عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-01-14, 18:08 رقم المشاركة : 1
ناصر الاسلام
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية ناصر الاسلام

 

إحصائية العضو







ناصر الاسلام غير متواجد حالياً


وسام 2 السيرة 1438ه

b3 التخطيط في الإسلام


التخطيط في الإسلام





إن الله تعالي خلق الإنسان لمهمة عظيمة تتمثل في عبادته سبحانه وتعالي فقال تعالي {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }[الذاريات: 56]، والعبادة هي تحقيق مراد الله في تعمير الأرض قياماً بواجب الخلافة. ولذلك ربط الله الإيمان بالعمل في القرآن الكريم, \”وحيثما ذكر الإيمان في القرآن أو ذكر المؤمنون ذكر العمل, قال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } [الحجرات: 15].

قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }[النور: 55] . فقد اشترط للاستخلاف والتمكين أن يكون إيماناً ويكون عملاً واشترط أن يكون العمل صالحا يعني موافقاً لما شرع الله عز وجل . واشترط أن يكون العمل وفق تخطيط محكم حتي يؤتي ثماره المرجوة ولا يكون العمل صالحاّ بلا تخطيط ، لذلك كان حديثنا عن موضوع التخطيط وأثره في الإسلام يتناول هذه العناصر الآتية :ـ

1ـ مفهوم التخطيط .
2ـ أهمية التخطيط .
3ـ خطوات التخطيط .
4ـ التخطيط في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .
5ـ أثر التخطيط في حياة الفرد والمجتمع .
6ـ خطورة الفوضوية وطرق التخلص منها .


أولا :ــ مفهوم التخطيط :ـ

المعني اللغوي :ـ يقول ابن منظور : الخط: الطريقة المستطيلة فى الأرض … وخط بالقلم : كتب؛ والتخطيط : التسطير؛ والخِطَّة ـ بكسر الخاء ـ: الأرض والدار يخطها الرجل … يحتجزها ويبنى فيها. والخُطَّة ـ بالضم ـ: شبه القصة والأمر … وفى حديث الحديبية :\” لا يسألونى خُطَّة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها \” وفى حديثها أيضاً : \” إنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها \” أى امراً واضحاً فى الهدى والاستقامة… وفى رأسه خطة : أى أمر ما … وقولهم : خطة نائية أى مقصد بعيد.
المعني الإصطلاحي :ــ هومنهج إنساني للعمل يستهدف اتخاذ إجراءات في الحاضر ليجني ثمارها في المستقبل ..


ثانيا :ـ أهمية التخطيط .


إن العمل بدون خطة يصبح ضربًا من العبث وضياع الوقت سدى، إذ تعم الفوضى والارتجالية ويصبح الوصول إلى االهدف بعيد المنال.
* وتبرز أهمية التخطيط أيضًا في توقعاته للمستقبل وما قد يحمله من مفاجآت وتقلبات حيث أن الأهداف التي يراد الوصول إليها هي أهداف مستقبلية أي أن تحقيقها يتم خلال فترة زمنية محددة قد تطول وقد تقصر ، مما يفرض علي الإنسان عمل الافتراضات اللازمة لما قد يكون عليه هذا المستقبل وتكوين فكرة عن ما سيكون عليه الوضع عند البدء في تنفيذ الأهداف وخلال مراحل التنفيذ المختلفة.


ثالثا :ـ خطوات التخطيط .

1 ـ الخطوة الأولي : الرؤية ( ماذا نريد ؟! )
2 ـ الخطوة الثانية : الأهداف .
3ـ الخطوة الثالثة : الوسائل .
4ـ الخطوة الرابعة : الجدول الزمني .
5ـ الخطوة الخامسة : توزيع الأدوار .
6ـ الخطوة السادسة : متابعة الخطة


رابعا :ــ التخطيط في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة :ــ

لقد أمر الله عز وجل بالتخطيط في القرآن الكريم فأمر المؤمنين بإعداد القوة فقال:{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } [الأنفال: 60].
والأمر بإعداد القرة أمر يتضمن الأمر بالتخطيط لأن إعداد القوة نشاط هادف , ولأنه يحتاج لكثير من المعلومات بعضها متعلق بالحاضر وبعضها متعلق بالمستقبل \”تنبؤ\” ,ومن معلومات الحاضر مستوى قوة المسلمين ومستوى قوة العدو ؛ ومن معلومات المستقبل نشاط العدو ومحاولاته تحسين قوته والفرص المتاحة أمامه للنجاح ومثل ذلك فيما يتعلق بالمسلمين .
ومن الآيات المتضمنة الأمر بإعداد القوة , والمتضمنة ـ بالتالي ـ الأمر بالتخطيط قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{64} يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ{65} الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ{66} [الأنفال: 64-66]. فالمسلمون مطالبون وفق هذا النص القرآني بحيازة معلومات عن موقفهم, ومقدار قوتهم مقارنة بموقف العدو, ومقدار قوته ثم إعداد خطتهم في ضوء هذه المعرفة وفي ضوء معايير النصر التي جعلها النص في خط ممتد طرفه أن يكون المسلمون في أوج قوتهم فيكون التناسب بينهم وبين عدوهم حينئذ واحداً إلى عشرة , وطرفه الآخر أن تضعف قوة المسلمين فيكون التناسب واحداً لاثنين؛ مع الأخذ في الحساب بقية المتغيرات مثل الصبر وصدق اللقاء و … الخ . في ضوء هذه المعرفة وهذه المعايير يخطط المسلمون ويستقرئون الأحداث التي يطويها المستقبل , ثم يختارون البديل الذي يحقق الخير أو يقلل الشر إلى أدنى مستوياته .


وإذا طمع المسلمون في نصر الله وتمكينه فسبيلهم التخطيط الذي يضبط حركتهم بمرضاة الله ويجعل رضا الله معياراً لما يؤتى وسخطه معياراً لما يترك.

قال تعالى:{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ{40} الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ{41} [الحج: 40-41].

ولم يرتب الله جزاءً على إيمان لايتبعه عمل صالح . وكيف يكون العمل صالحاً إذا لم يكن هادفاً , وهدفه موافقاً للغاية من خلق الخلائق, ووسائله مرضية لله؛ وهذه هي مراحل التحطيط؛ فالله لم يرتب جزاء على عمل غير مخطط قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً }[مريم: 96]، وقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }[الكهف: 30].

التخطيط في قصة ذي القرنين

يتبع






التوقيع

    رد مع اقتباس