عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-14, 18:16 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: من روائع شكسبير:حكاية شتاء


بدأ غياب فلوريزل عن القصر يقلق بوليكسنس ، فأرسل من يراقب ابنه حتى اكتشف حبه لابنة الراعي الجميلة .

عندئذٍ أرسل بوليكسنس في طلب كاميللو ، وقال له إنه يرغب منه أن يصاحبه لزيارة بيت الراعي . وقام كل من بوليكسنس وكاميللو بتغيير هيأتيهما حتى لا يتعرف عليهما أحد ، ووصلا إلى البيت وتصادف أن كان ذلك وقت الاحتفال بأحد الأعياد
وبرغم أنهما غريبان ، إلا أن العادة كانت تقضي بدعوة كل ضيف للمشاركة
في الاحتفال .

كان كل إنسان سعيداً ومرحاً . الموائد مليئة بألوان الطعام والشراب ، فقد أجريت استعدادات كبيرة للاحتفال بالعيد . كما كان هناك بعض الفتيان والفتيات يرقصون فوق العشب أمام البيت . وبرغم كل مظاهر الاحتفال هذه ، كان فلوريزل وبرديتا يجلسان في هدوء بأحد الأركان ، مستمتعين للغاية بما يدور بينهما من حديث أكثر من ألعاب التسلية واللهو التي تجري حولهما .

وقام الملك ، وهو على ثقة من عدم اكتشاف أمره بالاقتراب منهما لسماع ما يدور بينهما من حوار .
وأدهشه كثيراً ذلك الأسلوب البسيط الجميل الذي تتحدث به برديتا إلى ابنه . فقال
لكاميللو : إنها أرق فتاة رأيتها في حياتي ، رغم أنها من أصل متواضع ،
فكل ما تفعله أو تقوله يبدو أعظم شأناً من نفسها ، إنها نبيلة جداً
وهذا المكان غير جدير بها .

ثم التفت الملك إلى الراعي العجوز وقال :
قل لي أيها الصديق الطيب ، من ذلك الشاب الذي يتحدث إلى ابنتك ؟ فأجاب
الراعي : إنهم ينادونه دوريسلس ، ويقول إنه يحب ابنتي ، وحتى أقول
الحقيقة فإنه من الصعب أن أعرف من منهما يحب الآخر أكثر ، وإذا استطاع
دوريسلس أن يفوز بها ، فإنها ستحقق له ما لم يحلم به .

وكان يقصد بذلك باقي مجوهرات برديتا التي حفظها لها بعناية ليوم زفافها . بعدها تكلم بوليكسنس إلى ابنه . قال له : أيها الشاب ، يبدو أن قلبك مشغول بشيء
يبعد فكرك عن مظاهر الاحتفال بالعيد ، عندما كنت شاباً ، اعتدت أن يكون
حبي مصحوباً بالهدايا وأنت لم تشتر أي شيء لفتاتك .

فأجاب الأمير الشاب ، ولم يكن يدري أنه يتكلم مع أبيه وقال : يا سيدي العزيز ، ليست هناك هدايا جديرة بها ، والهدايا التي تتوقعها برديتا مني محفوظة داخل قلبي
.

ثم استدار فلوريزل إلى برديتا وقال : اصغ إلى يا برديتا ، إني أقول
لك أمام هذا الشيخ المهذب ، مهما يكن أمره ، أنه كان ذات مرة عاشقاً وطلب فلوريزل من ذلك الغريب العجوز أن يكون شاهداً على وعده بالزواج من
برديتا والذي كان قد قرره ، لكنه عندما قال ذلك ، كشف الملك عن شخصيته
لابنه ، وألقى اللوم على ابنه لإقدامه على الزواج من تلك الفتاة
المتواضعة الأصل ، وأطلق على برديتا صفات غير مهذبة ، وهدد بأنه لو
أنها سمحت لابنه أن يراها مرة ثانية ، فسوف يقدم على قتلها هي وأبيها
الراعي شر قتلة ! عندئذٍ ، غادر الملك المكان وهو في شدة الغضب وأمر
كاميللو أن يتبعه هو والأمير فلوريزل .

وبعدما رحل الملك ، ثارت طبيعة برديتا الملكية بسبب كلمات بوليكسنس القاسية ، وقالت : برغم أن آمالنا قد تحطمت الآن ، إلا أنني لم أكن خائفة ، فلقد كنت على وشك الرد عليه مرة أو مرتين ، لأقول له إن نفس الشمس التي تشرق على قصره ، تشرق أيضاً على بيتنا .

ثم أضافت وكلها أسى : لكنني استيقظت الآن من ذلك الحلم ،

لم يعد هناك أمل في أن أصبح ملكة ، اتركني يا سيدي ، فسأذهب إلى أغنامي
وأبكي . إلا أن كاميللو الطيب القلب والذي أسره سلوك برديتا ، اكتشف
أيضاً أن الأمير الشاب غارق تماماً في حبها ، ولا يمكن أن يتخلى عنها
لمجرد أوامر والده الملك .

لذلك فكر في مساعدتهما ، وفي نفس الوقت يقوم
بتنفيذ خطة محكمة طرأت على ذهنه .

يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس