عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-04-01, 20:12 رقم المشاركة : 1
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي بين مؤتمرين: استمرار الاختراق الإسرائيلي والانكفاء العربي



تزامن انعقاد القمة العربية الميتة في عمان مع انعقاد المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية aipac، وقد كان الأجدر الاهتمام بمؤتمر الإيباك أكثر لأن ما يقرر فيه أكثر أهمية مما تخرج به القمم العربية كتجمع فاشل.

جرت العادة أن يشارك رئيس الوزراء الصهيوني بكلمة في مؤتمر هذه اللجنة، وقد ألقى بنيامين نتنياهو كلمة للمؤتمر عبر الأقمار الاصطناعية.

استمعت إلى خطاب الرجل، وأهم ما يمكن استخلاصه من كلامه هو أن "إسرائيل" الآن بصدد تجاوز السعي إلى التموقع وتسير في اتجاه تقديم نفسها كبديل أخلاقي ذي مسؤوليات والتزامات.

خاطب نتنياهو المؤتمرين، ومن ورائهم البلدان العربية وباقي دول العالم، مؤكدا على ضرورة التعاون من أجل حل المعضلة الكبرى التي تهدد العالم، مشيرا إلى "الإرهاب الإسلامي" الذي يريد أن يعيد العالم المتحضر إلى عصور الظلام، حسب قوله.

بخصوص مسألة "الإرهاب" ، لا يمكن لنتنياهو أن يسجل أي نقط امتياز على حساب البلدان العربية، فما قاله يصادف هوى أغلب الأنظمة ويكاد يشكل إجماعا دوليا، إنما بهذا الخطاب يؤكد تموقعه في قلب العالم العربي جغرافيا وأمنيا.

إن التموقع والاعتراف لم يعودا هما كبيرا للكيان الصهيوني، إذ الواقع يقول أن خريطة المنطقة تضم "إسرائيل" بغض النظر عن المواقف الرسمية للعرب، ومنها مطالبتهم بتفعيل القرارات الأممية الداعية إلى الانسحاب.

قلت أن الإعتراف لم يعد هما لأنه تحقق بقوة الفعل، والآن يترسخ أخلاقيا عبر تقديم "إسرائيل" نفسها بديلا في منطقة تعج بالأزمات. فماذا عرض نتنياهو؟

حيز هام من خطاب نتنياهو كان حول ما يمكن أن تقدمه "إسرائيل" لبلدان المنطقة، وعدد من بين ذلك: الغذاء، المياه، الأدوية، مما يوحي أن الخطاب موجه بالدرجة الأولى إلى البلدان العربية التي تعاني من الحرب والفقر والجفاف وانعكاسات ذلك كله، إضافة إلى بلدان القرن الإفريقي وشرق إفريقيا، كامتداد استراتيجي للدولة الصهيونية.

"الخدمات" التي يعرضها نتنياهو قد تلقى استجابة كاملة أو جزئية، بالنظر إلى الواقع المر الذي تعيشه بلدان المنطقة، وبالنظر إلى الفراغ الكبير الذي نتج عن تخلي بلدان الرفاه العربي عن واجباتها الأخلاقية تجاه الشعوب الفقيرة.

إذا سار الأمر كما يشتهيه نتنياهو، ستصير "إسرائيل" دولة ذات إشعاع وحضور متميز، وتترسخ مكانتها كدولة لا تطلب ود الآخرين بقدر ما يطلبون ودها،مما سيزيد من عبثية القانون الدولي والقرارات الأممية، أما الجهات الرسمية العربية، فلن يزداد حالها سوءا لأنها في القاع، وليس هنالك شيء أدنى من القاع.

بقلم: روبن هود





    رد مع اقتباس