عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-12, 18:28 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: مدخل إلى تاريخ العلوم الكونية عند المسلمين


هذا الأنموذج مقتبَسٌ من مقدمة كتاب "الجبر والمقابلة" للخُوارزمي: "... ولم يزلِ العلماءُ في الأزمنة الخالية والأمم الماضية يكتبون الكتبَ مما يصنِّفون من صنوف العلم ووجوه الحكمة؛ نظرًا لمن بعدهم واحتسابًا للأجر... ويبقى لهم من لسان الصِّدق ما يصغُر في جنبه كثيرٌ مما كانوا يتكلَّفونه من المؤونة، ويتحمَّلونه على أنفسهم من المشقة في كشف أسرار العِلم وغامضه، إما رجل سبق إلى ما لَم يكن مستخرَجًا قبله فوَرَّثه مَن بعده، وإما رجل شرَح مما أبقى الأولون ما كان مستغلقًا فأوضح طريقَه، وسهَّل مسلكَه، وقرَّب مأخذَه، وإما رجل وجد في بعض الكتب خللاً فلَمَّ شعثَه، وأقام أَوَدَه، وأحسن الظنَّ بصاحبه، غير رادٍّ عليه، ولا مفتخرٍ بذلك مِن فِعل نفسه".

ب- التحقُّق من المعلومة قبل تدوينها؛ فلقد ألزم القرآنُ الكريم المؤمنين به والعاملين على هديه، ألا يبنوا علمًا على ظنٍّ، وأنكر على من يفعل ذلك أشدَّ الإنكار: ﴿ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾ [يونس: 36].

جـ- البعد عن التقليد الأعمى؛ كذلك أنكر القرآنُ الكريم التقليدَ الأعمى في التماس الحقائق: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 170].

وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((من تشبَّه بقومٍ، فهو منهم))؛ رواه أحمد وأبو داود.

د- الرجوع إلى أهل الاختصاص عند الحاجة؛ وألزم المتحرِّين للحق أن يسألوا أهلَ الخبرة والاختصاص: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].

وأخيرًا نودُّ أن نشير إلى أمر مهم بالنسبة لطلاب العلوم الكونية، وهو أن كثيرًا من الآياتِ الكونية تنتهي بالفعل: يعلم، أو بالفعل: يعقل، أو بالفعل: يفكر، أو بالفعل: يذكر، أو بمشتقاتها؛ أي: بالأفعال التي هي مناط التفكير، مناط العقل: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ﴾ [الأنعام: 97، 98].

﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [النحل: 10 - 13].

وأنَّ بعض هذه الآيات ترِدُ فيها إشاراتٌ إلى علوم كونية طبيعية شتى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 27، 28].

ألا ترى أنَّ هاتين الآيتين أشارتا إلى علم الأنواء، والأجواء، وعلم النبات، وعلم الأرض (الجيولوجيا)، وعلم الأجناس، وعلم الحيوان، وعلم اللغات، وعلم الطب، وانتهتا بذكرِ أهل العلم والاختصاص؟

أجل، إنه الدِّين العظيم الذي يجعل الإيمانَ أولَ نتائج العلم، والذي يحضُّ على النظر في عالَم النبات والحيوان والجماد؛ لأنه لا يخشى عاقبة هذا النظر، بل يرى أن هذا النظر أداة لمعرفة الله وخشيتِه.









التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس