عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-07-22, 12:51 رقم المشاركة : 35
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الأمازيغ العلمانيون لا يعادون الدين عموما، بل الإسلام فقط


أخي الكريم إكسبريس ...أرجو أن ترجع لردك رقم 31 لتصحح خطأ واردا في الآية القرآنية التي نتقلتها وهي الآية رقم 35 من سورة النور .

قال تعالى:"نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ..."


فكما تعلم أخي أن الله تعالى يهدي لنوره من يشاء من الناس العاقلين الذين أعطاهم وسيلة العقل تلك الحاسة التي تجعلهم يتفكرون في هذا الكون وفي أنفسهم حتى يتوصلوا للحقيقة ،فمن غالبا تكون للعاقل ،
وأما التعبير بـ"ما" فإنها تتناول الأجناس كلها تناولا عاما بأصل الوضع، والإتيان بـ"ما" هو من باب تغليب الأكثر على الأقل.



وقد استعمل الله تعالى من في آيات ومنها :"نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء "

واستعمل في سورة التغابن الآية 1 "ما ": يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التغابن:1].

وفيهذا التنوع من رقيِّ الأسلوب القرآني ما يدهش العقول حيث إن باب التغليب في اللغة باب واسع فتارة يغلب العاقل على غير العاقل، وتارة يغلب المذكر على المؤنث، وتارة يغلب المتكلم على المخاطب، وفي هذا من التنويع والتشويق مع عدم التكرار ما يبين إعجاز القرآن،

فأرجو التصحيح

وبمناسبة استشهادك بهذه الآية من سورة النور ،وبما أنك من الذين
يضعون حاجزا بين قيم الروح والمادة وتؤمن بالعلم المطلق تحت سلطان العقل والتجريب -ولهذا السبب ربما اخترت إسمك express - لهذا أدعوك أخي إكسبريس أن تخضع الآية الكريمة من سورة النور إلى التجريب على اعتبار أنك لا تؤمن بما هو غيبي لا تجريبي (وهو مبدأ العلمانيين المغاربة ).

وسأساعدك في تفسير الآية على اعتبار أنني خريجة كلية أصول الدين وتخصصي الدراسات الإسلامية ،وبالتالي أدرس مادة التربية الإسلامية ومهتمة وناشطة في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة . أقدم لك تفسيرا للآية الكريمة وعليك أنت أن تخضع هذه الآية إلى التجريب الذي لا تؤمن إلا به .

نعلم أن العلمانية تدور على الإلحاد لا غير،ولكن من خلال كلامك فلربما نتعرف - من خلال إجابتك التي ننتظرها - على نوع جديد من العلمانية المغربية القائمة على الإسلام وليس الإلحاد،إخضع هذه الآية لعقلك المادي المحسوس إذن ،وضعها تحت مجهره لنتمكن من إيجاد علمانية تؤمن
بالمرجعية الغيبية الماورائية،

تقول الآية الكريمة:


﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾
[ سورة النور:35]







فالله نَوَّر الكون بالشموس، ونَوَّر القلوب بأنواره، لذلك :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ﴾
[ سورة الحديد: 28 ]




أهم قضية في الإيمان أنك إذا أقبلت على الله قذف الله في قلبك نوراً، رأيت الخير خيراً والشر شراً، الإنسان قبل أن يعمل عملاً يسبق هذا العمل رؤيا، هذه الرؤيا إما أنها صحيحة، فيأتي عمله صحيحاً، وإما أنها رؤيا سيئة، فيأتي عمله سيئاً، أين يختلف الناس؟ في الرؤيا، الذي أقدم على السرقة، رأى أن السرقة كسب وفير بجهد قليل، أما المؤمن فيرى السرقة عدوان، والعدوان له عقاب، ولا بدّ للسارق من أن يدفع ثمن هذه المعصية غالياً، قضية رؤيا، سيدنا يوسف عندما دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها، لو أن مليون شاب وضع في ظرف سيدنا يوسف لرأى معظم هؤلاء أن هذا مغنماً كبيراً، لكن هذا النبي الكريم رأى أن الزنا جريمة كبيرة:

﴿ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ﴾




أكبر شيء في الإيمان النور الذي يقذفه الله في قلب الإنسان :



أنت بالنهاية أمام شيء، إما أنك تملك نوراً تكشف حقيقته، فتقبل أو لا تقبل، بحسب ما رأيت، أو أن هذا الإنسان في بعد عن الله، في ظلام، في عمى، يقترف شيئاً يتوهمه صالحاً وهو غير ذلك، لذلك أكبر شيء في الإيمان هذا النور الذي يقذفه الله في قلبك، والدليل قرآني:



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ﴾
[ سورة الحديد: 28 ]

هذا المعنى يتضح جلياً حينما تركب مركبة في ليلة ليلاء، والطريق متعرج، وخطر، وعن يمينه واد سحيق، والطريق فيه أكمات، وحفر، ومشكلات كثيرة بين الذي يملك مصباحاً وضاءً يرى كل شيء فيتقي الحفرة، ويبتعد عن الأكمة، وبين الذي يتحرك وليس معه مصباح، فالحادث حتمي، أي إنسان منقطع عن الله قلبه في ظلمة، يتحرك بشهوته، لا يرى عواقب الشهوات، هؤلاء المجرمون، هؤلاء القتلة، هؤلاء الزناة، ماذا رأوا حينما أقدموا على جريمتهم؟ رأوا هذا خيراً لهم فأقبلوا عليه.


المؤمن مبصر يرى ما لا يراه الآخرون ويسمع ما لا يسمعون :


لذلك:
﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ﴾
[ سورة النور:35]

المشكاة الكوة في الحائط يوضع فيها المصباح، فصدر المؤمن كالمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري، أي نور الله الذي يقذفه الله في قلبك يصبح كوكباً درياً، المؤمن مبصر، المؤمن يرى ما لا يراه الآخرون، يسمع ما لا يسمعون، المؤمن ملهم، المؤمن مسدد، المؤمن موفق:
﴿ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ﴾
[ سورة النور:35]



المسلمون يستمدون مبادئهم وقيمهم من منهج الله عز وجل :


﴿ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ﴾
[ سورة النور:35]



عندنا فكر شرقي، وفكر غربي، وعندنا مبادئ علوية من الله، الآن العالم شرق وغرب، ومسلمون، المسلمون يستمدون مبادئهم وقيمهم من السماء، من منهج الله عز وجل، من منهج الواحد الديان:
﴿ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ﴾
[ سورة النور:35]

وكأن الله عز وجل أشار في هذه الآية إلى أن هذه الشجرة شجرة الزيتون إنها شجرة مباركة:
﴿ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾
[ سورة النور:35]


أثمن عطاء يملكه الإنسان أن يقذف الله في قلبه نوراً يسدد خطاه :
أثمن عطاء تملكه أن يقذف الله في قلبك نوراً، هذا النور يسدد خطاك، تقف الموقف الكامل، الموقف العادل، الموقف المشرف، لا تستفزك الأحداث، لا يستثيرك الشيطان، لا تكون خطأ لإنسان، ضحية لجهل، ضحية لبعد عن الله عز وجل، هذا النور ثابت في القرآن الكريم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ﴾
[ سورة الحديد: 28 ]

هذا النور أخي إكسبريس أثره واضح جداً، هذا الذي لا يفكر في غير الزواج، مسموح له أن يتزوج، لكن ليس مسموح له أن يلتقي بامرأة لا تحل له، مسموح له أن يسكب مالاً حلالاً عن طريق تجارة مشروعة، وليس مسموح له أن يأكل مالاً حراماً، تجد المؤمن عنده حالة اسمها السلام، ما دام على منهج الله هو في سلام،

لا يوجد حالات دمار، دمار مال، دمار سمعة، لأنه يتحرك وفق منهج الله عز وجل، وأوضح مثل تركب مركبة في طريق متعرج، عن يمينه واد سحيق، وعن يساره واد سحيق، والوقت ظلام دامس، يمكن أن يكون المصباح سبب نجاتك، لا بدّ من حادث قطعي ما دام الطريق متعرجاً، وعن يمينه واد ولا تملك مصباحاً إطلاقاً، والطريق فيه عقبات، وأكمات، إذاً الدمار محقق، واعتقد يقيناً أن كل إنسان مقطوع عن الله عز وجل لابدّ من أن يقترف خطأ كبيراً، لكن بهذا النور الذي تستقيه من الله عز وجل من خلال الصلاة يسدد الله لك المشي في الطريق، تتضح الأهداف، تتضح الوسائل، تتضح معالم الطريق، فالمؤمن يتحرك هكذا:


﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
[ سورة الملك: 22]

هناك نور، الطريق واضح.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس