عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-06-19, 10:39 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

c1 "إحياء علوم الدين" وصفة الغزالي لتجديد الإسلام وإعلاء شأن العلم


"إحياء علوم الدين" وصفة الغزالي لتجديد الإسلام وإعلاء شأن العلم










في زمن تتعالى فيه الأصوات المطالبة بالاجتهاد وتجديد الدين الإسلامي لمواجهة الفكر المتطرف، مازال أبو حامد الغزالي يعد من العلماء المجددين الذين أثروا في الفكر الإسلامي رغم مرور أزيد من ألف سنة على وفاته، وذلك بفضل كتابه الجامع "إحياء علوم الدين" الذي جمع فيه بين العقيدة، والتصوف، والأخلاق، وكان هدفه التأثير في سلوك الإنسان المسلم، ليبقى كتابه هذا في مقدمة الصف بين الكتب التي أثرت في الفكر الإسلامي والإنساني.




أبو حامد الغزالي الذي ولد سنة 450 هـ وتوفي سنة 550 هـ، وله عدد من المؤلفات من بينها "تهافت الفلاسفة"، نجح في جعل مؤلفه "إحياء علوم الدين" يشغل الدنيا والناس.


وفي مقدمة الكتاب، يؤكد الغزالي أن هناك ثلاثة أسباب دفعته لتأليفه:


أولها إحياء علوم الدين، بعد أن انشغل الناس في الحقبة التي عاشها بالوظائف في الدولة ونسوا العلم.



والهدف الثاني هو كشف العلوم عند أئمة المسلمين المتقدمين.



والهدف الثالث هو إيضاح العلوم النافعة التي تنفع الإنسان في دينه ودنياه.


وأعلى صاحب "إحياء علوم الدين" من شأن العلم، كما حذر العلماء من التكبر، "ومن تكبر بسبب العلم، فليعلم أن حجة الله على العالم أكبر من الجاهل، وليتفكر في الخطر العظيم الذي هو بصدده، فإن خطره أعظم من خطر غيره، كما أن قدره أعظم من قدر غيره".


وقسم كتابه إلى أربعة أقسام؛



الربع الأول لـ"العبادات"،


ثم ما أسماه "العادات"، وهي المعاملات اليومية للإنسان وما ينتج عنها من أخطاء،



ثم الجزء الثالث سماه "المهلكات" التي تترتب عن التصرف اليومي في الحياة، وأخيرا "المنجيات"، وفيه تحدث عن التوبة والصبر والزهد والمحبة والإخلاص.




ويحث الغزالي في كتابه على ضرورة شغل النفس بالعمل؛ إذ يقول: "والنفس إن تشتغل بشيء شغلت صاحبها"،



ويركز على ضرورة فهم كنه العبادات والغرض منها، كما هو الحال بالنسبة للصوم؛ حيث ميز في الصيام بين ثلاث درجات:
صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص.


وأما صوم العموم، فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة.



وأما صوم الخصوص، فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام.



"وأما صوم خصوص الخصوص، فصوم القلب عن الهضم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية، ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر فيما سوى الله عز وجل واليوم الآخر وبالفكر في الدنيا إلا دنيا تراد للدين، فإن ذلك من زاد الآخرة وليس من الدنيا حتى قال أرباب القلوب من تحركت همته بالتصرف في نهاره لتدبير ما يفطر عليه كتبت عليه خطيئة، فإن ذلك من قلة الوثوق بفضل الله عز وجل وقلة اليقين برزقه الموعود، وهذه رتبة الأنبياء والصديقين والمقربين".




وعن السلوك البشري الذي يجب تجبنه، كتب الغزالي الكثير، وذكر "الكبر" و"العُجب" ويعتبرهما "داءان مهلكان، والمتكبّر والمعجب سقيمان مريضان، وهما عند الله ممقوتان بغيضان"، كما كتب أيضا:


"مهما رأيت إنسانا يسيء الظن بالناس طالبا للعيوب فاعلم أنه خبيث الباطن وأن ذلك خبثه يترشح منه، وإنما رأى غيره من حيث هو، فإن المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب العيوب، والمؤمن سليم الصدر في حق كافة الخلق".


ويشدد الغزالي على ضرورة تحقيق التوازن بين "النقل" و"العقل"، ويقول:


"الداعي إلى محض التقليد مع عزل العقل بالكلية جاهل، والمكتفي بمجرد العقل عن أنوار القرآن والسنة مغرور، فإياك أن تكون من أحد الفريقين وكن جامعاً بين الأصلين، فإن العلوم العقلية كالأغذية والعلوم الشرعية كالأدوية والشخص المريض يستضر بالغذاء متى فاته الدواء"،



ويشدد، في الوقت ذاته، على أهمية العلم لأنه يعتبره حياة "القلوب من العمى، ونور الإبصار من الظلم، وقوة الأبدان من الضعف".






هسبريس - أيوب الريمي






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس