2015-12-14, 18:02
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: من روائع شكسبير:حكاية شتاء | كان كاميللو رجلاً طيباً ، تأكد تماماً أنه لا صحة لشكوك ليونتيس .
وهكذا ، بدلاً من أن يدس السم لبوليكسنس ، أخبره بأوامر سيده ، واتفق على الهرب معه من سيسلي .
ونجح بوليكسنس بمساعدة كاميللو في الوصول سالماً إلى مملكته بوهيميا . ومنذ ذلك الوقت ، عاش كاميللو في بلاط الملك ، وأصبح الصديق المقرب والمحبب لبوليكسنس . إلا أن هروب بوليكسنس ، جعل غيرة ليونتيس تزداد ضراوة .
فذهب إلى غرفة الملكة حيث كان ولدها الصغير ماميليوس قد بدأ لتوه في سرد إحدى حكاياته المفضلة لتسلية أمه .
فأبعد الملك الطفل عنها ، وأرسل بها إلى السجن . وبالرغم من أن
ماميليوس كان طفلاً صغيراً جداً ، إلا أنه كان يحب والدته بإعزاز شديد
.
وعندما رأى والدته تعامل بمثل هذه القسوة ، وعلم أنها أبعدت عنه وأرسلت إلى السجن ، أصابه الحزن الشديد ، وبالتدريج فقد رغبته في الطعام والنوم ، حتى اعتقد الجميع أن حزنه سيودي به إلى الموت .
وكان الملك عندما أرسل زوجته إلى السجن ، قد أمر اثنين من لورداته وهما
كليومنس وديون أن يذهبا إلى بلدة دلفي ليسألا كاهن معبد أبوللو عما إذا
كانت ملكته مخلصة أم لا .
وبعد أن قضت هرميون فترة قصيرة في السجن ، ولدت بنتاً ، وشعرت الملكة المسكينة بالراحة عندما نظرت إلى طفلتها الرقيقة ، وقالت لها : يا صغيرتي المسكينة السجينة ، لقد ارتكبت خطأ صغيراً مماثلاً لما ارتكبته أنت .
وكانت لهرميون صديقة عطوفة نبيلة تدعى بولينا ، زوجة أنتيجونس أحد لوردات سيسلي ، وعندما سمعت بولينا أن الملكة ولدت طفلاً ، ذهبت إلى السجن حيث توجد هرميون . وقالت لإميليا التي تقوم على خدمة هرميون : أرجو منك يا إميليا أن تقولي للمكلة الطيبة ، عما إذا كانت تثق بإعطاء طفلتها لي ، لأذهب بها إلى أبيها
الملك ، ومن يدري فربما يرق قلبه عندما يرى الطفلة الصغيرة .
فأجابت إميليا : يا لك من سيدة نبيلة . سوف أخبر الملكة بهذا العرض ، فقد كانت
ترغب اليوم في أي صديق لديه الجرأة لتقديم الطفلة إلى الملك فقالت بولينا : وقولي لها إنني سأتكلم بشجاعة إلى ليونتيس دفاعاً عنها . فقالت إميليا : اللهم بارك لبولينا إلى الأبد لعطفها على مليكتنا الرقيقة .
وذهبت إميليا إلى الملكة فأعطتها طفلتها وكلها سعادة لتكون في رعاية بولينا . أخذت بولينا الطفلة ، واقتحمت مجلس الملك ، رغم أن زوجها حاول منعها ، لأنه كان يخشى غضب الملك . ووضعت الطفلة عند قدمي أبيها ، وألقت كلمة مؤثرة على أسماع الملك دفاعاً عن هرميون ، وألقت عليه اللوم لقسوته ، وطلبت منه أن يرحم زوجته البريئة وطفلتها . لكن كلماتها زادت من غضب ليونتيس ، فأمر زوجها أنتيجونس أن يأخذها بعيداً .
وعندما خرجت بولينا ، تركت الطفلة عند قدمي أبيها ، اعتقاداً منها أنه
عندما يصبح وحده معها فقد ينظر إليها ويشفق على براءتها . ولكن بولينا
أخطأت . فما أن انصرفت حتى أمر الأب القاسي أنتيجونس بأن يأخذ الطفلة
إلى البحر ويتركها عند شاطئ مهجور حتى تموت . يتبع | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |