عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-02-04, 11:03 رقم المشاركة : 1
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي الجامعة المغربية وأزمة المعرفة


يغيب الحديث عن أزمة التعليم الجامعي في خضم الحديث المتكرر عن المأزق الذي تعيشه المدرسة المغربية. غياب الحديث عن الأزمة تلك ليس مرده صلاح حال التعليم الجامعي، بل قد يكون مرده التصور السائد أن التكوين يرتبط بالفترات الأولى من العمر، في حين تكون شخصية المتلقي اكتملت حين بلوغ الدراسة الجامعية.

هذا التفسير لا يلامس حقيقة الوضع إذ الأزمة أزمة معرفية لدى المخرجات التي تجد نفسها غير مؤهلة في مجالات تخصصها، أما السبب فلا يرجع إلى ندرة وسائل المعرفة، بل يعود في نظري إلى أمرين:

أولهما: استراتيجية النضال الطلابي التي تتسم ب:

1. التسلط : فالجسم الطلابي خاضع لفصائل أوطم المسيطرة على الساحة. وتلك الفصائل معروفة بديكتاتوريتها وممارستها الوصاية على الطلبة، وتتخذ خطواتها النضالية دون الرجوع إلى القواعد الطلابية، وتدفع الطلبة إلى الانصياع غلى اختيار الفصائل عنوة، في حين أن المطالب في غالب الأحيان لا تكون مطالب معرفية، بل تصب في مطالب تكرس التراجع والانحدار بدل تكريس التحفيز. وفي هذا الإطار يمكن تصنيف مطلب جعل نقطة الصفر غير مقصية، ومطلب إلغاء الفصل في حالة التكرار المتواصل في نفس المستوى.

2.التقليدانية: لم تنجح أوطم في ابتكار أساليب نضالية جديدة وواصلت سيرها على خطى الفصائل التي كانت تنشط في السبعينات، ولا يعدو نضالها أسلوبين: الإضرابات، ومقاطعة الامتحانات. وغالبا ما تفرض هاتان الخطوتان على عموم الطلبة تحت طائلة التهم بالخيانة سيرا على نهج فصائل اليسار الستاليني.

ينتج عن هذا تقلص حاد في زمن التعلم، لنحص في النهاية على طالب حاصل على إجازة تقدر بخمسة أشهر من التعلم.

ثانيهما: الأستاذ الجامعي من حيث مستواه المعرفي والوظيفي، ومن حيث القانون الذي يؤطر عمله. وتجدر الإشارة هنا إلى معاناة الطلبة من هذين الأمرين، إذ يتسم عدد من الأساتذة من تدني المستوى الفكري واللغوي، وهذا لا يدعو بالضرورة إلى الاستغراب، طالما أن عددا من أساتذة الجامعة هم من مخرجات النظام التعليمي في العشر أو الخمسة عشر سنوات الأخيرة، ونهلوا من الأزمة.أي، هم من فصيلة التلاميذ الذين كنا نشتكي من كفاءتهم.

من جهة ثانية، الحالة التي تشبه الفوضى الناتجة عن استقلالية الجامعة جعلت الأستاذ خارج أي قانون يراقب التزامه بالعمل. وهنا أيضا يعاني الطلبة الكثير من غياب الأساتذة لمدة طويلة. وهذا يجرنا إلى السؤال الأصلي حول وضعية أستاذ التعليم الجامعي.

مبدئيا، يستفيد أستاذ الجامعة من مجموعة من الشروط أولها ساعات عمل قليلة جدا، وكل ذلك ليس سهرا على راحته ورفاهيته، بل سعيا إلى تمكينه من الوقت الكافي للإطلاع بمهمته كأستاذ باحث. فالجامعة هي فضاء للبحث، وإذا لم يكن البحث أهم نشاط داخل أسوارها، فذلك يعني أن مهمتها غير قائمة.

حين نقلب النظر في حالة الجامعة، أول ما نلاحظ هو العدد الكبير من الأساتذة "الباحثين" الذين لا ندري عم يبحثون.. أساتذة منهم من لم يكتب مقالا واحدا طيلة حياتهن فضلا عن ان يؤلف كتابا أو يطلع بالبحث ضمن مجموعات البحث المنظمة والمحكمة.

ملاحظة: في بعض الدول، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، يفرض على الدكتور الجامعي كتابة بحث كامل في مجلة متخصصة معترف بنتائج أبحاثها، ولا تقبل البحوث التي لا تضيف شيئا جديدا إلى المعرفة عليها.

خلاصة الأمر أن السلوك النضالي الطلابي وسلوك معظم الأساتذة يؤدي إلى هدر زمن التعلم، لتكون الحصيلة شهادة جامعية لا تملك ثقل المعرفة العلمية التي ينبغي أن تكون الشهادة تتويجا لها.

وضع التعليم بالمغرب لا يستثني الجامعة إذن، في شخص طالب جامعي ضعيف أو متوسط، وأستاذ جامعي ضعيف أو متوسط هو الآخر، وشواهد إجازة وماستر ودكتوراه لا تمت إلى البحث الجامعي بصلة.

بقلم: روبن هود





آخر تعديل روبن هود يوم 2016-02-04 في 11:09.
    رد مع اقتباس