عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-01-25, 22:42 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تطوان: "بنت غرناطة"الحاضنة للحضارة الأندلسية بالمغرب


لقد أثّر هذا التمازج التاريخي بين المغرب والأندلس على جميع مناحي الحياة، فاختلط ما هو مغربي بما هو أندلسي، فأعطيا مزيجا حضاريا فريداً صبغ المظاهر التقليدية للمغرب بصبغة خاصة وغنيّة، سواء في فنّ العمارة والفلاحة والصناعة، أو في اللباس وفي الطبيخ والموسيقى والحدائق، أو في تصاميم البيوت وطريقة النطق.




وعلى ضوء هذا التاريخ المغربي الأندلسي المشترك والمتداخل، لا يمكن اليوم تجاهل الصبغة الأندلسية للمغرب أو المكوّن الأندلسي في الهويّة المغربيّة. فقد حمل الأندلسيون النازحون إلى المغرب معهم أنماط عيش وثقافة، ما زال من الممكن إلى يومنا هذا، تعريفها وإعادتها إلى الأذهان([3]).




وإذا كانت هذه التعميمات تنطبق على الواقع المغربي عموماً، فإنها لا تخصّ بعض المناطق المغربية؛ مثل سوس أو الأطلس الكبير، كما أنها لا تنطبق إلا جزئيا على مناطق أخرى يميّزها رصيد ثقافي غني ومتنوّع بسبب احتكاكها بثقافات مجاورة، مثل الثقافة الإفريقية السودانية؛ ومع هذا، هناك مناطق كثيرة كان التأثير الأندلسي فيها عميقا للغاية، نذكر منها على وجه الخصوص المدن التقليدية مثل: الرباط وسلا ومكناس وفاس وتطوان والشاون والقصر الكبير.


ويبرز تأثير الأندلس من خلال آثاره في المغرب بشكل واضح ليس في المُدن فقط، بل حتى في البوادي وخاصة في قرى ومداشر جبال الشمال الغربي للمغرب، وما زال الإرث الأندلسي حياً في المحيط الاجتماعي والثقافي بكثير من مناطق جبالة وغمارة([4]).


فعلى سبيل المثال يمكن اعتبار قبائل أنجرة بشمال المغرب أكثر تمثيلا لما كان عليه المجتمع الريفي الأندلسي، نظراً لكون الأمر يتعلّق بمجتمع من أصل أندلسي، استطاع أن يحافظ على ملامحه الأصيلة على بعد قد لا يتجاوز 20 كيلو مترا من الجزيرة الإيبيرية، وانغلقَ على نفسه، فاستطاع بذلك أن يحافظ على عددٍ من التقاليد الأندلسية الريفية والحضرية دون أن يمسّها بتغيير([5]).


ومع ذلك فلا يمكن تقييم التأثير الأندلسي في المغرب في عمقه إلا إذا حصرنا دراستنا في منطقة محددة. ومن هنا جاء اختيارنا لمدينة تطوان كمثال مجسّد لهذا التأثير، إذ يمكن اعتبار مدينة تطوان مدينة مغربية- أندلسية نموذجية في هذا الصدد، إنها مغربية بموقعها الجغرافي وبارتباطها السياسي بالحكم المركزي المغربي عبر القرون، وبضمّها لعدد من العناصر البشرية المغربية مثل: العنصر الجبلي أو العنصر الريفي، أو العنصر الفاسي، إلا أنها تأثرت أيضا بالعنصر الأندلسي على مستويات متعددة. لقد أعاد بناءها المجاهد الغرناطي “سيدي المنظري” وجماعة من المجاهدين الغرناطيين في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي. ومنذ ذلك الوقت اتخذت تطوان اتجاها أندلسيا على الصعيد الاجتماعي والثقافي والفكري، كما أنها حافظت على هذا الطابع عبر القرون، وما زالت محتفظة به إلى يومنا([6]).


وسنقسم هذه الدراسة على قسمين، يتناول أولهما التأثير الأندلسي في الميدان العمراني والمعماري للمدينة، ويستعرض الثاني عناصر الثقافة الأندلسية بتطوان من لباس وطبخ وموسيقى ولغة وعادات وتقاليد وفنون…إلخ.


أولاً: التأثير الأندلسي في الميدان العمراني والمعماري:


– الأندلسيون يعيدون الحياة لتطوان
يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس