عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-05, 10:07 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: وقفة مع ذكرى الإسراء والمعراج 1437 دلالات وعبر


قال عليه الصلاة والسلام "الصلاة معراج المؤمن "
من شرح الجامع الصغير





النبي عليه الصلاة والسلام لعلو مقامه عرج من الأرض إلى السماء، وفي السماء تجلَّى الله على قلبه فأراه حقائق الوجود..

﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)﴾( سورة النجم )﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)﴾( سورة النجم )



﴿أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)﴾
( سورة النجم )

الوصف صعب... أحد العارفين بالله اسمه ابن عطاء الله الإسكندري، قال: " لا يعرف ما نقول إلا من اقتفى أثر الرسول "
أي إذا كان تمكنت من أن تذوق طعم رحمته تصغر الدنيا في عينيك، هي، ومالها، ومتاجرها، ونساؤها، وبيوتها، ومزارعها، ووجاهتها، لا شأن لها عندك، مَن عرف الله زهد في نفسه، فالإنسان يحتاج إلى أن يجتهد، فإذا كان تمكن أن يصلي بالليل ركعتين، ويتجه بهما إلى الله من كل قلبه...إذا تمكن أن يقرأ في اليوم صفحتين من كتاب الله ويتفاعل معها، أن يرى أمر الله فيعظمه، أن يرى نهي الله فيبتعد عنه، أن يقرأ قانوناً سنه الله لخلقه، فيتمسك به، ويبث في قلبه الطمأنينة، فكم الآن متاعب في الحياة، من مخاوف ؟ من مهلكات، إذا كان الإنسان قرأ قوله تعالى:
﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾( سورة الطور: من آية " 48 " )



إذا قرأ قوله تعالى:

﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا﴾( سورة الحج: من آية " 38 " )



إذا قرأ قوله تعالى:

﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)﴾( سورة النمل )



إذا قرأ قوله تعالى:

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾سورة النحل: من آية " 97 "

إذا قرأ قوله تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (96)﴾( سورة مريم)



إذا قرأ قوله تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30﴾( سورة فصلت )



هذا هو المنهج الإلهي الصادر من عند خالق السماوات والأرض، فلو تركت هذا الكلام الإلهي لن ترى إلا شيئاً يبعث في النفس الضيق، والقلق، والخوف، والحزن، لذلك كان رسولنا الكريم أسعد الناس لأنه كان مع الله عز وجل.

ومن هنا نتساءل: فما علاقتنا نحن بالإسراء والمعراج؟
قال عليه الصلاة والسلام:" الصلاة معراج المؤمن "من شرح الجامع الصغير


"لا خير في دين لا صلاة فيه"
﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا﴾
( سورة هود: من آية " 87 " )
إذاً كان سيدنا عيسى يصلي:﴿وَأَوْصْانِي بِالصّلاةِ والزَّكَاةِ مَا دُمْت حَيّاً (31)﴾( سورة مريم)
فالشيء الذي يميز المؤمن الصادق عن غير المؤمن هي الصلاة، غير المؤمن عنده كتب، يقرأ كتاب، يتناقش، يحفظه، يتكلم فيه، يحدثك حديث ممتع، يتفلسف أحياناً، يتكلم كلاما منمَّقا، مطالعاته واسعة جداً، وثقافته جيدة، وذاكرته قوية، وفي عندنا روح دعابة، ليس هذا الدين بل هذه ثقافة إسلامية.
أما الدين أن تكون موصولاً بالله عز وجل، فالنبي عليه الصلاة والسلام حقق أعلى صلة ينالها مخلوق في الكون في الإسراء والمعراج،

وأنت أيها المؤمن يجب أن تحقق نوعاً من الصلة، فأنت تصلي، تقول:
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) ﴾

فهل قلبك شاكر لله ؟


﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)﴾
( سورة الفاتحة )

فهل أنت مع هذه المعاني ؟ مع معنى العبادة، معنى الاستعانة، معنى الدعاء، معنى الرحمة، معنى الحمد، هكذا أنت ؟

الصلاة معراج المؤمن، لا خير في دين لا صلاة فيه، الصلاة ميزان فمن وفى استوفى، أي من وفى الاستقامة حقها استوفى من الصلاة ثمراتها، يقول سيدنا سعد رضي الله عنه: " ثلاثة أنا فيهن رجل، وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس، ما صليت صلاة فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها ".

هذه البطولة، ألك صلة بالله بهذا المستوى ؟ إذا دخلت إلى الصلاة تشعر أن الله ينظر إليك، أنت بين يديه، تناجيه، تخاطبه، تتضرع إليه، ترجوه، تستغفره، تخاطبه، تناجيه، تدعوه...هذا هو الإحسان... هكذا أنت في الصلاة؟

النبي عليه الصلاة والسلام لعلو مقامه عرج إلى السماء، ورأى من آيات ربه الكبرى، وعرف أنه سيد الخلق وحبيب الحق، وعرف أنه صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، عرف أنه لا إنسان فوقه في الوجود، هكذا، فأين أنت ؟
أين أنت من هذه المقامات؟

الله عز وجل أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، الباب مفتوح، يمكن أن يكون حجمك الاجتماعي متواضعا جداً، عندك مصلحة صغيرة، وظيفة صغيرة، معك بكالوريا، لا أحد يعرفك، إذا مشى أحد بالطريق من عامة الناس، لا أحد ينتبه له، هؤلاء الأتقياء الأخفياء، ولكن لو أن لك عند الله مقاماً عظيماً، وشأناً كبيراً، وكنت محباً، مخلصاً، صادقاً، وأذاقك طعم قربه، قال له:
يا رب لقد عصيتك فلم تعاقبني ـ هكذا المناجاة ـ فوقع في قلب هذا المناجي: أن يا عبدي قد عاقبتك ولم تدر، ألم أحرمك لذة مناجاتي. إذا واحد قام صلى صلاة شكلية، وإنسان ثاني صلى صلاة زاد قلبه حباً بالله، هذا مثل هذا ؟ هذا محروم، والثاني موصول.

واحد أحب فتاة اسمها وصال، خطبها من أبيها، أبوها عالم، فقال له: مهرها أن تجلس في مجلسي ـ فالقصة رمزية، تقول لي: كيف أحبها ؟ قصة رمزية ـ فيبدو أنه جلس في المجلس، وصار له أحوال طيبة، ونسي وصال، التقت به فقالت له: أين الموعد ؟ قال: يا وصال كنت سبب الاتصال، فلا تكوني سبب الانفصال.

فأحياناً الإنسان إذا اتصل بالله انتهت كل مشاكله، اتصل، هذا الصلح مع الله عز وجل، فالواحد لا يسمع ويمشي، العمر ثمين جداً، لا يسمع ويمشي بل يحاسب نفسه، له صلة مع الله ؟

المسلم إذا أحب الله يصلي قيام الليل بماذا سيشعر ؟
قام صلى، لما يحس أنه بكي ذات مرة بالصلاة؟ ذرفت دموعه، اقشعر جلده، شعر أنه من أسعد الناس، فهل أنت كذلك ؟ هل تقول أنا أسعد الناس ؟
لا شك لو كنت مع الله لقلت هذا، لأن الله لو تجلى على قلب الإنسان ينسيه كل متاعب الحياة.

النبي عليه الصلاة والسلام ما كان من الذين أوتوا الدنيا، دخل عليه عمر، كان ينام على الحصير، وقد أثر في خده الشريف، بكى سيدنا عمر قال له:
ـ يا عمر ما يبكيك ؟
ـ قال له:
(( رسول الله ينام على الحصير، وكسرى ملك الفرس ينام على الحرير ))
ـ قال:(( يا عمر أما ترضى أن تكون الدنيا لهم والآخرة لنا ؟ يا عمر إنما هي نبوة وليست ملكاً ))

فالصلاة ميزان، فمن وفَّى استوفى، مَن وفى الاستقامة حقها استوفى من الصلاة ثمرها.وبهذا نكون قد استفدنا من ذكرى الإسراء والمعراج .


حديث آخر:
(( الصلاة نور ))يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس