عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-02-19, 19:17 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: أدب الأطفال في الأدب العربي الحديث


تطوَّر أدب الأطفال شيئًا فشيئًا. فقد انطلق من خطواتٍ بدائيةٍ، وامتدت قامته بعض الامتداد على يدي شوقي والكيلاني، ليرفد هما «حامد القصبي» بمؤلفاته وإن كانت جل مؤلفاته مترجمةً من الإنجليزية.

وأول كتاب للقصبي كان تحت عنوان «التربية بالقصص لمطالعات المدرسة والمنزل».

وعلى الرغم من مهنته، فقد كان صاحب ميول أدبية: فهو مهندس حيث قال عند طبعه الكتاب: «لم أتردد أن أنشر بين الناس كتابي هذا عندما تبينت أن الحاجة ماسة إليه، وذلك لأني في مطالعاتي للكتب الإنجليزية عثرت على عدد كبير من القصص التهذيبية التي تتضمن الحكمةَ والموعظةَ الحسنةَ في اسلوب شائق وعبارات خلابة، يقصد بها إلى تربية للناشئين تربيةً خلقيةً قويمةً. فعولت على ترجمتها، لأعطي فيها صورة واضحة لطالبات مدارسنا وطلابها الذين يفيدهم هذا النوع من التهذيب، خصوصًا أن كتب المطالعة العربية التي تتناولها الأيدي الآن خلو من كثير من أمثال هذه القصص.

وقد توخيت في الترجمة الاحتفاظ بروح القصة، غير مقيد بالالتزامات الأخرى لتأخذ القصة صبغتها العربية الخالصة التي تلائم الذوق السليم»
(10).
إن نتاجات الأدباء المذكورين وغيرهم جعل لمصر السبق في أدب الأطفال وطباعة الكتب الخاصة بهم، وأما البلدان العربية الأخرى ففي لبنان ظهر كتاب اهتموا بأدب الأطفال، وعلى رأسهم «كار من معلوف» وظهرت مجلات مصورة بعنوانات مختلفة: «بوناز» (1900)، «سوبرمان» (1964)، «الوطواط» (1966)، «طرزان» (1967)، «لولو الصغيرة» (1971)، «طارق» (1972)(11).




وفي مرحلة الستينيّات، برزت حركة نشطة تعتني بمطبوعات الأطفال من خلال «دارالفتى العربي»، هذه الدار التي كان لكثير من الكتاب الدور البارز في إدامتها ونهضتها، منهم «زكريا تامر» الذي كتب حوالي مئة قصة للأطفال أثارت ضجة عالمية بفنها وتعابيرها عندما ترجمت إلى اللغات الأجنبية. وقد أصدر مجموعته التي بهرت بجمالها وعمقها وثراتها القراء الأجانب والعرب(12).



ومن الكتاب العرب في سوريا الذين رفدوا المكتبة بنتاجاتهم الشعرية والنثرية للأطفال «عادل أبو شنب» و«سليم بركات»، و«سليمان العيسى» الذي أصدر عدة مجاميع أدبية تخص الأطفال منها: «ديوان الأطفال»، وهو ديوان يتألف من خمسة وثلاثين نشيدًا وخمس مسرحيات والمستقبل (مسرحية غنائية) والنهر (مسرحية غنائية) وأناشيد الصغار القطار الأخير.




حدد الشاعر «سليمان» موقفه من شعر الأطفال حينما عرفه بإجابته على سؤال عصفورة تحاوره وهي تقف على نافذة بيته في دمشق وهو يكتب. فقال وهو يجيبها: ماذا تعني بالشعر الحقيقي؟ رفعت رأسي عن الورقة، وقلت لها: أعني الشعر السهل الصعب، القريب البعيد في وقت واحد... سهل؛ لأن الصغار يغنّونه يحفظونه في الحال، وصعب؛ لأن بعض معانيه وصوره تظل غامضةً، بعيدةً عن مداركهم بعض الشيء. وقد تعمدت هذه السهولة الصعوبة في شعر الأطفال وسميتها: المعادلة الشعرية الجميلة، معادلة أبذل جهدًا كبيرًا كي احققها في كل نشيد، بل كل بيت أحيانًا، على قدر ما أستطيع(13).


حاول في سوريا أدباءُ أدب الأطفال أن يوفّقوا فيه بين فلسفة الإبداع والأهداف والغايات التربوية.
يرى بعض الباحثين أن أدب الأطفال في الأردن بدأ حقيقةً مع صدور مجلة «سامر عامر» (1979)، وأهميتها تكمن في استقطابها لعدد من البارزين أمثال الشاعر «أحمد حسن أبو عرقوب» الذي كتب بعضَ الأناشيد والقصص، والشاعر «محمد القيسي» والشاعر «إبراهيم نصر الله»، و«محمد شقير» و«مفيد نحلة» و«جمال أبو حمدان» و«فخري قعوار». وهؤلاء من كتاب القصة المتميزين(14).


وكذلك ظهر في فلسطين بعضُ الأدباء المهتمين بالطفولة والأطفال أمثال الشاعر الباحث «علي الخليلي» الذي أصدر مجموعات شعريةً عن الأطفال و«عبد الرحمن عباد»، له مجموعاته «ذاكرة العصافير» و«ذاكرة الزيتون» و«ذاكرة النخيل» و«ذاكرة البرتقال»، وهي عبارة عن قصص تحكي الحياة بأصوات النباتات والطبيعة والإنسان الذي يعيشها.

وفي العراق ظهر الاهتمام بالطفولة مع الشاعرين الكبيرين الرصافي والزهاوي، وكلاهما له ثقافته الخاصة، أنهما كتبا أناشيد وقصائد تحاكي الطفولة وحياتها وتدعو إلى إصلاحها وتطورها. وفيما بعد، ظهر جيل من الأدباء المهتمين بالأطفال، وكان ذلك بعد ثورة تموز 1968؛ إذ أصبح الاهتمام بالطفل واضحًا، بل هُيِّءَ له في إطار فلسفةٍ خاصةٍ تهدف إلى خلق جيل ناشئ حسب فلسفةٍ وطنيةٍ قوميةٍ مؤكدةٍ.



لقد وضعت الحكومة خطةً شاملةً دخلت حيز التنفيذ في عام 1968 بإنشاء المكتبات الخاصة بالأطفال ودور الحضانة والرعاية الاجتماعية. من هنا ظهرت النوادي الترفيهية ومدارس الفنون التي تعتني بالشباب ومواهبهم بعد أن يحتضنوا في مرحلة الطفولة، وكذلك ظهرت البرامج والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية كي تقدم ما يتلاءم روحية الطفل وفكره ونفسه، وكذلك المجلات والصحف الخاصة بالأطفال وأدبهم. فقد ظهرت جريدة خاصة باسم «مزمار» (1970) وقبلها مجلة بعنوان «مجلتي» (عام 1967).



وهذا لا يجعلنا نهمل ما تصدره «دار ثقافة الأطفال» من مجلات وقصص تحكي ما يكون قريبًا للأطفال بأسلوب مشوق وبطبعات عالية الجودة جاذبة لروحية الطفل.


يتبع







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس