منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

" لن يتوصل ابني إلى فعل أي شئ أبدا "
" لن يفلح ابني في شئ أبدا"

أحمد "10 سنوات ", ولد ذكي وحاد الذهن لكن جميع قدراته ومواهبه تعمل ببطئ, فهو بارع جدا في فن الكسل .
ونظرا الى السهولة التي يجدها في التعلم, فهو لا يبذل اي جهد في الصف,
مما يغضب معلمته ويغيضها , وقد وبخته ام مرارا بسبب هذا التصرف ولكن من دون جدوى , هذه هي المرة الثالثة التي تستدعيها فيها المدرسة .
حضرت الأم بصحبة الابن :

-لا يزال احمد يشرد في الصف , أنه يحلم ويثرثر مع رفاقه ويقوم بأي شئ عدا متابعة الدرس .

-هذا يؤسفني حقا لقد قلت له اكثر من مائة مرة ان عليه تغيير طريقة تصرفه انه يعلم جيدا ان عليه التصرف كتلميذ جاد ومجتهد اني اقول له ذلك باستمرار .

-هل ينجز فروضه في البيت ؟
-نعم ؟
-نعم طبعا.
-هل هناك من يساعده؟

-أنا أعمل خارج المنزل بعد الظهر .
-هذا لا يبدو كافيا . فروض أحمد لا تنجز بالشكل الصحيح ولا تنجز دائما وهو لا يصغي الى ملاحظات المعلمة , اما بالنسبة للتوبيخ فلا يبدو انه يتأثر به اطلاقا .

- لن يصل ابني الى شئ أبدا , يجب البقاء دائما وراءه , انه لا يفعل الا ما يشاء هو انه ولد غير مسؤول

إنكار الأم وتنصلها من المسؤولية

يا لها من كمة قوية !!هذه الكلمات التي قذفتها الأم في وجه ابنها .

حاول الولد النظر في عينيها لكنها تجاهلته .
فكيف لها اذا أن تحصل على ما يرضيها ويسرها من ابنها؟

كيف يمكن لأحد أن يحقر ولده ويزدريه الى هذا الحد في وجوده .
ويتصرف وكأنه غير موجود ؟

هذا قتل عاطفي , تصرف دمر بجملة واحدة العرش المرتفع الذي يضع الطفل فيه أمه ,انه انكار للأمومة .لم تتحمل والدة أحمد أي مسؤولية , فالأم تحمي ولدها بكل ما أوتيت من قوة .
أما أمه فقد اختارت الانضمام الى الفريق الخصم .لقد انكرت ولدها امامه وامام شاهد , وبنظر الطفل هذه خيانة وخيانة الام مدعاة لفسخ العلاقة بينها وبين ولدها .

إنتبهوا فالكلمة يمكن أن تخبئ وراءها كلمة أخرى

لولا حضور الولد لاختلفت عواقب هذه الجملة. فالخطر ليس في الجملة بحد نفسها وانما ان الام نطقت بها في حضور ولدها , هي لا تعرف كيف تتعامل معه .
لم يكن هناك دليل للاستعمال مع هذا الولد الذي لايشبه في شئ الولد المثالي الذي كانت تحلم به , وهي لا تفهم طريقة تفكيره فهو لن يصل الى اي شئ ابدا !!

اختيار الكلمات
اذا اعترفتم بمسؤوليتكم في فشل دوركم كمربين ,نفضتم عنكم ذنب القتل المعنوي الذي تسببتم به لولدكم من جراء اختياركم الخاطئ للكلمات . ابدأوا بحوار مع ولدكم اعترفوا بذنبكم وتقصيركم معه .

قولوا له امام شهود انكم تحبونه , دافعوا عنه في جميع الظروف والمناسبات .حتى ان كان على خطأ .

انه ولدكم ومستقبل حاضركم , لا تلبسوه راداء نقائصكم وتقصيركم .يكفي احيانا بضع كلمات صادقة لتغير وجه العالم . اذا كان لديكم احساس قاتل بأنكم لم تتوصلوا الى شئ في حياتكم فلا تدفنوا مستقبله معكم .لا تفسدوا حياته لمجرد انكم لم تحققوا احلام طفولتكم في حياتكم .