عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-03-28, 17:56 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الفنان التشكيلي الفرنسي المسلم :الفونس إيتان دينيه




نقاء المكان أثّر في ذائقته الفنية

أميرات الصحراء

سرٌ إلهام وإبداع إتيان دينيه


لم يكن الفنان الفرنسي «ألفونس إتيان دينيه» (1861 – 1929) وحده من طلّق حياة البذخ الباريسية، واختار العيش في عوز الصحراء وبدائيتها، بل كان واحداً من أبرز المستشرقين الغربيين، الذين قرروا الإقامة في الجنوب الجزائري، لكن «دينيه» يعد رسامها الأول حيث أنجز عنها أكثر من مائة لوحة فنية.


ورغم مرور (86) عاماً على رحيله، لم يستطع أي فنان منافسته في رسم مدينة «بوسعادة» التي حل فيها سنة (1884)، وواظب طيلة نصف قرن على توثيق حياة الناس الزاهدة.


كما صور ببراعة مغرية نساءها اللواتي يطلق عليهن اسم «النايليات» نسبة إلى الولي الصالح «سيدي نائل» في المنطقة، فكان السر الذي ألهمه الموهبة والخلود.






تحضر الجزائر في أغلب لوحات الفنانين المستشرقين، سواء من أقاموا فيها أو مروا عليها..فكانت كغيرها من مدن الشرق عالماً جديداً بالنسبة للغرب الذي دخلها مستعمراً، فكانت حواضر الجزائر وقراها وصحراؤها مفعمة بالغرائبية والإبهار، الذي يلهم العمل الإبداعي، فأنجزوا روائع فنية لا تقدر بثمن في يومنا هذا، وإن كان هدف هؤلاء الفنانين لا يبتعد عن غاية الحملات العسكرية لحكوماتهم الاستعمارية، حيث سعوا أثناء عرض لوحاتهم في صالات العرض الأوروبية إلى تشجيع الهجرة نحو المستعمرات في مقدمتها الجزائر التي كانت بالنسبة للفرنسيين «الفردوس»، وبين هذا وذاك تؤرخ تلك اللوحات جانباً من حياة الجزائريين في القرنين الماضيين.









وتعد لوحات «إتيان دينيه» كنوزاً في متاحف وقاعات العروض الفنية في الجزائر وفرنسا والعديد من الدول.. بل يعد الفنان المستشرق الوحيد الذي أقيم له متحف خاص في مدينة «بوسعادة» (241 كلم جنوب شرق الجزائر) التي أقام فيها خمسين عاماً، وأوصى بدفنه قرب قبة بيضاء حيث أنشأ مرسمه، ليصبح اليوم معلماً من معالم هذه المدينة.




نشأ ألفونس إتيان دينيه، وسط عائلة بورجوازية، وارتاد المدارس العريقة، وبعد حصوله على شهادة البكالوريا عام (1881) التحق بمدرسة الفنون الجميلة بباريس، وبعد سنة واحدة شارك في معرض الرسامين الفرنسيين، لكن لم يكن يعلم أن رحلته العلمية إلى الصحراء الجزائرية (1884) ستكون منعطفاً في حياته الفنية والشخصية، حيث أنجز أولى لوحاته «شرفات الأغواط»، و»وادي المسيلة بعد الزوبعة»



ثم بدأ يتعلم اللغة العربية ويحتك بالتقاليد الإسلامية، سنوات قليلة بعد تأسيسه جمعية الفنانين المستشرقين،


- حاز على الميدالية الفضية من المعرض العالمي بباريس وأونفارس البلجيكية،

- ثم جائزة وسام جوق الشرف عام (1886).

- كما ضمن لوحاته كتاباً يحمل عنوان «عنتر» وهو ترجمة للشعر الملحمي يعود إلى العصر الجاهلي.. صدر الديوان عام (1889).


النساء النايليات تصدرن مواضيع لوحاته الفنية
ومع مطلع العام (1900)، استقر «دينيه» نهائياً في الجنوب الجزائري، وأقام مرسمه في مدينة بسكرة، حيث تمتزج قساوة الشمس مع واحات المدينة الغناء، فكانت سرمدية الصحراء سر أعماله الفنية.


فأصدر ديوان ربيع القلوب عن منشورات بيازا الفرنسية، وثق فيه أساطير الصحراء..








وأنجز لوحته الشهيرة «صلاة العربي» هذه اللوحة وأعمال مشابهة لها عبر في تفاصيلها وأيقوناتها عن إعجابه بالثقافة العربية واعتناقه الدين الإسلامي عام (1902). وقد أكد ذلك في رسالة بعثها لصديق له عام (1908).


وتبنى اسم «نصر الدين» رسمياً عام (1913).
فيما كان قد اختار الإقامة في مدينة بوسعادة حيث بقي فيها إلى آخر يوم في حياته.. ودافع بكل ما أوتي من قوة من أجل أن لا تتحول هذه المدينة إلى منطقة عسكرية فرنسية.



كما حول بيت عائلته في فرنسا إلى مستشفى لضحايا الحرب العالمية الأولى، وطالب بحقوق المحاربين المسلمين المشاركين فيها إلى جانب دول الحلفاء ضد النازية. وفي الفترة نفسها أنجز كتاباً بالتعاون مع صديق عمره سليمان بن إبراهيم بعنوان: «حياة محمد، رسول الله»، صدر عن منشورات بيازا الفرنسية..


وضمنه إتيان دينيه لوحاته الفنية التي تعبر عن حياة «البوسعاديين» الزاهدة، والمتلفعة بالصبر والإصرار على الحياة..



- ثم أصدر في سنة (1922) كتابه «الشرق في عيون الغرب».. وثق فيه الكتابات الأدبية للمستشرقين. وفي عام (1926) شارك إتيان دينيه في افتتاح مسجد باريس الكبير بالعاصمة الفرنسية، حيث ساهم في تمويله من ماله الخاص.
نجح في رسم الصحراء بكل تفاصيل الحياة فيها
بعدها قرر الحج إلى بيت الله، رفقة صديقه سليمان بن إبراهيم، حيث رسم في طريقه عدة لوحات أبرزت مظاهر الخشوع على وجوه المصلين في لوحته الشهيرة التي حملت عنوان كتابه:» الطريق إلى مكة»، الذي صدر عن منشورات «هاشات» الفرنسية














41w






صورة للرسام العالمي اتيان ديني لمراقبة هلال رمضان



يعد «نصر الدين إتيان دينيه» رسام الصحراء وتفاصيل الحياة فيها، وتعد كل كتاباته وإبداعاته الفنية مستلهمة من يوميات حياته في الجنوب الجزائري، تتمحور مواضيعها حول البؤس والأمومة والفرح، حيث تبدو لوحاته رغم طغيان سيمات الحزن والفقر على ملامح شخصياتها، إلا أنها كانت مفعمة بالعاطفة والبهجة،






لكن النساء «النايليات» (نسبة إلى منطقة سيدي نائل) في مدينة بوسعادة، تصدرن مواضيع لوحاته الفنية.
يقول الفنان التشكيلي نور الدين تابرحة لدبي الثقافية: إن روحانية المكان هي سر ذائقته الفنية المتدفقة، وعشقه اللامتناهي للصحراء هو سبب تفجير قريحته وطاقته، بذلك شكل المخالف عن المألوف لدى أقرانه من الفنانين، وأعتقد أن الكثير من الأسرار تغلف لوحاته إلى يومنا هذا»، وعن تقاطعهما فنياً ومكانياً يضيف تابرحة: وإن كنا من مدرستين مختلفتين تماماً، لكني أجد أعماله ذات مستوى عال بالنسبة لتجارب الفن التشكيلي الجزائري والاستشراقي، فدينيه هو فنان واقعي بلمسات الانطباع».
























وقد أنجز لوحات شهيرة تقدر اليوم بملايين الدولارات، مثل رائعة «عبد الغرام ونور العين»، ولوحته الشهيرة «خضرا، راقصة أولاد نائل» التي هي عنوان رواية كتبها أيضاً عام (1910)، وقد ساعده كرم الأسر الجزائرية التي فتحت له أبوابها للتعرف على تقاليدها المحافظة. فصور نساءهم ببراءة مغلفة بإغراء وجاذبية بعيدين عن المدرسة «الإيروتيكية» التي تبناها غيره من الفنانين المستشرقين.



من المستشرقين الذين انتموا للبيئة التي عاش فيها
المتحف الخاص به



فقد رسم الفنان «الجزائريات» بجمالية تعانق روعة لوحات الشفق والبادية ورحلات القوافل وغيرها من لوحاته الأخرى، فتبدو طاغية اللون والضوء كأنها صور حية ناطقة..








وتصنف لوحته «عبد الغرام ونور العيون» من أجمل ما رسم، حيث عبر فيها عن الحب الخفي بين شباب المدينة، وأثارت اللوحة الكثير من التأويلات، حيث قال بعض النقاد إنها قصة حب عنيفة بين عاشقين حال خلاف عائلي دون زواجهما، بينما يشير البعض إلى أنها مجرد قصة من خيال الفنان الفرنسي.
وتحضر نساء أخريات في لوحاته بملامح صبرهن وتمردهن، مثل لوحة «الفتيات العربيات» والزوجة المهجورة»، أما لوحة «خضرة، راقصة أولاد نائل» فهي آخر امرأة رسمها دينيه عام (1929) وألف عنها رواية.
يقول الروائي الجزائري سعيد خطيبي لدبي الثقافية: «هي رواية عشق وتيه وتواطؤ مع مسلمات المرحلة التي كتبت فيها. وصدرت بتوقيعين، لإتيان دينية وسليمان بن براهيم»، ويعتبر خطيبي أن الرواية كُتبت في عام (1909)، والنص حكاه شفاهياً سليمان بن براهيم، وقام إتيان دينيه بنقله إلى اللغة الفرنسية، ويعتبرها أول رواية حديثة في الجزائر. ويضيف سعيد خطيبي: «هي قصّة حب وخيانة وثأر وتبادل للمواقع، بطلتها خضرة بنت الطاووس، التي تكشف شخصيتها في الرواية عن عادات مجتمع بدايات القرن، وخيباتها، عن المستور منه من دعارة ما شابه وعن فشله في الانسجام مع نفسه.
أسلم وأدى فريضة الحج وبنى مسجد باريس الكبير
وكغيره من المستشرقين الغربيين، رسم «إتيان دينيه» نساء شبه عاريات، وكان يستغل ما يسمى بعيد «الغسل اليهودي»، الذي كان يقام في وادي المدينة، ويسترق تصويرهن بآلته الفوتوغرافية ثم يرسمهن، وقد واجه عدة احتجاجات من أهل المدينة، لكن بعد إسلامه توقف عن ذلك.

















التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2016-03-28 في 18:11.
    رد مع اقتباس