عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-10-27, 11:48 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 ملف عن الطفولة والإدمان الإلكتروني


ملف عن الطفولة والإدمان الإلكتروني






هل شبكة الإنترنت ضرورية للطفل أم هي حاجية أو تحسينية؟ وإذا تبين ضررها فبماذا نعوّضها؟ وكيف يمكننا أن نكوّن أجيالاً لها صلة بعالم المعرفة؟ وإذا كانت الشبكة محظورة على الأطفال إلى حين يكبرون، ففي أي سن تتوقف عملية الطفولة؟ وهل يمكن للإنترنت أن يعوّض دور الآباء والمربين في التعليم والتلقين والتربية والتوجيه؟ وإذا عُوِّضت هل يمكنها أن تمنحهم عنصر المحبة والعطف والحنان؟..

ويقابلك الأطفال بسيل من الأسئلة، التي تدل على أن معركة أخرى يعيشها الأطفال مع أنفسهم ومع آبائهم سببها الأول الإنترنت، يتساءلون عن هذه الحراسة المشددة في حقهم:

لماذا؟ ولماذا يحرمونا من التعامل مع شبكة الإنترنت ويتعاطاها الكبار؟ لماذا هذا الموقع حرام على الصغار، حلال على الكبار؟

تبدو هذه الأسئلة كلها مشروعة، ومثلما أن الكبار يكدّون ويجتهدون في تحصيل الأجوبة لإقناع أنفسهم، فعليهم في الوقت نفسه إقناع أبنائهم بأجوبة معقولة وحقيقية، وفضاء البيت يمكنه أن يتسع -على ضيقه- لندوة عائلية يشارك فيها بعض المهتمين، يكون موضوعها "أطفال البيت والأجهزة الإلكترونية الموجودة فيه، بما فيها الشبكة العنكبوتية".


الإنترنت والتأثيرات سلبًا وإيجابًا
:


يمكن الجزم بأن نظرة مجمل الأطفال إلى الإنترنت إيجابية للأسباب الآتية:

• العالم كله أمامه من دون حدود ولا قيود.
• يحاور أطفالاً من مختلف الأجناس والأعمار ذكورًا وإناثًا.
• إرسال رسائل سريعة وتلقي أجوبة سريعة أيضًا.
• سيادة طابع التكتم والسرية في التعامل.
• السماع إلى كل اللغات والأصوات بما فيها الموسيقى والألحان.
• التسلية بألعاب وأفلام وقصص كثيرة من مختلف الأنواع.
• الاعتماد على الذات في الإقبال على الإنترنت وعالمه.
• الاستعانة به في الدروس والفروض المنزلية.




هكذا يرى الأطفال أن الإنترنت ضروري في حياتهم حتى صرّح بعضهم بأنهم لا يمكنهم العيش بدونه. أما الكبار فلا يرون غضاضة من تلبية حاجات أولادهم، وإذا توجهتَ إليهم بالسؤال عن دافعهم لإدخال الإنترنت إلى البيت حصلت على ما يلي:


أ*- إرضاء الأطفال ومجتمع البيت، فأمام الإلحاح والطلبات يسعى الآباء إلى الاقتناء.
بـ- ولوج عالم المعرفة وهي فرصة يمنحها الإنترنت.

جـ- طابع المنافسة الجارية بين الأسر والعوائل والجيران. والكلام عن الإنترنت أصبح يشكل ثقافة من النوع الضاغط.

وأثبتت الدراسات الاجتماعية أن الأطفال يتعاملون مع التكنولوجيا الحديثة أكثر من آبائهم، غير أن هناك من حرموا أبناءهم من الإنترنت وقد فعلوا ذلك تحت تخوفات كثيرة، منها أنه وسيلة حربٍ ابتكرها الغرب لتدمير المجتمع الإسلامي، أو أن استخدامه يأتي على حساب التحصيل الدراسي للطفل.

كل هذه تخوفات يجب أن تُعقْلن، وليس بالمنع وحده يمكن المحافظة على الطفل والبيت، المحافظة يجب أن تكون بالوقاية والمصاحبة والمراقبة والتوجيه والتربية، ثم بتحديد الداء المتولد عن التعامل مع الشبكة، وبحثه ودراسته بمعزل مثل: الإنترنت والجنس، الإنترنت والعنف، الإنترنت والإدمان وضياع الوقت، الإنترنت والتمرد على الآباء والأسرة والمجتمع...

سنحاول إلقاء الضوء على بعض القضايا:

1- حول قضية الإدمان:
يكثر الطفل منذ المراحل الأولى في حياته من الجلوس أمام التلفاز لمشاهدة الرسوم المتحركة، فبقدر ما يدمن على مشاهدة التلفاز فهو يدمن على الإنترنت.

وظاهرة الإدمان نفسها تشكل ظاهرة مرضية، وما هو في الواقع يفوق بكثير مما هو في الشبكة، فليست كل الألعاب ولا كل مظاهر الانحراف التي يشكو منها الآباء موجودة في الشبكة.
ومن هنا فقبل أن نتساءل عن علاقة الطفل بالشبكة، نتساءل عن علاقته بالواقع أولاً، غير أن البعض لا يميل إلى هذا الطرح لأن المعوقات التي يفرضها الواقع على تحرك الطفل لا توجد في الشبكة.

يميل كثير من الباحثين إلى مناقشة قضية الإدمان من دون التعرض إلى أسبابه.

والتعرض إلى الأسباب يتطلب استخلاصها مما يقدمه الأطفال أنفسهم حين نتوجه إليهم بالسؤال التالي: لماذا تدمن التعامل مع شبكة الإنترنت؟ ويقر الكثير منهم أنهم دفعوا إليه قهرًا، لأن الإنترنت -في غيرالوقت الضروري- يعوض نواقص كثيرة، منها:


• الفراغ العاطفي؛ فالطفل لا يجد الأبوين بجانبه كثيرًا، فكأنهما عوضاه ذلك بشبكة الإنترنت والأجهزة الإلكترونية الحديثة.

• المشاكل الأسرية التي تحدث في وسط البيت، لا يملك الطفل إزاءها إلا الانزواء في عالم الشبكة لاعبًا ومتسليًا.

• المشاكل الصحية والنفسية؛ فكثير من الأطفال لا تسعفهم ظروفهم الصحية في الانخراط مع زملائهم في اللعب والجري في الهواء الطلق فيعوضون ذلك بعالم الإنترنت.


2- الشبكة والوقت:

لا شك أن التعامل مع شبكة الإنترنت يمتص الوقت كله، إلى درجة أن الإحساس بالوقت ينعدم لدى الطفل، فلا يدري متى انتهت الساعة الأولى ودخلت الثانية، بل لا يدري في بعض الأحيان متى انتهى النهار ودخل في الليل، وساعة حصة الرياضيات تصبح أثقل عليه من أربع ساعات أمام الإنترنت.

ومع نسبية الزمان يذوب وقت الطفل ويموت تمامًا كما قتل الكبير وقته في لعب الشطرنج أو مجالسة أصدقائه في المقاهي.



3- الإنترنت والمشاهد الإباحية:

في الطفل حواس موجودة فيه بالفطرة، وتفعل فعلها فيه بسعيها نحو القيام بما لأجله وجدت، فالعين يجب أن ترى، والأذن يجب أن تسمع، واليد يجب أن تلمس، والرجل يجب أن تمشي وهكذا... فلا مجال للشك إذن، في أن وعي الأطفال يتشكل من المشاهد والرؤى والمسموعات والملموسات...



4- الإنترنت والمعرفة:

تؤكد مجمل الدراسات على إيجابية التعامل مع شبكة الإنترنت من الناحية المعرفية، لكن الأهم هو تحديد مفهوم المعرفة المراد جنيها والتي تخص الطفل.


توفر الشبكة كمية هائلة من المعلومات، وهذا وإن كان إيجابيًّا من وجه، فهو مزعج بالنسبة للاستعدادات العقلية للأطفال...
فعقل الطفل لا يمكنه أن يستوعب هذا الكم الهائل من المعلومات.
ومعلوم تربويًّا أن تحديد سنّ التمدرس مع انتقال الطفل من مستوى إلى آخر،



مقترحات وبدائل:


- شبكة الإنترنت جزء من المعلوميات الحديثة التي يجب على الأبناء أن يلجوها، لأن الجهل بها هو ضرب من الأمية؛ تلك التي يطلقون عليها "الأمية الرقمية"، لكن التعامل مع الشبكة يجب أن يكون مصحوبًا بالمراقبة من قبل الآباء والمربين، مراقبة مصحوبة بالتعليم والتوجيه.

- المهمة التربوية بفعل المراقبة العلمية المستمرة تكسب الطفل حصانة ذاتية تمكنه من مراقبة نفسه بنفسه.


- لا يكون التعامل مع الإنترنت بلا هدف ولا مقصد، يجب استخدامه فيما ينفع واستغلاله في الواجبات، أما الترفيه فخارج أوقات الدراسة.


- رصد الحالات التي يؤثر فيها الإنترنت سلبًا على الأطفال، ومحاولة تجنبها أو التخفيف من آثارها.

- إثارة الكلام فيها من قبل الآباء والمربين، وتخصيص ملتقيات وحوارات خاصة لمعالجة الموضوع مع استقدام خبراء واختصاصيين في الموضع.

- إقامة دورات تكوينية ولقاءات لتوعية الأطفال حول طرق التعامل مع شبكة الإنترنت.

- المشرفون على التوجيه والتعليم، يجب أن يكونوا على تكوين علمي وتقني وتربوي جيد ولا سيما في محلات "Cyber" التي يشرف عليها أناس غير مؤهلين للتربية والتوجيه.


د. محمد خروبات

يتبع








التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس