عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-11-19, 16:28 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: فلسفة بناء المناهج الدراسية: من يعرف من أين؟ يعرف إلى أين؟


الفلسفة هي الدماغ
إن جاز لنا – ونحن نتحدث عن أبحاث الدماغ – أن نعرض لفلسفة التعليم باعتبارها الدماغ المغذي لعملية التعليم برمتها، فإننا لم نتجاوز الحقيقة في ذلك، وكما أن الإنسان إذا أصيب بعطـب أو اضطراب في دماغه، فإنه يفقد السيطرة والتحكم في كل شيء، فكذلك الحال بالنسبة لفلسفة التعليم. وهو ما يؤكده تقرير مراجعة استراتيجية التربية العربية.


يشير التقرير إلى وجود خلل واضطراب في الدماغ المغذي للعملية بكاملها، ويقصد بذلك الفلسفة التربوية، ويستمر التقرير ليؤكد عدم ارتباط الفلسفة – إن وجدت – بالمجتمع وقضاياه، ورؤاه التربوية، مع تأكيد التقرير – أيضًا – غموض الفلسفة وعدم استجابتها لحاجات المجتمع (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1995: 92).

إن غياب الفلسفة والرؤية يعني غياب الدماغ المغذي للعملية التعليمية برمتها، أو وجود خلل واضطراب في ذلك الدماغ على أحسن الأحوال، حسبما أشار إليه التقرير السابق.


ويؤكد بعض المفكرين خطورة استنساخ النمط الغربي في مؤسساتنا التربوية، نظرًا لاختلاف السياق الاجتماعي، حيث إن العملية التربوية، ليست بضاعة تصدر إلى الخارج. أو تستورد إلى الداخل كالمصنوعات أو المواد الخام، وإنما هي لباس يفصل على قامة الشعوب.

وملامحها القومية، وتقاليدها المرموقة، وأدلتها المفضلة، وأهدافها التي تعيش عليها، وتموت في سبيلها. ( أنور الجندي : د. ت ).


إن خطورة عدم وجود فلسفة واضحة، تحدد معالم الطريق، وترسم منهج العمل قد أساء إلى عملية التعليم برمتها، وأفقد المعلم والمتعلم، بل وكل المعنيين بالممارسات التربوية داخل أروقة التعليم، أفقدهم وجود الحافز القوي، والباعث الحثيث للاستنجاد بأقصى طاقات ذكائهم، واستنفار آخر قوى ذهنهم، وشحذ جميع قدرات عقولهم، لتقديم إبداعاتهم، وطرح كل جديد ونافع لتجويد عملية التعليم.


إننا على يقين من أن كل سلوك يصدر عن الإنسان لا بد أن تكون وراءه فكرة تقود إليه، وفلسفة تحض عليه، وكذلك الحال بالنسبة للدماغ، فالدماغ لا يبدع إلا في ظل وجود فلسفة تدفعه للخروج في أفكاره على المألوف.


«فالإنسان لا يبدع للا شيء، والإبداع ليس إفرازًا طبيعيًا لا إراديًا وليس شيئًا أشبه بالنتح في النبات، إن الإنسان لا يبدع ما لم تتوفر له رؤية حياتيه مستقبلية يسعى إلى تحقيقها». (حسين مسلم، 1994، ص 231).

غياب الفلسفة وإشكالية فقدان المعنى
إن فقـدان المعنى من وراء الأشياء التي نتعاطى معها لا يشعرنا بوجودها أو قيمتها، وفي كثـير من الأحيان يتسبب في ضياعها منا، وليس أدل على ذلك مما يفعله أولئك الذين يقدمون على الانتحار، ويتسببون في إزهـاق أرواحهم لشعورهم بالخواء الروحي، وفقدانهم المعنى من الحياة.

لقد نشرت مجلة «روزاليوسف» وهي مجلة لا تتهم بالتحيز للمعنويات والقيم الروحية – تحقيقًا صحفيًا في مقالين منذ سنوات، جعلت عنوانه: «أهل الجنة ليسوا سعداء»، وأهل الجنة الذين تعنيهم المجلة هم سكان السويد، الذين يعيشون في مستوى اقتصادي يشبه الأحلام، ولا يكاد يوجد في حياتهم خوف من فقر أو شيخوخة أو بطالة، أو أي كارثة من كوارث الحياة.


ومع وجود الضمانات التي لم تدع ثغرة إلا سدتها، فقد ذكرت المجلة أن الناس يحيون حياة قلقـة مضطربة، كلها ضيق وتوتر، وشكوى وسخط، وتبرم ويأس.
ونتيجة هذه أن يهرب الناس من هذه الحياة الشقية النكدة عن طريق الانتحار، تخلصًا مما يعانونه.


وانتهى كاتب التحقيق إلى أن السر وراء هذا الشقاء يرجع إلى أمر واحد هو فقدان المعنى.


فلسفة بناء المناهج الدراسية: من يعرف من أين؟ يعرف إلى أين؟


بقلم : د. عبداللطيف عبدالقادر أبو بكر







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس