عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-11-23, 15:50 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ما هي حاجات الطفولة؟


رأينا في الجزء الأول من حاجات الطفولة؛ أنها تتمثل في جميع مراحله (سواء المبكرة أو المتوسطة أو المتأخرة؛ في الحاجة المادية أو الجسمية، أو الحاجات المعنوية أو النفسية، وذكرنا أن الأخيرة تشتمل على الحاجة إلى الحب والمحبة، والشعور بالأمن، والانتماء، وتعلم المعايير السلوكية، والتقدير الاجتماعي، والحرية والاستقلال؛ ونستكمل اليوم هذه الحاجات المهمة للطفل عامة.

ومنها:


7- الحاجة إلى تقبل السلطة The need of accepting the authority:




للسلطة دور كبير في حياة الطفل لذا فإن الطفل في حاجة إلى تقبل هذه السلطة حيث إن لها دوراً في السلوك الذي يسلكه الطفل في حياته الراهنة والمقبلة ويجب أن تكون هذه السلطة متوازنة بين الأب والأم داخل الأسرة حيث إنه لو غلبت سيطرة الأم سوف يؤدي ذلك إلى أن يسلك الأطفال سلوك عصبي وذهني أحياناً وهو ما تدل عليه نتائج أبحاب هيرزنجتون Hetherington وتحبذ سيطرة الأب.

كما أن الطفل يفقد شعوره بالأمن إذا قيد استقلاله وسلبت حريته وأيضاً بالمثل يفقد شعوره بالأمن إذا هو أعطى الاستقلال بلا حدود إذا أطلقت له الحرية الكاملة لأن معنى ذلك في نفسه تنازل الكبار عن سلطانهم عليه تنازلاً تاماً ويؤدي ذلك إلى شعوره بالبلبلة والارتباك والقلق والضياع فهو متحاج في نموه ونشاطه إلى سلطة ضابطة تشعره بالرقابة والإرشاد وترسم له الحدود وتبين له ما يراد عمله وماذا يحدث لو أنه حاد عن السلوك المرغوب فيه؟



والطفل نفسه لضعف خبرته ومحدوديتها وجهله بكثير من الأمور ولرغبته في أن يكون مقبولاً ومرضياً عنه ممن حوله يحب أن يتأكد من آن إلى آخر عما إذا كان سلوكه مستحباً ويوافق عليه ممن حوله ويعيشون معه أو لا؟



فالطفل دون شك يحتاج إلى دعامة سلطة الكبار وإلى نظام يفرض عليه في أول الأمر كإطار للحياة المنظمة في البيت كما أنه في حاجة إلى بعض الأوامر الملزمة المعقولة التي تحد من نزاعاته الاندفاعية ورغباته غير المرغوب فيه بشكل يجعله يساير جو البيت والمجتمع الذي يعيش فيه، الطفل يشعر بقلق وحيرة إذا ما سحبت هذه السلطة أو زال هذا النظام أو كان هذان النظامان متذبذبين وغير ثابتين.

ومما هو جدير بالذكر أن السياسة الثابتة تسهل على الطفل طاعة السلطة وليس المقصود أن تكون الطاعة فرضاً في ذاتها؛ فالطاعة مرحلة يجب أن يمر بها الطفل وينبغي أن يخرج منها بعد ذلك مستقلاً في رأيه وعمله؛ فالطاعة هي انقياد الطفل للأكبر سناً ليسترشد به في الفكر والعمل حتى يكبر ويصير قادراً على الاستقلال بنفسه.

8- الحاجة إلى إرضاء الكبار والأقران The need for the satisfaction of parent's and mates:




يحرص الطفل السوي في كل أوجه نشاطه على إرضاء الكبار رغبة منه في الحصول على الثواب وهي الحاجة تساعد في تحسين سلوكه وفي عملية التوافق النفسي والاجتماعي حيث يلاحظ في سلوكه استجابات الكبار والآخرين بصفة عامة ويحرص على إرضائهم كما يحرص الطفل في سلوكه على إرضاء أقرانه مما يجلب له السرور ويكسبه حبهم وتقديرهم وترحيبهم به كعضو في جماعتهم ويجب الاهتمام بإشباع هذه الحاجة عند الطفل عن طريق إتاحة فرص التفاعل مع أقرانه والمشاركة معهم في اللعب والعمل.

9- الحاجة إلى النجاح والإنجاز The need of success and achievement:




النجاح دائماً يدفع الفرد إلى مواصلة التقدم نحو تحسين سلوكه وتحسين ما يقوم به من أعمال كما أن النجاح ينمى الثقة بالنفس أما الفشل فيؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس ويدعو إلى القلق لذا يجب على الآباء والأمهات عدم المغالاة في الأهداف التي يتوقعونها من أطفالهم، وكذلك يجب عليهم أن يشجعوا أبناءهم الناجحين دائماً ويكافئوهم حتى يزيدوا من ثقتهم بأنفسهم ويساعدوهم على الانتقال من نجاح إلى نجاح.

ولعله من المفيد عند إشباع هذه الحاجة عند الأطفال تطبيق اختبارات الذكاء عليهم حتى يمكن الوقوف على عمرهم العقلي الذي يتيح الفرصة لتعلم الأطفال بطريقة تتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم كما أن هذه الاختبارات تساعد على التفريق بين الذكاء الفطري لهؤلاء الأطفال وهؤلاء الذين يحتاجون إلى مساعدة خاصة وهذا يساعد القائمين على تربية وتنشئة الأطفال على تقديم المساعدة والعون لهم حتى يحققوا النجاح المطلوب ويشبعوا هذه الحاجة من نفوسهم.



10- الحاجة إلى تحقيق وتقدير الذات The need of self - esteem:


يحتاج الطفل إلى الشعور بالتقدير من حوله سواء في المنزل أو في المدرسة أو في جماعة اللعب، والحاجة إلى تقدير الذات وتحقيقها تبدأ بالبحث عن دور أو مركز اجتماعي ما أو مكانة معينة وسط جماعة الأقران أو جماعة اللعب أو المدرسة حيث يشعر الطفل من خلال هذا الدور بأهميته واحترام الآخرين وتقديرهم له، ومن خلال هذا الدور أيضاً يشبع الطفل حاجته إلى الاعتراف والاستقلال والاعتماد على النفس وقدرته على السيطرة على بيئته وإظهار السلطة على الغير أو تزعم الآخرين وقياداتهم وهذا يدفع الطفل إلى الثقة في نفسه ويزيد من قدرته على الإنجاز ويشعره بأهميته وقيمته في المجتمع.

11- الحاجة إلى اللعب The need of playing:


إن الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة يظهر اهتمامات متنوعة في جميع الأشياء والاحتفاظ بكل ما هو مختلف، وكذلك يظهر متعة في أداء بعض الألعاب مثل ألعاب السرعة والمهارات وأيضاً بعض الأنشطة والألعاب البنائية والتركيبية مثل لعبة الميكانو والمكعبات والألعاب الخشبية وغيرها من الألعاب مثل التسلق وما يشابهه من أعمال بطولية في المهارات الرياضية وكذلك في الحرف الريفية كرعاية الحيوانات وهذا بالإضافة إلى الهندسة والأنشطة العلمية وأيضاً يهتم الطفل في هذه المرحلة باللعب في المدرسة واللعب الأسرى أي في محيط العائلة والأسرة وأيضاً يهتم بأعمال الحياكة والديكور والزينة والأعمال اليدوية البسيطة وأشغال الإبرة والعقد ولعب الكرة والوثب والجري وغير ذلك من الألعاب.

ويرجع اهتمام الأطفال باللعب في هذه المرحلة إلى أهمية اللعب ذاته حيث إنه عبارة عن نشاط يقوم به لكي يخرج ما بداخله من طاقة وإحساس وفيه أيضاً إرضاء للطفل وإدخال السعادة عليه، واللعب له دور حيوي في نمو الطفل وتطوير شخصيته ويسهم في إنجاز وتحقيق عدد من الوظائف الهامة تتمثل في تحقيق النمو على مختلف المستويات سواء على المستوى الفسيولوجي أو العقلي أو الانفعالي أو الاجتماعي للطفل،



وقد تنبه الكثير من العلماء إلى أهمية اللعب حيث أشار هورتون بول 1976 (Hortun poul 1976) إلى أنه من خلال اللعب يتعلم الطفل ممارسة الأدوار الاجتماعية ويتعلم السلوك الاجتماعي عن طريق مجموعة من الأساليب السلوكية التي عليه أن يمارسها في المواقف الاجتماعية المختلفة وأشار أيضاً إلى أن هناك ألعاباً للأطفال ناجحة ومن الممكن أن تؤدي إلى امتصاص الطفل للمعايير الاجتماعية. كما أكد كل من ستيوارت وجيلين (Stewart and Glynn) على ما قاله هورتون من حيث إن لعب الأطفال إنما يدل في أحد أوجهه على الأدوار التي يقلدونها،



أما الوجه الآخر له فيعكس المعايير الاجتماعية التي يتعلمها الأطفال أثناء لعبهم؛ فالأطفال في مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة يلعبون ولكن لعبهم لا يهدف فقط إلى تقليد الدور الذي يتقمصه الطفل وإنما يلعب ألعاب ذات قواعد معروفة ومحددة وحين يتعلم الطفل هذه القواعد يكون قد بدأ يتعلم الجانب العام الذي يتمثل في قواعد وأحكام الآخرين لأنه يجتمع مع أفراد الجماعة المكونين للعبة، كما أن اللعب يساعد الطفل على تعلم المشاركة الوجدانية كما أنه يكون - أي الطفل - في وضع يسمح له بظهور الآخرين أو دورهم في تنشئته الاجتماعية،



وهكذا ينتقل الطفل في حياته من القيام بأدوار الآخرين في اللعب إلى الجزء المنظم والأساسي للشعور بالذنب ومن هنا فإنه يجب إشباع هذه الحاجة لدى الأطفال لمساعدتهم على النمو وكذلك إكسابهم المعايير والقواعد الاجتماعية وكذلك لتفريغ طاقاتهم بما يساعد على تشكيل الذات داخل نفوسهم.











التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس