عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-10-16, 16:35 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: المجتمع المغربي و الحرية الفردية ؟


أخي عبد الرحمان ...تدفعني من خلال موضوعك هذا إلى الحديث عن القيم الكونية التي سبق لك وأن سألتني عنها يوما في كرسي الإعتراف ولم أجبك عن السؤال .

لكنني اللحظة لن أأهرب من مصطلح طالما يستهلكه طائفة من السياسيين والمثقفين المعاصرين،وعامة المنظمات الحقوقية وخصوصا ممن يسمون بالنشطاء الحقوقيين حتى أصبح مصطلح القيم الكونية عندهم مرجعا مقدسا وأعلى حتى من كتاب الله عز وجل بالنسبة لنشطاء المسلمين .

هنا أجد نفسي واقفة أمام معضلة بعض هولاء المثقفين المعاصرين من بني جلدتي وبني وطني من المغاربة الذين صاروا يؤمنون بالحرية الفردية وبالديمقراطية وبالقيم الكونية التي مايزال حولها ألف سؤال وسؤال... ولو أنهم سألوا أنفسهم قليلا :

ما هي الجهات المرجعية التي لها صلاحية إعطاء صفة الكونية لقيمة من القيم أو نزعها عنها: هل هم قادة الدول، أم الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ أم الفلاسفة والمفكرون؟ أم علماء الأخلاق والأديان؟ أم المنظمات الحقوقية؟ أم وسائل الإعلام وآلة الدعاية العابرة للقارات...؟
وكيف بالمسلمين من بني جلدتي يفضلون كل هذه الجهات ويعطونها الأولوية والقدسية على خالق هذا الكون ورب كل هذه المنظمات والهيئات؟؟


فيتعين على أصحابنا دعاة المرجعية الكونية أن يجيبوا عنها بعلمية ووضوح وتدقيق،
وبالمقابل، فإن الاستمرار في ترديد عبارات جاهزة ومكررة سيبقي هذه «القيم الكونية» مجرد زاد ووقود في المعارك الإديولوجية كما هو الحال اليوم،
أو تصبح مجرد شعارات فضفاضة قابلة لكل تلوين وتفسير ولف ودوران، حسب متطلبات الوقت والمناخ والسوق...وهذا حال مثقفينا والداعين للحداثة والإنفتاح والحرية الفردية...

وعلى هذا الأساس، فمن أراد سحق إرادة الشعوب وطمس كياناتها سيرفع عليها راية القيم الكونية...

ومن أراد محاربة الفضائل والأخلاق التي لا تعجبه سيشهر علينا سيف القيم الكونية...

ومن أراد الدفاع عن شهواته ونزواته سيعتصم بالقيم الكونية...

ومن أراد نشر إلحاده سيتعلق بفلسفة القيم الكونية...

ومن أراد تمييع الإيمان والتدين ...وهلم جر

كثير من الناس فسروا القيم الكونية تفسيرا نمطيا لمضامينها وتطبيقاتها، ومنهم من وظفها توظيفا إيديولوجيا انتهازيا ...

حتى صرنا نرى أن «القيم الكونية» أصبح ملكية خاصة لطائفة معينة من الناس، وكأنه مجرد أدوات ثقافية يدافعون بها عن أهدافهم ومواقفهم ومواقعهم .

فلا عجب أن صرنا نسمع من أبناء بلدنا الحديث عن حرية العري وحرية أكل رمضان وحرية المثلية الجنسية وحرية التدين ...وما تزال مطالب أخرى لم تصلنا بعد ...ولكنها آتية في الطريق

المهم... الذي يحيرني حقا هو أين الخلل حتى وصلنا إلى هذه الوضعية من فساد الفكر والقيم والأخلاق ؟؟؟

هل الخلل في مناهج تربيتنا لهذا الجيل واستحالة تشريبه لقيمة التوحيد وطاعة الله الواحد الأحد...

أم الخلل في عدم قدرتنا وجاهزيتنا على تجديد الدين ( فروع الشريعة الإسلامية ) في زمن العولمة لتنخر فينا وتهزهز الأصول الشرعية؟ مستغلة فراغنا الإيماني والمعرفي والثقافي وعجزنا عن التجديد ؟؟؟

أم الخلل في سياسة الإنصهار والذوبان التي تسعى العولمة تحقيقها للعوالم الأخرى ومنها نحن ؟؟؟

أسئلة تتهاوى على ذهني تحاصرني من كل جهة ...أطرحها عليكم إخوتي عسى تنيروا لي الطريق، وجميعنا نعمق النقاش لنفهم بؤرة الصراع المجتمعي الذي نحن بصدده ...

أنتظر مداخلاتكم إخوتي ...وأراءكم النيرة

ولأخي عبد الرحمان كل الإمتنان على طرح هكذا موضوع ساخن في وقت بدأ الجو يبرد
هههههه










التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس