عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-08-05, 20:52 رقم المشاركة : 2
elqorachi zouaouia
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية elqorachi zouaouia

 

إحصائية العضو







elqorachi zouaouia غير متواجد حالياً


مسابقة السيرة 4

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام المرتبة الثالثة

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك في المطبخ

وسام المشارك

افتراضي رد: كيف تنشط خيال طفلك و تظهر ابداعاته ؟


شكرا لك صانعة على هذا الموضوع في علم التربية وعلم النفس ، ساضيف كذلك هذا المقال اذا سمحت تقديري .
رأى علماء النفس أن هناك أربعة نماذج للأشخاص هي:
1 ـ النموذج العصبي:
أيُّها الأخوة... أحياناً يتلفَّظ الإنسان بكلمات لها معنى دقيق، يقول لك: فلان لو لم يكن مؤمناً مع هذا الذكاء وتلك الحيوية لكان مجرماً، لكنَّ الإيمان سما به فِعلاً، بعض الأشخاص عندهم مزاج عصبي، والبعض مزاجهم شهواني، وأشخاص عندهم مزاج شيطاني، والبعض عندهم تلبُّد، هذا بعض آراء علماء النفس بوجود أربعة نماذج: نموذج عصبي، وآخر شهواني، ونموذج شيطاني، والنموذج الرابع خامل مسالم، فالإنسان دون إيمان يمكن أن يكون من النموذج العصبي وهذا يميل للسيطرة والاستعلاء والقهر، الإيمان يقيده، ويسمو به، مع وجود هذا النموذج أو هذا الميل الجارف للسيطرة والتنكيل بالآخرين والاعتداد بالقوَّة، ونشوة الظفر.. هذا نموذج وهو دون الإيمان مخيف، وكلُّكم يرى بأمِّ عينه ماذا يجري في العالم، فمن علامات قيام الساعة أنَّه موتٌ كعقاص الغنم، لا يدري القاتل لمَ يُقتل، ولا يدري المقتول فيمَ قُتل. لم يرتكب جريمة، يقولون لك: مئات القتلى ومئات الجرحى، الجثث في الطرقات بعضها فوق بعض، فلماذا القتل ؟! هذا نموذج فيه عصاب وبالطبع دون إيمان.
2 ـ النموذج الشهواني:
وهناك نموذج شهواني ينغمس في الشهوات المحرَّمة إلى قمَّة رأسه، أي يصبح زيراً للنساء، وأشد انحرافاً من الزنى (خمور على نساء على مخدرات على) والعياذ بالله.
3 ـ النموذج الشيطاني:
وهناك نموذج آخر شيطاني، أي إذا أوقع الأذى بالناس يشعر بالنشوة، إيقاع الأذى، التفريق بين الأحبَّة، إثارة المشكلات، إفساد العلاقات،لا يوجد مكاسب من ورائها، هذا نموذج شيطاني.
4 ـ النموذج البليد:
وهناك نموذج بليد وجوده كغيبته لا يقدم ولا يؤخِّر، لا يحرِّك ساكناً، لا أحد يعرفه إذا وجد ولا إذا غاب، هذا نموذج.
المؤمن الحقيقي هو كل إنسان يؤْثِرُك على نفسه و يهتم بك:
هذه النماذج الأربعة دون إيمان مخيفة الأول ميِّت كحيّ، والثاني مجرم، والثالث ينغمس في وحول الشهوات إلى قمَّة رأسه، والرابع مؤذٍ، أمَّا الإيمان ـ فيا الله ـ يصبح الإنسان كتلة من الخير، كتلة عطاء، المؤمن إن صاحبته تنتفع به، إن ماشيته تنتفع به، وإن أصغيت إليه أو عاملته تنتفع به، إن جاورته تنتفع به، سيدنا أبو حنيفة له جار مغنٍ، وقد أوقع به أشدَّ الأذى وكان يغني طوال الليل ولا ينام ويقول:
أضاعوني وأيَّ فتىً أضاعوا ليوم كريهةٍ وطعان خلس وسَداد ثَغرٍ.
وقع هذا المغني في قبضة الشرطة، فذهب سيدنا أبو حنيفة النعمان بذاته إلى المحتسِب ليشفع له، لأنَّه جار وله حقّ عليه فلمَّا عاد معه إلى البيت (وقد أكبر المُحتسب وهو مدير للشرطة مجيء أبي حنيفة ودخوله عليه فأطلق سراح كلّ من اعتقل إكراماً له ) وفي الطريق قال له: يا فتى هل أضعناك ؟! تقول طوال الليالي أضاعوني وأيّ فتىً أضاعوا.. هل أضعناك يا فتى؟
هذا هو المؤمن، بعيداً عن التعريفات الدقيقة للمؤمن، المؤمن إنسان محبوب كيفما تعاملتَ معه، تعامل تجاري، تعامل سكني، جوار، تعامل في السفر، أصغيت له، حدَّثته.. إن حدَّثته يصغ ِلك، يهتمّ بك، إن أصغيت له تنتفع بعلمه، إن ماشيته تربح لأنه يؤْثِرُك على نفسه دائماً هذا هو الإيمان.
الإنسان من دون إيمان يميل إلى السيطرة و الاستعلاء و القهر:
لذلك دون إيمان هناك نماذج موجودة في المجتمع وهذا شيء معروف، وكل عصر وكل مكان وكل زمان وكل حيّ يوجد شخص غارق في الزنى إلى قمَّة رأسه، وبالخمور وبالمخدرات، وبالانحراف الجنسي، وهناك شخص هدفه الأوَّل السيطرة والاستعلاء والقهر وإخضاع الناس له هذه شهوته، وشخص آخر هدفه الإيقاع بين الناس أي إيقاع الشقاق والعداوة بين الناس، ينقل كلاماً من جهة لجهة، دائماً يتشفَّى بإفساد ذات البين، وشخص بليد لا يقدِّم ولا يؤخِّر.
الدين خلق و عطاء و تسامح و ذوق:
أمَّا عندما تدخل إلى عالم الإيمان فهذه النماذج غير موجودة، هناك نموذج موحَّد، إنسان عقله نامٍ وإدراكه عميق وشعوره دقيق ونفسه عامرة بالإيمان، وسلوكه منضبط بالإسلام، أساس حياته العطاء، والدعوةُ إلى الله عزَّ وجلَّ، بنى حياته على العمل الصالح.. هذا الإيمان.
إخواننا الكرام... لمجرَّد أن تُلغي الأخلاق من الدين ألغيتَ الدين كلُّه، الدين كلُّه خلق، الدين كلُّه فهم وذوق وعطاء وتسامح، هذا الذي تسمعونه من خلافات دينيَّة في العالم وقتل.. هذا ليس من الدين في شيء.
أعظم عطاء يعطيه الإنسان لابنه هو الأدب الحسن:

الآن إلى بعض النصوص التي تؤكِّد التربية الخلُقيَّة، الدرس الماضي كنَّا بالتربية الإيمانيَّة الآن بالتربيَّة الخلقيَّة:
(( مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ))
(رواه الترمذي عن أيوب بن موسى)
العوام يقولون: المُرَبَّى غالي.. الطفل المربى عنده حياء، كلماته كلُّها مضبوطة، الإنسان لو مشى في أحد الأزقَّة وسمع كلام الأطفال غير المهذبين.. والله يتكلمون بكلامٍ الحائطُ يخجَل منه، الحجر يخجل وليس الأشخاص، إذا مرت بالطريق امرأة مثلاً أو معها بناتها، أو شاب مهذَّب يسمعون كلاماً الإنسان يستحي أن يتذكَّره، لذلك أعظم عطاء تعطيه لابنك الأدب الحسن، الطفل الأديب لا يقدَّر بثمن، ولكنَّه محصِّلة جهود جبَّارة بذلها أبوه في تربيَّته، محصلة ملاحظة ومتابعة ومحاسبة مستمرَّة، محصِّلة اهتمام وعناية.
(( مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ))
نحل بمعنى أعطى، إذاً أعظم عطاء تعطيه إلى ابنك أن تؤدبه الأدب الحسن، لماذا ارتقى النبيُّ إلى سدرة المنتهى ؟ ولماذا كان قمَّة البشر ؟، قالت له: ما هذا الأدب !! قال: أدَّبني ربِّي فأحسن تأديبي.
موقف سيدنا يوسف من إخوته موقف يَنِمُ عن خلق حسن:

كلكم تعرفون ذلك عن سيدنا يوسف عندما دخل السجن وأُلقي في الجبَّ أيهما أخطر ؟ الجب طبعاً، فالسجن فيه طعام، أمَّا الجُبُّ فيه موت، فلمَّا خرج من السجن وأصبح عزيز مصر واستقبل إخوته الذين تآمروا عليه وألقوه في غيابة الجب وذكر فضلَ الله عليه ماذا قال ؟ قال:
وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)
( سورة يوسف )
لماذا لم يذكر الجب، قيل: لئلا يذكِّر إخوته بجريمتهم، وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن، لم يذكر الجبُّ أبداً، والأغربُ من ذلك لم يعزُ الخطيئة إليهم. قال
﴿ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ﴾
أي إننا لم نفعل شيئاً ولكنَّ الشيطان دخل بيننا، والأمر ليس كذلك.. فهم ائتمروا عليه
﴿ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ﴾
ما هذا الأدب !! النبيِّ الكريم مرة قال له (وأعتقد أبو سفيان القائل) يا ابن أخي ما أعقلك، ما أكرمك، ما أحكمك، ما أوصلك.
التربية لابدَّ لها من طول نَفَس لأن المعلم أفضل من المعنف:
ما هذا الكرم وما هذا الأدب وما هذا الوفاء وما هذا البر !!.. قال له: ما أعقلك وما أرحمك وما أحكمك وما أوصلك.
مازلنا مع كلام رسول الله والنبيُّ عليه الصلاة والسلام لا ينطقُ عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى.
ولا تنسَوا قول سيدنا سعد بن أبي وقَّاص: " ثلاثةٌ أنا فيهنَّ رجل وفيما سوى ذلك فأنا واحدٌ من الناس، واحدة منها: ما سمعتُ حديثاً من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلا علمت أنَّه حقٌ من الله تعالى.
(( أَكْرِمُوا أَوْلاَدَكُمْ، وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ ))
( مسند ابن ماجة: عن الحارث بن النعمان )
كل كلمة حاسبْه عليها ووجهْه إليها.. هكذا خطأ، هذه حرام، وهذه يتكلَّم الناس عليك. التربية لابدَّ لها من طول نَفَس، فالرجل الذي نفسه قصير مشكلته كبيرة لأنه يربِّي بالضرب، قال عليه الصلاة والسلام:
(( علِّموا ولا تُعنِّفوا فإنَّ المعلِّمُ خيرٌ من المعنِفَ ))
( الجامع الصغير: عن " أبي هريرة " )
النتائج الإيجابيَّة الطيِّبة التي يجنيها المعلِّم أروَع بكثير من التي يجنيها المعنِّف، هذا الذي يستخدم الضرب في كلِّ أمر من أمور التربية، هذا ليسَ معلِّماً بل معنِّفاً، والمعنِّف لا يحبُّه النبيّ عليه الصلاة والسلام، لأنه لا يكون الرفق في شيءٍ إلا زانه، ولا ينزع من شيءٍ إلا شانه.

للدكتور محمد راتب






التوقيع

    رد مع اقتباس