عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-07-25, 00:28 رقم المشاركة : 4
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: عصيد:الإسلاميون والولاء للدولة


العلمانية ذريعة لتسويغ الانقلاب .. الحالة التركية أنموذجا



محمد بنلحسن
الأحد 24 يوليوز 2016 - 23:25




كشفت مراسلات الانقلابيين على الانترنيت وعلى مجموعة مغلقة بالواتساب؛ والمسربة من لدن إحدى القنوات العربية المشهورة، أن انقلابيي يوم الجمعة 15 يوليوز 2016 بتركيا، كانوا سَيُعلنون في الناس؛ بعد نجاح تآمرهم المكشوف على الشرعية؛ ممثلة في الرئيس المنتخب بواسطة الصناديق الزجاجية؛ رجب طيب أردوغان؛ مسوغات مفادها؛



أنهم قاموا بالانقلاب من أجل الدفاع عن العلمانية التي يعتبرها العسكر مجالا حصريا له يحتكره؛ ورثوه عن مؤسس الدولة مصطفى كمال أتاتورك :


( 19مايو/ 1881 10 نوفمبر1938(وهذا الانقلاب العسكري الفاشل، ليس الأول والأخير، فقد جرب العسكر هناك، الانقلاب على الشرعية الدستورية والانتخابية، كما حصل مع الزعيم نجم الدين أربكان سابقا؛ والذي تولى رئاسة حزب الرفاه الإسلامي، ورئاسة وزراء تركيا من الفترة بين 1996 و1997،


وفي عام 1998 تم حظر هذا الحزب، وتوبع نجم الدين أربكان بتهم غليظة؛ منها انتهاك طابع علمانية الدولة، ومنع من مزاولة النشاط السياسي لخمس سنوات، لكن أربكان لم يغادر الساحة السياسية فقام بتأسيس حزب باسم الفضيلة بزعامة أحد معاونيه، وبدأ يديره من خلف الكواليس، لكن هذا الحزب تعرض للحظر أيضا في عام 2000 م.



ومن جديد يعود أربكان ليؤسس بعد انتهاء مدة الحظر في عام 2003م حزب السعادة، لكن خصومه من العلمانيين، تربصوا به؛ ليتم اعتقاله ومحاكمته في العام نفسه، وقد كانت الانقلابات تتم دائما؛ عن تحت ذريعة الدفاع عن العلمانية؛ التي يرى الجيش أن تجربة الأحزاب الإسلامية تمثل تهديدا قويا لها.


ولكن الإشكال التي يجلي تهافت هذا الزعم المردود، يتمثل في جرأة هؤلاء؛ أي المجموعة الانقلابية داخل الجيش التركي، على مكتسبات الشعب التركي، وعلى رأسها إرساء نظام ديموقراطي؛ أعاد العسكر للثكنات، وزج بسلاح الدبابات والطائرات، في أتون السياسة؛ مما يعد انتكاسة خطيرة للتجربة التركية التي تعتبر متميزة في منطقتها وفي العالم، ليس من خلال تعايش الإسلام والحداثة بين مفاصلها فحسب، ولكن من خلال حصائلها الاقتصادية والاجتماعية، ونسب النمو التي لاشك لمسها يلمسها الشعب التركي؛ الذي خرج قاطبة للتنديد بالانقلاب؛ وأعلن رفضه وتمسكه بالخيار الديموقراطي...


لكن سؤال الأسئلة التي يتبادر ههنا، هل الدفاع عن العلمانية يمر قطعا عبر إنهاء المسار الديموقراطي، والانقلاب على رموزه المنتخبين أصحاب الشرعية السياسية المخولة من أعلى سلطة في البلاد وهي الشعب التركي، بغض النظر عن انتماءات المنقلَب عليهم بفتح اللام؟؟؟
أليست الديموقراطية بمفهومها الغربي، أي الصناديق الزجاجية، والانتخابات البرلمانية، واختيار الرئيس من الحزب الذي يحصل على أغلبية الأصوات، أليست من ثمار العلمانية التي أرساها العالم الغربي المتقدم؟
ثم، ألا تعتبر اختيارات الشعب التركي، تجسيدا لإرادته التي يجب على الجيش الدفاع عنها وحمايتها ؟
لماذا يعتبر الجيش نفسه دائما وصيا على العلمانية ؟
أي علمانية يجب حمايتها، إذا كنا سنهدم أبرز معالمها وخصائصها وثمارها؛ ممثلة في الديموقراطية ؟


ألم يكن حريا بالجيش التركي، أو بالأصح المجموعة الانقلابية داخله التي قادت الانقلاب الفاشل، وتلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، الاقتداء بالجيوش العالمية للدول الكبرى ؟
هل يمكن للجيشين الأمريكي أو الروسي أو أي جيش أوروبي؛ وهي من أعتى الجيوش في العالم ، الانقلاب على الرئيس المنتخب دستوريا، وإخراج الدبابات والطائرات لإرهاب الشعب وحظر التجوال؟؟


إن ذريعة حماية العلمانية من التهديد الإسلامي الذي يمثله حزب العدالة والتنمية، بقيادة رجب طيب أردوغان، لا يمثل في رأيي، سوى شماعة أرادت الطغمة العسكرية المتسلطة أن تعلق الانقلاب عليها، من أجل تسويغه وتسويقه ونيل الاعتراف به ...
إن الجيش التركي أو بالأصح المجموعة الانقلابية داخله، أرادت تصفية حسابات شخصية مع الرئيس رجب طيب أردوغان، ومع حزب العدالة والتنمية، بعدما شعرت بانحسار مجال تدخلها ومناوراتها داخل الساحة السياسية التركية ...


إن تهديد العمل السياسي لرجب طيب أردوغان وحزبه، للتوجه العلماني للدولة التركية؛ يجب أن يكون محل انتقاد وشجب من لدن الشعب التركي وحده؛ الذي يملك السيادة في الاختيار، والتي يمارسها عن طريق الانتخابات وبواسطة ممثليه في البرلمان ومؤسسات الدولة...


إن خروج جميع أطياف الشعب التركي والأحزاب السياسية، والمعارضة منها أيضا لرجب طيب أردوغان وحزبه، من الأحزاب اليسارية والعلمانية في مظاهرات عارمة استجابة لنداء الزعيم في أشد اللحظات حرجا في تاريخ البلاد الحديث، دليل ساطع على أن الديموقراطية التركية، قد قطعت أشواطا كبيرة، وأصبحت ناضجة وراسخة؛ لا يمكننا أن نخشى أحدا على مستقبلها القريب والبعيد أيضا؛ بحيث لا يمكن العبث بها من أي جهة كانت؛ وإذا كانت السياسة الحكومية الحالية ٍ لرجب طيب أردوغان، وحزبه ومعاونيه، ضارة بتاريخ تركيا، وتوابثها المتوارثة، فعلى الشعب أن يمارس حقه في معاقبة ممثليه في مؤسسات الدولة الشرعية؛ وذلك بعدم التصويت عليهم من جديد في الانتخابات التشريعية والمحلية والرئاسية ...


إن تسبب الجيش التركي والفصائل التي قادت الانقلاب في مقتل حوالي 264 تركيا، من بين القتلى 104 من مؤيدي الانقلاب و161 غالبيتهم من المدنيين والشرطة، كما أن مشاهد طائرات الهيلوكبتر والدبابات وهي تقصف قوات الشرطة التي رفضت الانقلاب؛ كل ذلك لا صلة له بالعلمانية كما يفهمها الغرب، ولا علاقة له بالعالم المتحضر اليوم، العلمانية هي التي أنتجت في الغرب المتقدم ، مفاهيم الديموقراطية والحداثة وحقوق الإنسان ، بالأمس القرب جدا، ضربت بريطانيا للعالم مثالا رائعا في الديموقراطية واحترام إرادة الشعوب، كاميرون يعلن عن تنظيم استفتاء البقاء في الاتحاد الأوروبي، ظن أن نتائجه ستكون كما يريد، لكن نتائج التصويت أتت مفاجئة ؛ فلم يقرر رئيس الوزراء الخلود في منصبه ، كما أن الجيش البريطاني لم ينقلب على سلطته السياسية من أجل إملاء خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الانسحاب منه ، في هذه الدول الرائدة على جميع الأصعدة تتم الاستجابة لنبض الشارع والاحتكام لقرارات الشعب وإرادته وأي مخالفة لها تعرض المسؤولين للمحاسبة الأليمة والقاسية ...


على الجيش التركي أن يعي موقع بلاده وبعدها الأوروبي وأن لا يستفيد من الجيوش المجاورة خبرتها القتالية وعتادها المتقدم والرائد فقط؛ بل عليه أن يأخذ العبرة من حراسة هذه الجيوش المتحضرة لإرادة الشعوب في العيش الكريم؛ والتمتع بثمار الديموقراطية ؛ والتداول السلمي على السلطة ....وحماية الحدود







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس