عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-01-24, 22:21 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تذوق اللغة العربية الفصيحة و تنمية القدرة على استخدامها


الخطوة الأولى هي توفير البيئة الصالحة التي توفّر الفرصة لتحقيق هذا الهدف الكريم . البيئة في البيت والمدرسة والمسجد ، ثم توفير الطاقات المؤمنة المدرّبة القادرة على حسن العطاء والتربية والبناء ، والأرحام والأصدقاء جزء من البيئة التي يجب الحرص على حسن توفيرها .

ثم تبدأ الاستفادة من خصائص الطفل وخاصة حاسة السمع كما ذكرنا ، والاستفادة قدر المستطاع من مرحلة الجنين والولادة والطفولة الأولى .
وتبذل الجهود المنهجيّة للاستفادة من خصائص اللغة العربية كما ذكرنا سابقاً ، وتسخيرها من أجل هذا الهدف في جميع مراحل الطفولة .
ويجب غرس الإيمان والتوحيد كخطوة رئيسة في بناء الطفولة ، من مرحلة الجنين والولادة وسائر المراحل ، حتى يوفّر هذا العامل الحافز القوي لتذوق العربية الفصحى ودراستها واستخدامها .
كما يجب توفير البرامج والمناهج والوسائل المحدّدة لكل مرحلة من مراحل الطفولة وأول هذه البرامج توفير الفرصة لسَماع القرآن الكريم يُتلى ، وسماع بعض الأحاديث النبوية ، وسماع قاعدة بسيطة من قواعد النحو ، ثلاثة أشياء تظل متماسكة : القرآن الكريم ، الأحاديث النبوية الشريفة ، اللغة العربية . ثم ينمو هذا المنهج مع مراحل نمو الطفل حتى يشمل التلاوة اليومية للقرآن الكريم يقوم بها الطفل نفسه على حسب مرحلة نموه ، ثم الحفظ المنهجي للقرآن الكريم ومراجعتِه وتعهّده ، وحفظ أو دراسة حديث شريف ، ويعلّم قاعدة مبسطة من قواعد النحو بأسلوب سهل مشوق . لتصبح التلاوة اليومية والحفظ والتعهد والحديث الشريف وقواعد النحو منهجاً ثابتاً في حياة المسلم صحبة عمر وحياة ، لا تتوقف حتى يلقى المسلم ربّه .

وفي مرحلة مناسبة تُختار القصائد من الشعر السهل القوي ، ليُدرس بعضها ويُحفظ بعضها على منهج محدد وخطة مدروسة .
وفي مرحلة أخرى ، يُعطى الطفل فرصة التحدّث بالعربية الفصحى بموضوع يختاره هو أو يُختار له ، ويُتجاوَز في المراحل الأولى عن بعض الأخطاء ، ويُعالج بعضها الآخر ، ويدور حوار بالعربية الفصحى بين المربي والطفل . وتكون هذه الخطوة يومية لمدة ساعة أو ساعتين حسب قدرة الطفل ، وحسب الخطة الموضوعة . ويستفاد في هذه المراحل من خصائص الطفولة وأهمها الفطرة وما أودع الله فيها من قدرات ومواهب ورغبات .
وفي مرحلة مناسبة ، تصاغ مسرحيّات قصيرة بالعربية الفصحى ، يقوم بها الأطفال أنفسهم بعد أن يدرّبوا عليها . كما يمكن أن تنظم حفلات موسمية يتحدّث فيها الأطفال بما يختارونه هم من أدب أو شعر أو موضوعات عامة ، كلُّ على قدر جهده ووسعه وميوله .

ونؤكد أنه مع الاعتماد على السماع والتدريب على التحدث بالفصحى ، فلا بد أن يصاحب ذلك دراسة قواعد اللغة العربية ، نحوها وصرفها وبيانها ، بأسلوب مشوّق سهل ، ليمتدَّ هذا العمل في مراحل الطفولة كلها . ولا ننسى قول عمر رضي الله عنه : " تعلّموا النحو كما تعلمون السنن والفرائض " ، وقوله : " تعلموا إعراب القرآن كما تعلمون حفظه " ولا ننسى قول أبي عمرو بن العلاء : " لعلمُ العربية هو الدين نفسه " . ويزداد تعليم القواعد بأسلوب مشوق مع نمو الطفل ونمو مداركه .
وفي مرحلة مناسبة يشجّع الطفل على المطالعة الذاتية من كتب تناسب سنه مثل القصص والسيرة النبوية ، والشعر ، والخطب ، وغير ذلك .
ومن الوسائل المشوّقة للطفل استخدام الصور الملوّنة ، والرسوم الجميلة ، والأناشيد المفيدة ، والمرح يتخلل النشاط كله .
ويجب الحرص على إبعاد المصادر المفسدة ، وإحاطة الطفل بالجو الطاهر المشرق الذي يرعى فطرته ويغذيها بكل ما هو مفيد ، حتى تظل الفطرة عاملاً رئيساً مساعداً في عملية التربية والبناء .





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس