عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-11, 11:03 رقم المشاركة : 1
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي "الأرض اليباب". ت.س.إليوت



يرى المهتمون أن "الأرض اليباب" للشاعر ت.س.إليوت من أروع ما كتب في العصر الحديث، كما يرى النقاد أنها أسست لشعر الحداثة.
القصيدة طويلة جدا، وهذه السطور مقتطفة من الجزء الأول منها، وهو تحت عنوان "دفن الموتى":


ابريل أشد شهور العام قسوة
يخرج زهور الليلاك من بطن الأرض الميتة
يمزج الذكرى با لرغبة الحية

يسري بأمطار الربيع في الجذور الخامدة فتنبض
أحاطنا الشتاء بمعطف الدفء
وافترش الأرض بجليد النسيان
وأطعم الحياة القصيرة درنات جافة
جاءنا الصيف على غرة ، عابرا بحيرة شتار نبرجرسي
بوابل من أمطاره ، فلزمنا وقفتنا آسفل رواق الأعمدة
ثم التحفنا با لشمس فعدنا الى المسير بين مروج الهو فجارتن
واحتسينا قهوة ، وثرثرنا ساعة من الزمن
لا .. لست روسية اطلاقا ، فآ نا آلمانية الأصل من ليتوانيا
وعندما كنا أطفالا نقيم في منزل الدوق الكبير
ابن عمي ، اصطحبني على زحافة
وركبني الذعر . فقال : ماري
ماري ، تشبثي بي . ثم انحدرنا
في أحضان الجبال حيث تتنسم هواء الحرية
اعتدت المطالعة معظم الليل ، و الرحيل جنوبا كل شتاء


ما الجذور التي تتشابك ، وآية أغصان تنمو
من هذه القمامة المتحجرة ؟ يا بن الانسان
أيها العاجز عن الكلام ، أو التخمين ، أنت لا تعرف سوى
كومة من الخيالات المشوشة ، حيث ترسل الشمس ضرباتها
والشجرة الميتة لا تفيىء ظلا ، و صرصر ا لليل يبدد الارتياح
و الحجر الأصم لا يوحي بمجرد خرير للمياه

أما الظل فلا يمتد سوى أسفل هذه الصخرة الحمراء
( فلتسرع الى ظل هذه الصخرة الحمراء )
و سأريك شيئا لا يتطابق
مع ظلك في الصباح حين يغز المسير خلفك
و لا مع ظلك في المساء حين ينهض للقائك
سأ ريك الخوف في حفنة تراب

هبت الرياح المنعشة
من أرض الوطن
يا فتاتي الايرلندية
أين تتعثر خطواتك ؟

أنت منحتني الزنابق أول مرة منذ عام
حتى أسموني فتاة الزنبقة
لكن عندما عدنا في ساعة متأخرة من حديقة الزنابق
ذراعاك مملوءتان ، وجدائل شعرك مبتلة ، عجزت
عن الكلام ، وعن رفع جفوني ، لم أك
حيا أو ميتا ، ولم أعلم شيئا
و أنا أشق بعيني قلب الضياء ، و السكون
و البحر خواء مترامي الأطراف





    رد مع اقتباس