عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-12-24, 15:35 رقم المشاركة : 1
فسحة امل
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
إحصائية العضو







فسحة امل غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

b7 هل تعلمون… لماذا نحتاج إلى البكاء ؟


هل تعلمون… لماذا نحتاج إلى البكاء ؟





بعد ولادتنا، بكائنا هو أول شيء نعلن به عن وجودنا في هذه الحياة، وعندما نكبر يصبح بكائنا متنفس لنا لتعبير عن حزننا وقلقنا، لكن أحيانا يصعب علينا ذلك، لأننا نعتقد بأننا أقوياء جدا وبالتالي لا يجب أن نظهر ضعفنا ودموعنا أمام الآخرين. مع أن البكاء في بعض المواقف يعتبر أمر حيوي يمكن أن يخفف الكثير من أحزاننا ومشاعرنا السلبية. من هنا، لمعرفة، لماذا نحن نحتاج إلى البكاء في حياتنا؟

عندما نبكي فإننا نسعى إلى التخفيف عن ألمنا، إظهار حزننا وخيبة أملنا، التعبير عن شوقنا وحسرتنا لفقدان أحبائنا، على ذكرياتنا والأشياء التي وقعت لنا في الماضي أو قد نبكي حتى عندما نضحك ونحن سعداء. في جميع هذه المواقف التي تمر في حياتنا يبقى البكاء هو الداء الشافي الذي سيخفف من عبء ذلك الثقل الذي يجثم على صدورنا. كما أن بكائنا قد يمكن أن يساعدنا على رؤية بعض الأشياء بصور أوضح. وقد يحدث أننا قد نبكي بكل قوتنا ومن بعد نستسلم إلى النوم، وعندما نستيقظ نشعر براحة كبيرة و حيوية أكبر.

وإذا كان هناك قلة من الأشخاص يستطيعون البكاء في أي لحظة بالمقابل الأكثرية قد يجدون صعوبة في ذلك. وهذا راجع ربما إلى ملامح طفولتنا، فعندما كنا صغار، كنا نوبخ من طرف أبائنا بمجرد ما نبدأ في البكاء ويتهموننا بأننا ضعفاء. وبطبيعة الحال هذه الصورة المشوشة بقيت محفورة في أذهاننا، تقف حاجزا تمنعنا من البكاء عندما نرغب في ذلك. فنقوم بالسيطرة على عواطفنا واكتفائنا بوضع ابتسامة مزيفة على وجوهنا بدون أن ندرك أن هذا التصرف يعتبر أمرا ضارا بصحتنا، على اعتبار أنه عندما تتراكم في جسمنا الكثير من المشاعر السلبية فيمكن أن يولد الكثير من حالات التوتر، الإجهاد، والاكتئاب، و من المرجح أن شخصيتنا ستتغير أيضا. بحيث ستصبح عصيبة أكثر، كما لو أننا نعيش فوق هفوة بركان، وعرضة لانفجار في أي وقت، وسيأتي اليوم الذي سنفقد فيه القدرة على التحمل، وسيؤدي ذلك إلى تعرضنا لأزمة بكاء كبيرة و نوبة غضب.

وفيما يتعلق بالمعاناة الجسدية الناجمة عن كبث بكائنا، يمكن أن يترتب عنه، صداع، تشنج الرقبة، المغص والغثيان. بالإضافة إلى أن دفعاتنا تصبح أقل و نصبح عرضة للإصابة بالأمراض بشكل عام، لأن دموعنا هي وسيلة طبيعية فعالة لتخفيف من الآلام والأحزان.

في الوقت الحالي، أصبحنا غير متفرغين لفهم ما يحدث لنا، ففي زحمة متاعب الحياة أصبحنا لا نملك الوقت لتحليل عواطفنا اليومية والتحرر من الأشياء السيئة التي تسيطر علينا. وربما حتى عندما نرغب في البكاء فإننا نجد صعوبة. وللأسف هذا يحدث مع الكثير من الناس، ويبقى الحل في هذه الحالة أننا نحتاج إلى تثقيف أنفسنا قليلا ومنحها بعض الوقت والصبر، كما أنه يمكننا وضع موسيقى، القراءة أو مشاهدة فيلم حزين وهي آلية داخلية تسمح لنا بتفريغ كل ما تراكم من غضب داخلنا. وربما أغلب الناس لا تعلم بأن هناك نقطة في الحلق التي تقوم بتشغيل الدموع بمجرد الضغط عليها. ويمكننا أيضا تنفس بعمق، فهذه التقنية تساعد بشكل جيد على البكاء.

البكاء مسكن طبيعي

في أغلب الأحيان، عندما نكون مرهقين، فإننا نصبح أكثر عرضة للبكاء. وهذا له سبب علمي مقنع جدا. فعندما تتدفق الدموع، فنحن نخرج الأوكسيتوسين، النورادرينالين والأدرينالين.هذه الهرمونات التي لها تأثير مسكن على جسمنا. لهذا السبب بعد مرورنا بأزمة بكاء حادة، نشعر بالراحة بشكل أفضل. وبالإضافة إلى ذلك، يقول الخبراء بأن البكاء يخفف من القلق ويساعد على الاسترخاء.

البكاء والضحك … هل لهما نفس التأثير؟

الضحك والبكاء من المشاعر التي تخالجنا كل لحظة في حياتنا اليومية.وإذا حللنا هذه المشاعر من الناحية الفسيولوجية، فهما متشابهان لأنهما يؤثران على جهاز تنفسنا وضغط دمنا. فإذا ضحكنا ساعة في اليوم، فإننا سنفقد 14 غراما من الدهون. وهذه ليست الفائدة الوحيدة، فالضحك يزيد من احترام الذات، يساعد على تأخير الشيخوخة ويزيل الإجهاد والتوتر. فهل البكاء له نفس التأثير؟ ..على مر التاريخ، كان يساء تفسير البكاء على أنه علامة على ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، ولكن هذا غير صحيح. والدليل أن أبقراط أبو الطب اعتبر أن “البكاء تطهير لحالتنا المزاجية”.





التوقيع

أعلل النفس بالآمال أرقبها...ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
    رد مع اقتباس