عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-10, 18:48 رقم المشاركة : 1
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

b9 اختاروا لأبنائهم أسماء غريبة رافقتهم طيلة مسارهم


مشاهير اختاروا لأبنائهم أسماء غريبة رافقتهم طيلة مسارهم

التاريخ: 10 يناير, 2016
فى


تخلى كثير من مشاهير المغرب عن أسمائهم الحقيقية في سبيل المجد والشهرة، ومنهم من نسي اسمه الحقيقي فلا يتذكره إلا حين يتصفح بطاقة التعريف الوطنية أو حين يدلي ببياناته الرسمية لدى إدارة عمومية. لكن كثيرا من المشاهير في عوالم السياسة والرياضة والفن والثقافة والمجتمع، أصروا على اختيار أسماء لأبنائهم على مزاجهم الشخصي وتماشيا مع رغباتهم وميولاتهم الإيديولوجية والروحية أحيانا.
يختار مشاهير المملكة بين الفينة والأخرى أسماء ملفتة لأولادهم قد تزيد منسوب الشهرة لديهم، إلا أن كثيرا منها يصل إلى حد الغرابة، مع حضور مثل يقتدى به في لحظة الاختيار.
الأيام كانت كفيلة بتغيير عدد من الأسماء، حتى نسي أصحابها أسماءهم الحقيقية، ومنهم من أجرى تعديلا بسيطا على الاسم حتى يتلاءم وطبيعة المقام، والوضع الاعتباري للشخصية. في هذا الملف نكتفي بسرد أسباب نزول التعديل الذي يطول الاسم، ونقدم نماذج عاشت التغيير وقبلت الاستغراب الذي تواجه به. أسماء كثيرة تعيش هذا الوضع، منها من يعيش بعيدا عن أضواء الشهرة ومنها من كان تعديله بفعل فاعل.

أحمد عصمان أسقط «بن» واحتفظ بعصمان
رغم أن أحمد عصمان، الوزير الأول الأسبق، قد ولد في مدينة وجدة يوم 3 يناير 1930، وقضى في العاصمة الشرقية طفولته وشبابه، إلا أن أصول عائلته ترجع إلى تركيا، فقد كان جده ضمن الجيوش العثمانية الزاحفة على شمال إفريقيا، إذ قضى فترة قصيرة في تونس قبل أن يشد الرحال إلى الجزائر، حيث ظلت العائلة الكبرى وتحديدا في تلمسان التي كانت تعيش تحت الحكم السلطاني المغربي، ولم تغادر إلا حينما احتلتها فرنسا سنة 1830، ليتفرق أفراد العائلة ما بين تلمسان ووجدة.
يعترف أحمد أن الاسم العائلي الحقيقي هو بن عصمان، وهو اسم عائلي متداول جدا في تركيا، لكنه أخضعه لبعض التعديلات حين حذف «بن» واحتفظ بـ«عصمان» فقط، وكان أحمد يساعد والده في محل لبيع المواد الغذائية قرب الجامع الكبير في وجدة، حيث ظل الزبناء يكرسون الاسم المعدل «عصمان». وعندما التحق بالمدرسة سيطر الاسم الجديد، رغم أن أسماء أشقائه بومدين وبن عودة لها أصول جزائرية. ولأنه كان متفوقا على باقي زملائه من المسيد إلى الثانوية، خاصة في القدرة على الحفظ، وهي الميزة التي قال أحمد إنه يتقاسمها مع شخص واحد هو الملك الراحل الحسن الثاني، «أنا أحفظ كل ما أكتبه على اللوح بسرعة، وهذا الأمر يذكرني بالحسن الثاني رحمه الله، الذي كان يحفظ كل ما يسمعه بسرعة، حيث إنه خلال فترة التعليم الثانوي كانت هناك بعض المواد التي لم تكن تجذبه مثل مادة العلوم الطبيعية، فكان يسألني، خارج الفصل أن أحدثه عن درس العلوم الطبيعية، وبمجرد أن أحدثه عن الدرس كان يحفظه في الحال. فالفرق بين الحسن الثاني وبيني أنا، هو أنه كان يحفظ بالأذن وأنا أحفظ بالعين».

الأموي.. غير اسمه واختار لابنه اسم تشي كيفارا
ولد نوبير الأموي في 21 نونبر سنة 1936 بقبيلة أولاد مراح في عمق قبائل الشاوية، وكان والده حمان فلاحا بسيطا في المنطقة، يقتات من جود فرنسيين استوطنوا القبيلة، وأسبغوا عليها مسميات «مفرنسة». فالدوار الذي نشأ فيه كان يحمل اسم «ميلكو» ليتبين أنه يعني «ألف ذوق» نسبة لرافد من روافد نهر أم الربيع الذي كان يمر بالقرب من الدوار.
ولأن نوبير عاش في كنف والديه عيشة محافظة، فقد كان من الصعب على الوالد لشهب بن حمان الزيراوي تقبل انتقال ابنه من البادية إلى المدينة، التي ارتبطت في ذهن الأب بالتربية المتطرفة، لكنه لم يكن يعلم أن انتقاله إلى الرباط، حيث دخل مدرسة المعلمين، سيغير مجرى حياته رأسا على عقب.
تخرج نوبير معلما مع بداية عهد الاستقلال، وفي مدرسة المعلمين تعرف الأموي على فاطمة التي أعجبت به، سيما بأسلوبه الخطابي وقدرته على الإقناع وعفويته في التعامل مع محيطه. ساهمت فاطمة في بناء شخصية نوبير الأموي، وتقاسمت معه الحلو والمر، خاصة خلال سنوات النضال الأولى، حين كان مطاردا من طرف البوليس السياسي، كما خاضت معه معارك «مسطرية» كبرى ضد ضباط الحالة المدنية، حين أصر نوبير على استبدال اسمه العائلي «مية» نسبة لولي صالح غير بعيد عن الدوار، يدعى «سيدي مية»، إذ اعتبر الرجل الاسم مشبعا بحمولة «الأمية» فسارع من أجل تغيير لقب العائلة، بـ«الأموي»، كما خاضت فاطمة معارك مماثلة مع وزارة الداخلية كلما رزقت بمولود بعد إصرار نوبير على إطلاق اسم «غيفارا» على أحد أبنائه، إلا أنها حرصت على الاهتمام بتربية أبنائها وهم: معاوية والمهدي ومحمد ثم سناء، وجعلهم في مأمن من عاديات الزمن.

حيرة أحمد بن جلون تنتهي باختيار اسمين لابنه
حين رزق القيادي المعارض، أحمد بن جلون وزوجته فريدة، في مطلع سنة 1977، بمولود ذكر في أجواء يطبعها الاحتقان السياسي الذي كان يجثم على صدر الاتحاد الاشتراكي، قبل إنشاء حزب الطليعة، في يوم الميلاد عدل أحمد برنامجه وألغى لأول مرة مواعيده، وأصر على أن يختار للمولود اسما سياسيا مركبا، يجد الابن متعة في استحضاره. «اختار لي اسم عمر نسبة لشقيقه الشهيد عمر بنجلون الذي قتل من طرف متطرفين إسلاميين، وأضاف إليها اسم محمود تيمنا بالشهيد محمود بنونة الذي توفي في أحداث مولاي بوعزة، لكنه كان يسميني «عميروش» تصغيرا لعمر، وكان اسما ظريفا في ذهني. يوما ما سألته هل عميروش لها معنى سياسي مثل عمر ومحمود؟ أجابني إن عميروش هو بطل حرب التحرير الجزائرية، فاقتنعت نهائيا أن لا مفر لي من السياسة»، يقول ابن السياسي الراحل.
كان أحمد يشارك ابنه في كثير من النقاشات السياسية، سيما حين انتقل عمر إلى فرنسا لاستكمال دراسته الجامعية في القانون، بل إنه استشار مع الزوجة والابن معا حين اتصل به فؤاد عالي الهمة لاستشارته حول رغبة الملك في العفو على منفذي جريمة قتل عمر بن جلون شقيق أحمد.
اتصلت فريدة بابنها عمر وأخبرته بوجود والده في المستشفى، والتمست منه العودة على الوطن، منذ ذلك الحين تحول نجله إلى محام بهيأة الرباط، وعضو في الاتحاد الاشتراكي وليس الطليعة. يبرر عمر هذا الموقف بالقول: «كنت أنتمي لحزب الطليعة، وكنت عضوا في لجنته التنظيمية لمؤتمره الرابع عام 1993، ولكني لم أتفق مع ممارسته السياسية، فأنا لست متفقا مع المنهجية التي سلكها حزب الطليعة».

الخمار.. الاسم الروحي لإدريس اليزمي
ولد إدريس اليزمي سنة 1952 في مدينة فاس وقضى فيها فترة الطفولة والشباب، كان الفتى حريصا على قضاء عطله المدرسية في مسقط رأس والده بأولاد أزام التابعة إداريا لإقليم تاونات، وتحديدا بجماعة مديونة، وكانت خالته ترافقه باستمرار إلى هذه المنطقة الجبلية وتعيد تطبيع علاقاته بأصوله، من خلال التردد على الولي الصالح مولاي بوشتى الخمار، كما لا تفوت الفرصة لتعلمه أصول الدين والفقه حين ترافقه خلال العطل الربيعية بالخصوص إلى قبيلة أولاد داوود عند جده الذي كان فقيها بمسجد المنطقة.
تيمنا بالولي الصالح مولاي بوشتى الخمار، دفين ربوع قبيلة فشتالة بإقليم تاونات، والذي يحج إليه أهالي أولاد أزام، ومن جميع المناطق المجاورة لفاس وتاونات، أصر مجلس العائلة على تسمية الفتى بالخمار طلبا لبركات الولي، لكن مع مرور الأيام سينسحب «الولي» من حياة المناضل الحقوقي وسيعوضه إسم ادريس الذي كان مجرد اسم حركي قبل أن يزيح الخمار الاسم المدون في وثائق الحالة المدنية، ويصر على الارتباط بهذا الشخص الذي وجد في إدريس قناعا ضد البوليس الذي تعقب خطواته منذ أن نفض بركات الخمار وقرر التشبع بالفكر اللينيني والانخراط في حركات اليسار الفرنسي.
وعلى الرغم من محاولات الأسرة ربط الفتى وشقيقه بالأصول الصنهاجية، إلا أن فاس البالية كانت لها جاذبية خاصة، وفيها كتب آل الأزمي السطور الأولى في مسار مختلف تماما عما كان ينشده الوالد.
استقر الشاب «الجبلي» في مدينة مارسيليا واختار استكمال تعليمه الجامعي بعيدا عن الشعر والفكر الفلسفي، حيث انضم إلى المعهد العالي للتجارة باقتراح من شقيقه الأكبر عبد العالي الأزمي الذي شكل اعتقاله السياسي نقط تحول كبرى في حياة الخمار الذي أصبح معارضا للنظام وقرر خوض معارك نضالية من الخارج.

أسرة نجيمة طاي طاي.. أسماء غريبة
ولدت نجيمة غزالي طاي طاي في منطقة الريف وتحديدا بإقليم الناضور، واختار لها والدها اسم نجيمة لأنها كانت بالنسبة إليه نجمة صغيرة، خاصة وأنه عاش عقما لفترة طويلة قبل أن يرزق بأول ابنة بسبب زواجه من فتاة لم تبلغ سن البلوغ إلا بعد سنوات من زواجها.
ورغم أن الوالد كان يمني النفس بمولود ذكر إلا أن الوافدة الجديدة اعتبرت نجمة البيت التي طال انتظارها وسط العتمة. لكن الغريب في سجل ولادات نجيمة أنها ظلت على ارتباط بالأسماء المركبة فأبناؤها يحملون أسماء غريبة كجليل جميل وأيوب بريق العينين، ثم آدم ذو الرشاد. وكانت نجيمة تصر على ربط الاسم بالصفة كالجمال وبريق العينين ثم الهداية والرشاد.
ولدت نجيمة في وسط عائلي محافظ يعيش على تقاليد أهل الريف لكن والدها أصر على أن يشركها في الحياة المدرسية خلافا لما هو معمول به في تلك الفترة إذ غالبا ما تحرم الفتاة من ولوج المدرسة وفي أحسن الأحوال تكتفي بالحد الأدنى من التعلم، لكن الأب واجه التحدي وأصر على أن تكون لنجيمة مكانة في الفصل بين الذكور الذين كانوا ينتمون لجنسيات مختلفة إذ كان الفصل يضم تلاميذ برتغاليين وإسبانيين وفرنسيين في إحدى قرى الشمال الشرقي للريف المغربي، بل إن الوالد رفض توصيات بإنهاء مسار ابنته مبكرا وواجه المعارضين بإصرار كبير، كما رفض عروض خطبة مبكرة لنجمته الصغيرة لكنها ستتزوج فور وصولها إلى فرنسا.

الزاكي.. مدرب المنتخب الذي حمل اسم ممثل مصري
حين أطلق الوليد صرخته الأولى في مدينة سيدي قاسم، في الثاني من أبريل من سنة 1959، عمت الفرحة فضاء الأسرة التي كانت تعيش على إيقاع الترحال، فالوالد كان يشغل مهمة حارس ممرات السكة الحديدية وكانت مهمته تتطلب منه التنقل بين الممرات المحروسة، وفي يوم العقيقة فاجأ شقيق والدته الحاضرين حين أعلن عن اسم المولود الذي اختار له اسم زكي، من شدة إعجابه بالممثل المصري زكي رستم الذي كان يحرص على متابعة جميع أفلامه السينمائية ويردد مقاطع منها في كل التجمعات العائلية، سيما وأن الأفلام المصري بدأت تغزو المجتمع المغربي خاصة في قاعات السينما. لكن الأب كان له رأي آخر فقد اقترح اسم نور الدين ودافع عنه مشددا على ضرورة التمسك بالأسماء المغربية، إلا أن الوالدة أعلنت «الفيتو» وساندت شقيقها الذي هدد بمقاطعة حفل العقيقة إذا لم يتحقق مطلبه، وبعد طول سجال أطلقت زغرودة حسمت الخلاف ومنحت المولود اسما «فنيا» ظل يطارده على امتداد حياته رغم التعديل الذي طرأ عليه بتحويله من زكي إلى الزاكي.
انتقلت الأسرة من سيدي قاسم إلى بوقنادل ضواحي سلا للضرورة المهنية، وحين التحق الفتى بالمدرسة الابتدائية قدر له أن يعيش أول مأساة، فقد صنف في خانة التلاميذ الأيتام الذين يستفيدون من مطعم المدرسة لكن والدته قررت أن تملأ الفراغ الأبوي وتعوض فقدان الأب بالتواجد في حياة أبنائها وتتبع مسارهم الدراسي عن كثب، بأسلوب صارم لا مكان فيه للتساهل. بل إنها كانت تربي أبناءها بيقظة خوفا من أن يتحول اليتم إلى دافع للانفلات من ضوابط التربية.

المهدي بن عطية.. حكاية الخطأ المطبعي
اسمه مهدي أمين بن عطية المتقي، لكن على جواز سفره خطأ مطبعي أو إداري إذ تم استبدال مهدي بكلمة «مدهي»، لا يهم مادام الجميع يناديه بابن عطية، ويبدو أن الخلل يعود للتسجيل لحظة الولادة يوم أبريل 1987 في منطقة إيفري ضواحي باريس. بالعودة إلى أولى دعوات هذا اللاعب للمنتخب المغربي فنكتشف الاسم الذي حملته دعوة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهو المهدي المتقي، ولكن مع مرور الأيام انسحب المتقي وظل بن عطية يرافقه في مشواره الكروي جاثما على ظهره في قمصان مختلف الأندية التي لعب لها فضلا عن المنتخب المغربي الذي أصبح عميده.
ينحدر والد اللاعب الدولي المغربي من قبيلة بني عمير بإقليم الفقيه بن صالح، لكنه هاجر إلى فرنسا مبكرا، ضد بوصلة أهل المنطقة الذين كانوا يتهافتون على الهجرة نحو إيطاليا، استقر الوالد في ضواحي باريس وتحديدا بمنطقة إيفري، هناك بدأ رحلة البحث عن كسرة خبز مغتربة، وكون نواة أسرة مغاربية بعد أن تزوج بشابة جزائرية وانخرط في رحلة ألف ميل. رزق الوالد بالمهدي وكانت له مكانة متميزة في الأسرة لأنه الوحيد وسط أربع بنات، لذا كان من الطبيعي أن ينال الحظوة والتميز ويعيش وضعا استثنائيا قبل أن يصبح رجلا استثنائيا.
لم يكن المهدي عاشقا للكرة منذ صغره، لكن والده الذي كان يداعب الكرة في لحظة فراغه ويحرص على مصاحبة ابنه له، زرع عشق المستديرة في نفس ووجدان الطفل، بعد أن لمس عزوف ابنه عن الدراسة. لم تكن والدة المهدي تساير طرح الأب، بل ظلت تحذر من مغبة الارتماء الكلي في عالم الكرة، إلى أن فوجئت برغبة الابن في مقاطعة الفصل الدراسي في سن مبكر.

من مبارك لمعاشي إلى زكي مبارك
في كتابه «ولد باحماد..الرجل الذي اختار اسمه وتاريخ ومكان ميلاده، يسلط الروائي المغربي زكي مبارك الضوء، على جوانب عتمة من حياته خاصة طفولته في أحياء الصفيح بابن امسيك والحي المحمدي، ويزيح طبقة الغبار التي جعلت الناس يعيشون نوعا من الخلط في التسمية والانتماء الجغرافي.
يقول زكي في بوحه الصحفي، «قصة حياتي غريبة إلى حد ما، إذ أن اسمي الحقيقي ليس هو زكي مبارك، وخلال فترة طفولتي كنت معروفا باسم «ولد باحماد»، وباحماد ليس إلا خالي الذي أطلق علي هذا الاسم عنوة بعدما احتضنني في سن مبكرة. والدي يدعى إبراهيم بوهوش ووالدتي هي عائشة السملالية، ولدت بقرية إيدا أوسملال ضواحي تيزنيت، بينما لا أعرف تاريخ ميلادي بدقة، فقد اعتمدت على ما قالته الوالدة بأنني ولدت يوم دخل الأمريكيون إلى مدينة الدار البيضاء أي في نونبر سنة 1942. بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية اضطر والدي إلى أن يستقر بمدينة الدار البيضاء، وبالتحديد بكاريان ابن امسيك الصفيحي، حيث نزح العشرات من سكان بلدتي إلى المدينة بحثا عن تحسين ظروفهم المعيشية وتوفير أبسط مقومات العيش الكريم».
اسمه العائلي هو المعاشي نسبة لمسقط رأس والده قرية بن معاشو غير بعيد عن أولاد سعيد، بالقرب من مجرى نهر أم الربيع، لكن هذا الاسم العائلي ضاع في زحمة الزمن بعد أن تعرض الأديب في طفولته لمجموعة من التغييرات والتجارب العائلية، سيما حين انتقل للعيش على سبيل الإعارة، في كنف أسرة خاله باحماد المستخدم بثانوية مولاي يوسف في الرباط، وهو انتقال جاء لتدفئة العلاقات الباردة بين باحماد وزوجته رقية التي كانت عاقرا. يضيف زكي بأن موافقة با المعاشي كانت صعبة، حيث قدم شروطه «للراعي الرسمي الجديد، وتتمثل في «أن أقضي عطلتي الصيفية معهم في الدار البيضاء، بالإضافة إلى الاعتناء بي. وافق باحماد على الشروط التي اقترحها والدي، رغم أنه فعل عكس ذلك تماما. انتقلت بعد ذلك إلى حي حسان بالرباط، وأقنع باحماد مدير «ليسي غورو» بأن أسجل فيها بعدما أوهم الجميع بأني ابنه ولست ابن أخته. عرفت بعد مدة أن خالي كذب على الجميع حينما قال لهم إني ابنه من زوجته الأولى التي طلقها، وقد قال للمدير إني ابنه. خشي خالي أن يعرف الناس ومن حوله أنه يعاني من مشكل جنسي، فاختلق هذه الكذبة الغريبة، وهي كذبة تحملت بسببها الكثير من الظلم والكثير من الألم».

الخيرية ساهمت في تعديل اسم ثريا جبران
ولدت السعدية قرتيف عام 1952 بمدينة الدار البيضاء وتحديدا بدرب بوشنتوف في عمق درب السلطان، وقادتها قدماها إلى دار الأطفال عين الشق ليس كنزيلة، بل كزائرة مواظبة على التواجد في فضاء يجمع أفرادا من عائلتها.
فقدت والدها والتحقت أمها بالمؤسسة الخيرية لتشغل مهمة مربية، وهو ما قادها لاكتشاف هذا المكان، خاصة أن علاقتها بالدار، التي تجاوزت حدود مقر عمل أمها إلى فضاء تربوي، قد ازدادت تماسكا بعد أن عاشت فترة طويلة تحت رعاية محمد جبران زوج شقيقتها، الذي كان نزيلا بالمؤسسة الخيرية وإحدى الدعامات المسرحية بها قبل أن يختار الوزرة البيضاء ويصبح مسؤولا عن مصحة دار الأطفال لفترة طويلة من الزمن، بعد أن حاز على شهادة الدولة في التمريض.
لم يكن جبران، الذي «أعار» اسمه العائلي للسعدية، مجرد متعهد للطفلة وعنصرا أساسيا في المنظومة التربوية، بل ساهم إلى جانب دوره في المجال الطبي في استقطاب مجموعة من الوجوه المسرحية إلى دار الأطفال، كما كان إلى جانب عبد العظيم الشناوي من الأوائل الذين اشتغلوا بالمسرح من أبناء المؤسسة الخيرية، في الوقت الذي كان أغلب النزلاء يفضلون التعاطي للرياضة وكرة السلة على الخصوص.
يقول جبران إن الطفلة السعدية كانت ترافق والدتها إلى «الخيرية» بحكم اشتغالها داخل المؤسسة في المجال التربوي، وتشارك النزيلات معيشهن اليومي، على أن تعود في المساء إلى بيتها بدرب بوشنتوف.
ارتبطت السعدية بمحمد جبران زوج شقيقتها وأصبحت ملازمة له، بعد أن ضمها إلى فرقة الأخوة العربية، وكان يشكل إلى جانب الشناوي إحدى دعائمها الأساسية. «كنت في حاجة إلى من يؤدي دور طفلة، وكانت السعدية هي المؤهلة في نظري لملء الفراغ، اقترحت عليها الفكرة فوافقت على الوقوف على الخشبة، حيث حملت اسم ثريا الذي رافقها على امتداد مسيرتها الفنية والسياسية».
ظل اسم جبران مشاعا بين الطفلة السعدية وبين ممرض الدار ومربي الأجيال محمد جبران، إلى درجة أن البعض ظل يعتقد أن ما يربطهما هو آصرة الأبوة.
وبدعم من جبران اختارت الطفلة سكة المسرح بعد أن شجعها سي محمد والشناوي على السير بعيدا في هذا المجال، خاصة أن المخرج الراحل فريد بن مبارك، أستاذ المسرح، شجعها على الاحتراف، والالتحاق بمعهد المسرح الوطني بالرباط عام 1969، بالرغم مما كان يشكله الانتماء للمسرح من خطورة على صاحبه، إذ كانت الأعمال المسرحية الملتزمة تحت مراقبة المخبرين السريين والعلنيين.
من الوقوف على الخشبة الى الجلوس على كرسي وزارة الثقافة، هنا أيضا كان الهاجس الخيري حاضرا في برامجها بإعطاء الأولوية للجانب الاجتماعي للفنانين، من خلال مجموعة من التدابير كقانون الفنان وبطاقة الفنان والتغطية الصحية للمشتغلين في هذا القطاع، لكنها قررت المغادرة الطوعية للسياسة التي كادت تؤدي فاتورتها غاليا.

الطيب الصديقي الودادي الذي اختار لابنته اسم رجاء
كاد الفن المسرحي أن يحرم الطيب من الزواج، بعد أن جعل الرجل من الخشبة عشيقته، منذ سنة 1957، حيث أنجب عددا من المسرحيات قال عنها إنها بمثابة أولاده، رافضا تحديد النسل الفني، مما منحه صفة عميد المسرح المغربي، حتى كاد من طول معاشرته وركضه فوق خشبة المسارح العالمية بكل حرية أن ينسى الاعتقال القسري الذي ينتظره في القفص الذهبي.
ذات يوم من أيام فصل الربيع من سنة 1979 من القرن الماضي، اتصلت به طالبة جامعية وكشفت له عن رغبتها في لقائه بأحد مقاهي العاصمة الرباط، لغاية علمية، فقد كانت الفتاة بصدد إعداد بحث ميداني جامعي حول المسرح المغربي. وافق الطيب على الموعد لكنه التمس تأجيله إلى ما بعد عودته من رحلة أوربية قادته إلى جنيف السويسرية.
في أول لقاء له مع أمينة التي ستصبح زوجته، سألها عن بريخت قبل أن يقاطعها قائلا هل تتزوجين؟ «قلت له وهل لديك عريس؟ فأجابني أنا هو العريس، فقلت له: وهل أمر الزواج ضروري، فقال لي بل إلزامي، فتقدم لخطبتي وكان الزواج في 26 نونبر، وهو التاريخ الذي صادف تاريخ ميلادي، وحين سألته لماذا هذا التاريخ بالضبط قال لي لكي لا أنسى أبدا يوم عيد ميلادك ويوم زواجنا».
زرق الزوجان بـ«خلفة» تتكون من باقة أبناء وبنات، الزبير وراضية وبكر ورجاء، والذين شق كل واحد منهم طريقه في الحياة كل حسب اهتماماته، لكن أمينة اكتشفت أن مقولة «من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم» تنطبق على حالتها إذ تحولت من زوجة مسرحي إلى متيمة بالتمثيل وبدراسة الفن المسرحي.
كان الطيب لاعبا دوليا سابقا في كرة السلة مع فريق الوداد لمدة عشر سنوات، ومارس أيضا العدو الريفي، غير أنه لم يسبق له بتاتا أن لعب كرة القدم. يعترف الفنان المسرحي بعشقه للوداد البيضاوي، «أنا ودادي وأسميت ابنتي رجاء وفي كل المباريات التي تجمع الفريقين أتمنى أن تكون النتيجة متعادلة».

فيروز الكرواني.. للضرورة الإعلامية
يعتبر الكرواني اسم الشهرة للصحافية ومنشطة البرامج التلفزيونية فيروز، أما اسمها العائلي فهو كراوني (بوضع ثلاث نقط على الكاف)، نسبة لأصول والدها الأمازيغي المنحدر من منطقة كروان ضواحي مكناس والتي يطلق اسمها على أحد أنواع الخمور. وهو ضابط المخابرات السابق، لكن فيروز ولدت ونشأت في مدينة الرباط وتابعت دراستها الجامعية في الأدب الفرنسي بموازاة مع تكوين في الرقص الكلاسيكي، مع دروس إضافية في اللغة الإنجليزية بالمركز الثقافي الأمريكي في العاصمة. دخلت فيروز التلفزيون دون الحاجة لشهادة تكوين في مجال الصحافة المرئية وتنشيط البرامج، لكنها تسلقت المراتب بسرعة رغم اغترابها في الولايات المتحدة الأمريكية، حين اشتغلت مراسلة للعديد من القنوات العربية. فيروز متزوجة أم للمهدي وفاتن ومقيمة في ولاية فيرجينيا.
لعبت الصدف دورا كبيرا في رسم المسار المهني لفيروز، فقد اكتشفت بالصدفة إعلانا عن انتقاء منشطين لبرامج تلفزية سنة 1986، في إطار مشروع التلفزة تتحرك، اجتازت المباراة التي أشرف عليها الفنان الطيب الصديقي، فحالفها الحظ في اجتياز الاختيار بنجاح إلى جانب 12 آخرين من بين 1000 مرشح، وفي 17 يناير من نفس السنة وقع اختيار الطيب وباكار على الكرواني لتعلن انطلاقة تلفزة غيرت جلدها، فكان أول ظهور لها على شاشة التلفزة.







    رد مع اقتباس