منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

قرأت تصريحا للسيد عبد الإله بن كيران قال فيه أنه على استعداد للتخلي عن رئاسة الحكومة إذا كانت مصلحة الوطن تقتضي ذلك. وكلامه هذا جاء في سياق الصعوبة التي وجدها في تكوين الحكومة.

هذا الكلام، وإن كان يفترض فيه حسن النية، هو كلام ليس له أي مسوغ سياسي. فهو من جهة أولى كلام يفتح الباب أمام تمييع مفهوم مصلحة الوطن، حيث سيصير تقدير المصلحة تلك متعلقا بالرؤى الشخصية للأفراد، وكل من أراد التصرف على شكل ما سيبرر تصرفه بمصلحة الوطن. ومن جهة ثانية، هذا الكلام سيعطي المشروعية للتراجع عن أي مكتسب يتم تحقيقه على المستوى السياسي أو المجتمعي، وسيطلق يد السلطة بمبرر المصلحة العامة. وقد نرى يوما مثلا حزبا يطلب منه الانسحاب من الحقل السياسي لأن مصلحة الوطن تقتضي ذلك، كما قد نرى إلغاء الانتخابات أو نتائجها بمسوغ المصلحة أيضا.

في الظرف السياسي الراهن، وهو ظرف يتسم بالبناء الديمقراطي، حسب إحدى الروايات، من حقنا أن نتساءل:هل مصلحة الوطن تتطلب اقتحام اللحظات المفصلية أم التراجع أمامها؟

هل يمكن أن يكون النكوص في اللحظات الفارقة في مصلحة الوطن؟ هل وجود أحزاب مترهلة في مصلحة الوطن؟ هل الخوف من الديمقراطية في مصلحة الوطن؟

لعقود من الزمن، كانت الأحزاب المترهلة موجودة، وكانت الديمقراطية غائبة، وكانت الجرأة مفقودة، ومع ذلك لم تتحقق مصلحة الوطن، بل تحققت مصالح جهات معينة على حساب الوطن، ولعل الوقت الآن مناسب لكي تتحقق مصلحة الوطن ولو على حساب هؤلاء. حينذاك سيتأكد الجميع أن مصلحة الوطن تكمن في سيادة القانون وفي الديمقراطية واحترام الاختيارات الشعبية وليس في التخويف والخوف المتوهم.

بقلم: روبن هود