاء، المياه، الأدوية، مما يوحي أن الخطاب موجه بالدرجة الأولى إلى البلدان العربية التي تعاني من الحرب والفقر والجفاف وانعكاسات ذلك كله، إضافة إلى بلدان القرن الإفريقي وشرق إفريقيا، كامتداد استراتيجي للدولة الصهيونية.
"الخدمات" التي يعرضها نتنياهو قد تلقى استجابة كاملة أو جزئية، بالنظر إلى الواقع المر الذي تعيشه بلدان المنطقة، وبالنظر إلى الفراغ الكبير الذي نتج عن تخلي بلدان الرفاه العربي عن واجباتها الأخلاقية تجاه الشعوب الفقيرة.
إذا سار الأمر كما يشتهيه نتنياهو، ستصير "إسرائيل" دولة ذات إشعاع وحضور متميز، وتترسخ مكانتها كدولة لا تطلب ود الآخرين بقدر ما يطلبون ودها،مما سيزيد من عبثية القانون الدولي والقرارات الأممية، أما الجهات الرسمية العربية، فلن يزداد حالها سوءا لأنها في القاع، وليس هنالك شيء أدنى من القاع.
بقلم: روبن هود