عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-14, 19:11 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

c1 الذرة وعجائب خلقها .


الذرة وعجائب خلقها .




أعزاءنا القراء.. خذوا نفسا عميقا، وتدبروا بعقولكم لندخل عالم الذرة؛ ففي البداية يجب أن نعرف أن الهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه، والطريق الذي نسير عليه والكتب التي نقرؤها وكذلك أيدينا وأرجلنا وأدمغتنا أي كل ما يوجد في الكون من أشياء مادية يتكون من الذرات. فكل الكائنات أساسها المادي يكمن في تكتّل الملايين أو الملايير أو حتى الترليونات من الذرات.

أعتقد أن القراء الكرام يودّون التعرف على هذا المخلوق الصغير الذي يقوم بمهام كبيرة، فهو موجود بداخلنا وفي كل زمان ومكان. لعل هذا سيدفعكم إلى النظر في أنفسكم لترَوا أين هذه الذرات، لكن لا تستعجلوا ستعرفون كل شيء:


يوجد في كل خلية من خلايا عين البعوضة ترليونات من الذرات، ويوجد أكثر من 210 مليار ذرة في جزأي الحمض النووي (DNA) الكائن في نواة الخلايا البشرية. فمن خلال هذين المثالين، لكم أن تتصوروا حجم الذرة، خصوصا إذا علمتم أن رؤيتها تتطلب تكبيرا بالمجهر آلاف المرات. في نظركم ما هو قياس قطر الذرة؟ هل 1% من الملمتر أم 0.1% من الملمتر؟ لا.. لأن قطرها أصغر بكثير مما تتصورون! فهو 1 على عشرة ملايين من الملمتر؛ فحبة الرمل -مثلا- يوجد بها عشرة ملايين ذرة الواحدة بجانب الأخرى.






حجم الذرة التي يصعب علينا تخيلها تتكون من عنصرين: النواة والمدار؛ فالنواة تتكون من البروتونات موجبة الشحنة (+) والنترونات غير المشحونة، أما المدار -الذي يوجد بأطراف النواة- فيوجد به إلكترونات سالبة الشحنة (-). وهذه الأخيرة تدور حول النواة بسرعة 50000 كلم في الثانية، ولو كانت هناك طائرة بسرعة الإلكترون لاستطاعت أن تدور حول الكرة الأرضية في أقل من ثانية.


حسنًا، ما رأيكم في أن نقارن بين كتلة نواة الذرة والإلكترون؟ فهناك حقائق فعلاً ستصدمكم. إن كتلة بروتون واحد لو جمعناها 600 ألف مليار مليار مرة فسنحصل على غرام واحد، طبعا لا يوجد مقياس يمكن أن نقيس به هذا، لكن بالحسابات الافتراضية يمكننا أن نصل إلى هذا الافتراض، وكتلة البروتون والنترون الموجودة في النواة تشكل نحو 99.99% من كتلة الذرة؛ وهذا يعني أنها جمعت كلها في النواة.






كتلة الذرة جُمع أغلبها في النواة، فما هو حجم النواة بالمقارنة مع الذرة؟ اعتمادًا على الحسابات فإن قطر نواة الذرة يساوي واحد من مئة ألف من قطر النواة. وإذا أردتم أن تستوعبوا هذا يمكنكم أن تتخيلو نملة في وسط ملعب ضخم، فما تشغله هذه النملة من مساحة في هذا الملعب الضخم؛ تمثل المساحة التي تشغلها النواة داخل الذرة. أما بالنسبة للإلكترونات فهي تعتبر مثل الغبار الموجود في الملعب.


هذا يجعل الإنسان يتسائل: إذا كانت كتلة النواة كبيرة فلماذا بقي كل هذا الفراغ؟ ولو أن كل المواد خلقت بهذا الشكل ماذا يمكن أن يقع؟ هذا الوضع كيف سيؤثر في حياتنا؟.


من أجل أن نجيب على هذه الأسئلة سنلجأ إلى بعض التلميحات، فمجرد ملعقة صغيرة من الماء أو قطعة صغيرة من الزجاج يوجد فيها مليون طن من نواة الذرة. لو تخيلنا أن إصبعًا من أصابع أرجلنا يوجد عليه نفس هذا الضغط، في نظركم ماذا يمكن أن يقع؟ طبعا ما سيقع هو معروف: ستبقى أصابع أرجلنا جامدة في أماكنها ولا يمكنها التحرك. والباقي يمكنكم أن تتخيلوه.


ففي مركز الأخيرة نجد الشمس، وفي مركز الذرة أيضا نجد النواة. وكما أن الكواكب تدور بسرعة كبيرة حول نفسها وحول الشمس، كذلك الإلكترونات تدور حول نفسها وحول النواة، وإذا أردنا معرفة دقة وإتقان من خلقها، يمكننا تخيل ماذا سيقع في ملعب كرة لو أن مئات الطائرات حلقت فيه بسرعة 50000 كلم في الثانية في آن واحد. لكن بفضل المسيّر العظيم لا يقع أي خلل صغير ولا أي اختلال


في الأخير ننقل إليكم معلومة جديرة بالإهتمام، وهو التشابه بين نظام المجموعة الشمسية ونظام الذرة، فبالرغم من بعض الاختلافات يمكن أن نعتبر الذرة نموذجا مصغرا لنظام المجموعة الشمسية؛ ففي مركز الأخيرة نجد الشمس، وفي مركز الذرة أيضا نجد النواة. وكما أن الكواكب تدور بسرعة كبيرة حول نفسها وحول الشمس، كذلك الإلكترونات تدور حول نفسها وحول النواة، وإذا أردنا معرفة دقة وإتقان من خلقها، يمكننا تخيل ماذا سيقع في ملعب كرة لو أن مئات الطائرات حلقت فيه بسرعة 50000 كلم في الثانية في آن واحد. لكن بفضل المسيّر العظيم لا يقع أي خلل صغير ولا أي اختلال. فلو وقع ذلك ولو بجزء هيّن في الكواكب أو الإلكترونات، ستنقلب الموازين وتنتهي الحياة.


حاولنا شرح ماهية الذرة التي تعتبر جوهر كل المواد وأساس كل شيء. طبعا هذه فقط نقطة في بحر من عجائب الذرة. ولقد كُتبت آلاف المقالات ومئات الكتب حول الذرة، ومع ذلك لم يستطع العلماء فك لغزها، ولازالو يبحثون عن أسرار عالم الذرة، لكن بالنسبة لنا هذه المعلومات كافية لتبين لنا أن الذرة تحفة فنية عظيمة وجب علينا تدبرها والتفكير فيمن أبدعها.







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس