عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-04-04, 13:26 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: خبير لساني يسأل: من يعادي التعددية اللغوية بالمغرب؟‎


ودرءا للتأويلات المغرضة لما وقع بالفعل في المجلس المذكور، أذكر ببعض الفقرات الواردة في نص البلاغ الرسمي الذي تلاه الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، السيد عبد الحق المريني، عقب الاجتماع:


"ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله يومه 26 ربيع الثاني 1437ه، الموافق 6 فبراير
2016 م، بالعيون مجلسا وزاريا ...


في بداية أشغال المجلس، قدم وزير التربية الوطنية والتكوين المهني عرضا بين يدي جلالة الملك حول التوجهات الإستراتيجية لسياسة الدولة، في ما يتعلق بالرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي 2015-2030 ... الرؤية تهدف إلى انبثاق مدرسة للإنصاف وتكافؤ الفرص،[ و ] مدرسة عالية الجودة، ومدرسة للانفتاح والارتقاء الاجتماعي ...أكد [السيد الوزير ] أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، سيتم إعطاء الأسبقية لجودة التعليم العمومي، وللانفتاح على اللغات الأجنبية، خاصة في تدريس المواد والتخصصات العلمية والتقنية، وكذا للنهوض بالتكوين المهني، لاسيما من خلال اعتماد التوجيه المبكر للتلاميذ والطلبة الذين لهم مؤهلات وميول في هذا المجال.




... وفي هذا الصدد، أوضح جلالة الملك، أعزه الله، أن الانفتاح والتواصل لا يعني الاستلاب أو الانجرار وراء الآخر؛ كما لا ينبغي أن يكون [هناك] مدعاة للتزمت والانغلاق ...كما شدد جلالته على أن ترتكز هذه البرامج والمناهج التعليمية على القيم الأصيلة للشعب المغربي، وعلى عاداته وتقاليده العريقة، القائمة على التشبث بمقومات الهوية الوطنية الموحدة، الغنية بتعدد مكوناتها، وعلى التفاعل الإيجابي والانفتاح على مجتمع المعرفة وعلى مستجدات العصر".


فهل في هذا الكلام ما يدعم الأحادية اللغوية للسيد بلمختار؟ قطعا لا. إن التوجيهات واضحة بشأن المحافظة على توازنات الهوية والعالمية.. وترجمة ذلك عمليا في هندسة لغات التعليم هي تنزيل الثلاثية التي دافعنا عنها من زمن ليس بقريب، ويلوح بها السيد عزيمان، ولكنه يؤيد تنزيلا أحاديا يناقضها.


والحق أن السيد الوزير لا ينفرد وحده بحلم العودة إلى الفرنسة الأحادية لتعليم المغرب، بل له أكثر من حليف ومناصر، لأسباب لعل السيد جاك أتالي قد فصل فيها وفي أسرارها في تقريره الواضح عن التوجه الاقتصادي والسياسي للفرنكوفونية، والذي سيصدر تحليل ونقد له في بحث لكاتب هذه الأسطر (قيد النشر).




وقد أثار انتباهي بعض الزملاء إلى عمود صادر عن السيد حسن أوريد في مجلة "زمان" لشهر يناير 2016 (عدد 27)، بعنوان "اللغة، عود على بدء"، يدافع فيه عن ضرورة إقرار أحادية لغوية فرنسية، بمفصلة استدلالية وفكرية تثير الاستغراب. فلأن التعريب في رأيه كارثي، و"التعليم باللغة العربية أفرز مجموعة [من المتعلمين] مقصاة من سوق الشغل"، و"لغة عربية مهلهلة، لأن ما اعتبر تعريبا لم يكن إلا ترجمة حرفية من الفرنسية، لم يراع عبقرية اللغة العربية"، "وتعليم المواد العلمية تم بطريقة غريبة كذلك: بحيث يكتب سؤال المعادلة الرياضية أو الكيميائية من اليمين إلى الشمال، وتكتب المعادلة أو الصيغة الكيماوية من الشمال إلى اليمين"...


وهكذا تخلط المبررات والأسباب بتسرع يروم القفز إلى النتيجة المرجوة سلفا، وهي إقصاء اللغة العربية من تعليم المواد العلمية! ولو كانت السياسات اللغوية تبنى بهذا المنطق لما درس أي بلد نام أو صغير بلغته، ولدرست فلندا وكوريا وإسرائيل بالإنجليزية وحدها! فكل بلد سيعجز عن تكوين وتأهيل الأطر الملائمة بلغته، وتأليف الكتب الضرورية، وتطوير الأدوات والطرق البيداغوجية، الخ. ولو كان التعليم بالفرنسية يضمن الشغل لضمنه في فرنسا قبل المغرب، وأرقام ارتفاع البطالة في فرنسا قياسية بالنظر إلى مثيلاتها الأوروبية.



فأي إحصاءات دالة يستند إليها مثل هذا الكلام؟ إن النقص في تكوين المغاربة عموما قائم بالفعل، وقد يكون النقص في تكوين المعربين أكبر، لكن الرفع من مستوى تكوين المعربين سيصبح فعليا حين نخرج من السياسة الأحادية أولا، ومن الطرق البيداغوجية المهلهلة، ونرفع الأسباب المعقدة التي تحول دون إتاحة فرص الشغل لهم، بما في ذلك بخس كل تكوين يتم بالعربية، ومنح الأفضلية لمن يكون بالفرنسية، سواء أبان عن كفاءة، أو اكتفي بالنطق بلغة موليير فقط، دون مهارات. وإن تكوين المعربين في سوريا والعراق ومصر، بل حتى في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليشهد على ذلك، بالمعايير والقياسات المعيارية الدولية، كما تشهد على ذلك النتائج المغربية المتدنية ذات الصلة (انظر احتلال المغرب للمراتب الأخيرة في قياسات بيرلز pirls وتميس timms مثلا) .




فهل مناداة البعض بتعليم المواد العملية باللغة الفرنسية وحدها، يتساءل السيد أوريد (في استفهام إنكاري)، ازدراء للغة العربية؟ نعم بكل تأكيد، إذا قسنا الأمر على أي بلد متحضر أو نام ذي سيادة. لا يستعيض البلد عن لغته بأي لغة أخرى، إلا حين يكون ضعيفا فاقدا للسيادة. وبما أننا ننأى ببلدنا عن أن يصنف ضمن هذه الطبقة، فإن الجواب واضح إثباتي لا غبار عليه. ولعل الجواب الإيجابي المناسب هو ما سبق أن نص عليه ميثاق التربية والتكوين حين أقر بضرورة فتح شعب في التعليم العالي، يكون الاختيار فيها متاحا للطلبة بأن يتابعوا دراساتهم العلمية باللغة العربية، مع لغتين أجنبيتين داعمتين.

وأما اللغة الإنجليزية، التي يسلم السيد أوريد بأنه لا يتنازع في أمرها اثنان بأنها اللغة العالمية بامتياز،


يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس