عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-01-25, 22:23 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تطوان: "بنت غرناطة"الحاضنة للحضارة الأندلسية بالمغرب


1- ما سياق التهجير القسري للأندلسيين؟



بعد سقوط غرناطة في الثاني من يناير 1492م، إبان ضعف المماليك الإسلامية واكتساحها من قبل الإمبراطورية الإسبانية، أصدر الملك فيليب الثالث في عام 1609م قرارًا بطردهم من إسبانيا، بعد أن يئست المحاولات المتعددة والمتعاقبة من تحويلهم عن دينهم واعتناق المسيحية ولكن دون جدوى، فاضطروا إلى مغادرة أراضيهم، إذ منحوا مهلة قصيرة فازدحمت الطرقات بهم واشتد الإقبال على البواخر المنطلقة من السواحل الإسبانية نحو شمال أفريقيا وغيرها.


تسليم غرناطة





كان المورسكيون، وهم مزيج بين العرق الأوروبي والعربي والأمازيغي، يستقرون في منطقة قشتالة وأراغون وبلنسيا وغرناطة، هذه الأخيرة كانت آخر معاقل المسلمين بالأندلس، حيث سلمها أبو عبد الله للملكة إزابيلا وزوجها الملك فرديناند، بعد إمضاء اتفاق بينهما، جاء فيه “للمورسكيين أن يحتفظوا بدينهم وممتلكاتهم. وأن يخضع المورسكيون لمحاكمة قضاتهم حسب أحكام قانونهم وليس عليهم ارتداء علامات تشير لكونهم مورسكيين كما هو الحال مع عباءة اليهود.


ليس عليهم دفع ضرائب للملكين المسيحيين تزيد على ما كانوا يدفعونه. لهم أن يحتفظوا بجميع أسلحتهم ماعدا ذخائر البارود. يُحتَّرَم كل مسيحي يصبح موريسكي ولا يعامل كمرتد. أن الملكين لن يعينا عاملًا إلا من كان يحترم المورسكيين ويعاملهم بحب وإن أخلّ في شيء فإنه يغير على الفور ويعاقب. للمورسكيين حق التصرف في تربيتهم وتربية أبنائهم”.


تعهد الملكان الكاثوليكيان في المعاهدة وبنفس تاريخ توقيعها، بـ”أن ملكي قشتالة يؤكدان ويضمنان بدينهما وشرفهما الملكي، القيام بكل ما يحتويه هذا العهد من النصوص، ويوقعانه باسميهما ويمهرانه بخاتميهما”.


لكن سرعان ما بدأت المملكة الكاثوليكية تتراجع عن هذا الاتفاق، حيث بدأت حملة تنصير لمسلمي غرناطة، رغم أنها أبقت على بعض معالم حضارة الغرناطيين، حيث لا يزال حتى الآن القصر الأحمر شاهدًا على منارة الأندلس (بعكس بلنسيا وقشتالة وأراغون التي حولت مساجدهم إلى كنائس وشتت عمرانهم بين أوروبا)، ليبدأ فصل من أسوأ فصول الاضطهاد الديني مع محاكم التفتيش، التي كانت تجوب البلاد بحثًا عن كل من لا يدين بالولاء التام للكنيسة، فألقت القبض على الكثير وعذبتهم وأحرقتهم.
إحدى حفلات حرق المورسكيين





بعد كل محاولات تشتيت الأندلسيين والتضييق عليهم ومطاردتهم، جاء قرار الطرد القسري كما جاء في مرسوم رسمي بتاريخ 22 سبتمبر 1609م، لا يزال محفوظا بالأرشيف العام لسيمانكاس المتواجد بإسبانيا، يطالب هذا المرسوم جميع الموريسكيين في المملكة بتقديم أنفسهم إلى سلطات جهاتهم في غضون ثلاثة أيام من أجل ترحيلهم، وإلا صار من حق السلطات بعد انقضاء هذه المهلة طرد الموريسكيين من أماكن إقامتهم أو قتلهم إذا أبدوا مقاومة، بدافع، كما جاء في الوثيقة، عدم نجاح عملية دمجهم وتعميدهم تكاثرهم الديموغرافي السريع وتآمرهم مع الإمبراطورية العثمانية في شمال أفريقيا ضد التاج الإسباني.
كانت عملية طرد الموريسكيين منظمة ومخططًا لها من قبل المسيحيين آنذاك، في بداية الأمر تم طرد الموريسكيين البلنسيين من موانئ في بلنسية على حوض البحر الأبيض المتوسط، باتجاه شمال أفريقيا ثم بعدها تم طرد موريسكيي مملكة أراغون ثم قشتالة، وفي سنة 1614 تم طرد الغرناطيين صوب المغرب الكبير.



حير الكثير من المؤرخين في الدافع الذي جعل فيليب الثالث يقوم بمثل هذا التطهير الديني الوحشي، إلى أن ظهرت وثيقة بتاريخ السابع من أكتوبر تشرين الأول عام 1587 للميلاد لا تزال محفوظة بالأرشيف الوطني الإسباني، وهي عبارة عن خطابٍ موجهٍ من الملك فيليب الثاني إلى كبير أساقفة بلنسية، يتساءل فيه فيليب الثاني عن الإجراءات المتخذة لتعزيز تعاليم المسيحية لموريسكيي بلنسية، تكشف الوثيقة أن فيليب الثاني كان يفضل دمج الموريسكيين في إسبانيا، لكن ابنه فيليب الثالث هو الذي استسلم تحت ضغوط الكنيسة وبعض النبلاء وأرغم الموريسكيين على مغادرة الأراضي الإسبانية نهائيًّا.


تعميد المورسكيين





يذكر المؤرخ الإسباني مكيل دي أبلاسا فيرير في كتابه “الموريسكيون قبل وبعد الطرد” أن التهجير تم باتجاه الشام وتركيا وليبيا وأساسًا نحو دول المغرب العربي، وبالأخص نحو المغرب بسبب القرب الجغرافي.


كما جاء في إحدى وثائق الأرشيف العام لسيمانكاس مؤرخة بـ2 سبتمبر 1601، عن سلب بعض المورسكيين المتمردين على قرار الطرد في بلنسية أطفالهم لتربيتهم في كنف الكنيسة، وأن بعض هؤلاء الأطفال كانت تظهر عليهم آثار تعذيب وفقًا لوصف الوثيقة.



لا نعلم حتى الآن بالتحديد العدد الحقيقي للمورسكيين المرحلين، إلا أن المختصين يكادون يتفقون حول 300 ألف مورسكي، أغلب الموريسكيين المرحلين من الأندلس جاءوا إلى المغرب بحكم القرب الجغرافي، بينما ذهبت نسبة منهم إلى تونس والجزائر وتركيا، ثم هناك من توجه إلى فرنسا وعدد آخر رحل إلى المستعمرات الإسبانية في أمريكا اللاتينية مثل المكسيك والبيرو، مات الكثير منهم نتيجة مشقة السفر أو غرقًا في البحر أو تنكيلًا من قبل قطاع الطرق.



كان الأندلسيون متقدمين على باقي الشعوب الأخرى آنذاك في العمارة والعلم والزراعة، أدى طردهم إلى تدهور في الحرف والزراعة ما خلق بوادر أزمة اقتصادية في البلاد الإسبانية، ذلك ما تفيده إحدى الوثائق المصونة بأرشيف ليسمانكاس.
2- ماذا بعد أن وصلوا شمال إفريقية؟

يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس