عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-06-08, 11:23 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

c1 مهام الأنبياء ... متجدد


مهام الأنبياء

(1) الطاقة الذرية (يوسف عليه السلام).


























▪جاء يوسف عليه السلام ليقدم نموذجا عمليا تطبيقيا لمعنى الصمود الأسطوري المذهل الذي يستطيع أن يحققه بنو البشر ويعطي مثالا شجاعا للقدرة على التحمل والثبات المتين أثناء تقلبات الأحداث واضطرابها وتدافع المؤامرات وإعادة انتاج أدواتها.




▪لقد كان نموذجا مثاليا لمكافحة اليأس وتفتيت كتل الهزيمة النفسية التي تنشئها الأحداث المتسارعة.


▪لقد واجه يوسف الاختيار الثاني بعد إجهاض قرار القتل الذي قاده تحالف أسري مقرب منه فكان النفي هو آخر القرارات التي توصلوا إليها بإجماع، وكانت تلك الاجتماعات السرية تتخذ قرارات سريعة تحت الطاولة وتنسج خيوط المؤامرة من وراء الكواليس.




▪وتنوع المكر الاحترافي في فصول تلك المسرحية التي نسجتها تلك الشخصيات التي كانت تستغفل نبياً يأتيه الوحي وتعتقد أنها تجيد معه فن المراوغة، لكن مشيئة الله العليا أرادت لها أن تمضي ليستمر التدافع ويتحقق الامتحان وتكون النتائج الأخيرة حاسمة.




▪ترحيل قسري وإبعاد لطفل مشرد في أرض لم يحسب حسابها ولم يسبق له أن تعرف عليها ، ولك أن تتخيل كمية الخوف التي كأنت تتلبد فوق سماء الغلام الصغير وهو يقضي ليلته تلك في البئر مكبلا لا يملك حلا تسعفه به قريحته في تلك اللحظات، فقد كان طغيان الخوف يمنع من تسلل الحلول المختلفة، ولكنه في نفس الوقت أيضا طفل لم يسبق له أن التحق بمدرسة ذكية تعلمه طريقة (حل المشكلات) وتحرك قدراته العقلية وتدربه على الاستنتاج ، فقد كان اعتماده الكلي على والده كعادة الأطفال في الاعتماد على آبائهم في تدبير شئون الحياة واتخاذ قراراتها.




▪لكن العناية الإلهية كانت تتولى إدارة تلك الشخصية وترتيب القرارات وإيجاد حلولها بأسلوب فائق.




▪ترى ماهي الأفكار التي كانت تساور يوسف في هذا السن وهو بداخل البئر مكبلا عاجزا.




▪تلك السنوات القاسية التي خاضها يوسف عليه السلام كانت بمنتهى الصعوبة إلا أن لياقته وعناية الله به شيء يثير الاعجاب.




▪أحدنا تستهلكه مشكلة أو محنة لأيام وربما شهور يفقد معها كامل طاقته ويشهد جسمه تغيرا غير معهود أحدثه الجزع وزلزله الحزن.




▪ركز على خروجك من محنة ما وانظر كيف عشت لحظاتها وتفاصيلها ستجد نفسك مهزوما وخجلا من تلك التصرفات التي ندمت عليها عقب رحيلها.




▪ركز في تلك العبارات (يا بشرى هذا غلام) (أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا) لترى بداية الانفراج يسري في الأرجاء بصمت لا يشعر به أحد.




▪ويصل الصغير خادما في بيت رئيس الوزراء.




الا تمتلك كمية من الاستغراب وأنت تقرأ الحديث عن التمكين مبكرا ففي الآية الــ21 من السورة التي تحدثت عن بيعه لبيت العزيز أشارت لبداية التمكين بمجرد بيعه (وكذلك مكنا ليوسف) لكن كمية الاستغراب هذه تذوب عندما تقرأ ختام هذه الآية بإمعان.




▪مسلسل من الابتلاءات والمطبات والعقبات والمؤامرات التي تتشكل من جديد بشخصيات أخرى لكن الهدف واحد والطريقة متشابهة يعلوها المكر والكذب والتضليل الإعلامي وهي أدوات قديمة جديدة لكنها غالبا هي المستخدمة في أغلب الخطط والمؤامرات الشريرة.




▪فما كاد ينتهي من عمق البئر ليتحول إلى رقيق وهو الذي عاش حرا، ويا له من مشهد ترقبه عدساتنا وهو هناك وآقف على قدميه في طرف السوق ينتظر من يشتريه بسعر رخيص، وما كاد يصل يلتقط أنفاسه في القصر حتى يتشكل الابتلاء في صورة جديدة مختفيا خلف مساحيق التجميل التي بدا يوسف متفوقا عليها ليشكل إبهارا لكل من رآه.




▪وينتهي به الأمر إلى السجن ليقضي حياة أخرى وراء قضبان السجن بتهمة أخلاقية رخيصة يُسوُّق لها اليوم كما سُوِق لها في تلك الأزمان.




▪فيعتذر عن الخروج حتى تُكشف ملابسات القضية ويظهر للشعب بياض صفحته ونقائه على الرغم من أنه لم يكن شخصية معروفة من قبل في مصر ولا كان يحتل مكانا مرموقا سابقا ولكن رفض الخروج لأن المناصب والمسئوليات القادمة تتطلب هذه الشفافية فإن هناك مركز إعلامي يقود حملات التشهير وشخصنة القضايا للقادة والمسئولين في المواقع الحساسة ويتولى مهمة التفتيش عن سقطات الماضي ليعيد انتاجها من جديد ليقضي بها على تلك الشخصيات المرموقة ويرميها ضحايا القصف الإعلامي على الرصيف.




▪الآن حصحص الحق. نعم الآن. ولن يتأخر عن موعده الذي حان.




▪ويغادر يوسف السجن إلى مكتب وزير التجارة والاقتصاد ليقود خطة سبعية ذكية يتجاوز بها الأزمة الاقتصادية التي حلت بشعب مصر.




▪وتمضي الأحداث ليكشف يوسف لإخوته عن كلمة السر التي قادته لهذه النجاحات وحافظت على تألقه من استهلاك الأحداث له فقالها صريحة﴿ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ ﴾[يوسف: ٩٠]




▪ورفع أبويه على عرش التمكين لينتهي مسلسل المكر بنهاية نادمة وأسف متتالي.




▪ويختتم يوسف تلك الحقبة الدامية الأليمة في اجتماع أسري بموجز سريع يرفع يديه ضارعا لله﴿ رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ ﴾[يوسف: ١٠١].




الخضر بن حليس


يتبع مع مهمة نبي الله لوط عليه السلام









التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس