عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-17, 09:55 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: عمارة المنازل في الحضارة الإسلامية




الخصوصية:







تعد الخصوصية من العوامل الرئيسة الموجهة في اختيار الفناء كأساس للتخطيط للمنازل الإسلامية. والمتعمق في دراسة النواحي الاجتماعية المترتبة على هذا التخطيط يجد أن الفناء يلعب دورا مهما كمركز للنشاط الاجتماعي للعائلة.



فهو يربط بين أفراد الأسرة، ويكون عادة المكان المناسب للأنشطة الاجتماعية المختلفة مع الاحتفاظ بالخصوصية كاملة في جميع الأحوال [7].


تطور تخطيط المنازل في العمارة الإسلامية إلى أن أصبحنا نرى بوضوح هذه المنازل في مراحلها المختلفة التي مرت بها، وقد صيغت هذه المكونات وفقا للرؤية الإسلامية. فخصصت أقسام خاصة بالضيوف من الرجال الذين ينزلون ضيوفا على صاحب البيت، وهذه الأماكن غالبا ما تكون منفصلة عن باقي وحدات المنزل، وقد عرفت أماكن استقبال الضيوف في المنازل بالسلاملك.


وفي منازل رشيد على سبيل المثال خصص الطابق الأول علوي لاستقبال الضيوف، وعند بداية الطابق الثاني علوي ينتهي السلم الصاعد إلى المنزل من الطابق الأرضي، ليبدأ سلم آخر من داخل الطابق الثاني والطوابق الأخرى، وهو ما يعكس فكرة عزل طوابق المنزل التي تختص بصاحب المنزل وعائلته عن طابق الاستقبال، وفي حالة نقل الطعام للضيوف من الطوابق العلوية إلى الاستقبال يتم ذلك عن طريق سلم سري في إحدى الحجرات كما في منزل رمضان؛ حيث تضع النساء الطعام وتعود إلى مكانها، وبعد تجهيزه في حجرة الطعام ينتقل الضيف إليها ليرى الطعام جاهزا بها ولا يدري من أين أتى هذا الطعام.


ونرى في رشيد ابتكارًا آخر يتسم بالطرافة، وهو دولاب المناولة، وهو دولاب حائطي عبارة عن رفّيْن من الخشب يدورن على محور خشبي، يوضع الطعام عليهما ثم يدار الدولاب من الخارج إلى داخل الاستقبال؛ ليقدم صاحب المنزل الطعام لضيوفه ما وضع على رفوفه.



وهذه الفكرة طبقت في منزلين برشيد هما منزل البقراولي وجبري، وقد استخدمت هذه الفكرة في المطاعم والفنادق الغربية لعزل المطبخ عن صالة الطعام، ونقلناها نحن عن الغرب دون أن ندري أن لها أصولًا عربية تراثية.


ولم ينس المهندس أنه قد تستدعي الضرورة تواجد المرأة في طابق الاستقبال لشأن يتعلق بها يناقشه الرجال مثل حوادث الخطوبة والزواج أو الميراث.


لذا فقد صممت ممرات أعلى قاعات الاستقبال وضعت عليها أحجبة من الخشب الخرط كي تَرى المرأةُ وتَسمع من خلالها ولكنها في الوقت نفسه لا ترُى، ومثل هذه الممرات انتشر استعمالها في المنازل المملوكية بالقاهرة.



ووجدت قاعات لتستقبل النساء فيها ضيوفهن كما في منزل الرزاز في القاهرة.




توفير الراحة النفسية للضيوف




لقد حرص المسلمون على توفير الراحة لضيوفهم، وبصفة خاصة الراحة النفسية، ولذا نجد في المنازل اليمنية القديمة عنصرًا معماريًا مهمًا يوفر تلك الراحة، وهو المفرج؛ حيث يخصص أعلى طابق في البيت اليمني لاستقبال الضيوف والاجتماعات والراحة، ويشرف عادة على المدينة ومناظرها الطبيعية، ويسمى هذا المكان بالمنظر أو المنظرة، ويسمى أيضا بالمفرج، وهو يمتاز بسعة نوافذه التي تتيح للجالسين التمتع بمباهج الطبيعة. كما يسمى أحيانا بالغرفة الكبيرة؛ لأنها أكبر غرف الدار.



ولم يقتصر بناء المفرج على الطبقة العليا من الدار بل بني مستقلا في حدائق المنازل يطل على نافورة محاطة بالأزهار والأشجار. ويلعب المفرج دورا مهما في الحياة الاجتماعية اليمنية؛ فهو غرفة استقبال الضيوف ومجلس إقامة الحفلات.



لذا ينصب اهتمام صاحب المنزل عليه، فيعنى بتأثيثه وتزيين جدرانه بالمفارش والأطباق والأواني.


ويفتح في جدران المفرج كوى ونوافذ متعددة تزين جدرانه بزخارف جصية وبصفين من النوافذ العلوية [8]، وفي البيت الإماراتي -خاصة بيوت التجار- وجد عنصر مشابه وهو المجلس، وهو عبارة عن مكان مخصص للاستقبال، له بابان أحدهما يفتح على الشارع والآخر على داخل المنزل [9].




يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس