عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-08-30, 09:28 رقم المشاركة : 1
المرتاح
أستـــــاذ(ة) متميز
إحصائية العضو









المرتاح غير متواجد حالياً


افتراضي قصة قصيرة ( استدراج ) من تأليفي.



* استدراج .. قصة قصيرة .
ج 1
رجعَ مُتخاذلاً إلى الوراء ، تحدّث مع نفسه وهو ينظر في المرآة :
ـ لماذا أصبحتُ هكذا .؟! لماذا حبستني الأيام وراء جُدران النسيان ؟ولماذا بدوتُ هكذا ، كالمجنون كثّ الشّعر..؟!
حَدّق مَلياً فيما استوتْ إليه حالته وما صارتْ إليه هواجس بؤسه واحتقاره لمآلاتٍ تُشتت أفكاره وتجعل في كنهِ واقعٍ بئيس .
تساءلَ واحتار واعاد نظرته في المرآة ، كأنه يتفقّد حاله:
ـ لمَاذا أنا هكذا ؟ لمَاذا لا استطيع أن أزيل تلكَ الأسباب التي أرادَتْني وصيّرتني إلى هذاالحال التعيس.؟! أليس هناكَ مَخْرجاً يُفضى بي بَعيداً ..؟!
عانقتهُ الرغبة في تحطيم الاسباب التي ضيّعته ، فيُزيل كُل شيء أدّى إلى تعاسته.. ويُفضي بحاله إلى حالٍ أقدر لمعالجة كُل الفراغات وسدّ الفجوات .
ـ لن اجعل الآمراض تنهش عظمي ولا أن تقضّ مضجعي .لن اجعل الافكار تحبطني .!
ضاقتْ حدقتا عيناه ، قررَ أن يكون على جاهزية لتغيير حالته ، فالتغيير لا بُدّ منه.
سحبَ نفساً عميقاً ، انفتح الباب ، امتدّ ناظره إلى فوهته المُنفرجة .. كان أول ما أبْصرتهُ عينه فتاة شغلتْ تفكيرهُ ، وأنهكتْ جسده، وقستْ بتلاعباتها العاطفية فؤاده :
ـ أنتِ من غَيّر قلبي إلى حُبّك ، أنت منْ صيّرني إلى هذا الحال ، أنتِ من صَرفني إلى هذا الحال .
لم تُبدي الفتاة كلاماً بل ضلّت صامتة واستطرد :
ـ أنتِ من شغلتِي تفكيري .. فهل انتِ حقاً عاصفةٍ تستدرجيني إليها.
هزّ رأسه وحركته أسفاً :.
ـ أنتِ من أوقعتني في براثن حِبال حُبٍّ كاذب ، أنتِ من تصَيّدتني بغمزها فانغمستُ في بحر هواها، أعوم في مشبكة غرامها ، فهمْتُ بـ لا هدْيَله .
وقف وبانَ عليه الضيق :
ـ تعذّب تُ ولم تشفقين عليّ ولم تكترثين بي .
قالتْ بغنجٍ مؤسف ولاول مرة تنطق كلاما يجرحه كما لو كان نصل من سكين حادة يقع في قلبه:
ـ أعترفُ أني أنا كما قلت عنّي .. ولكنّي أنتَ من يتحمّل مسؤولية انحرافي.!



* الكاتب حمد الناصري سلطنة عُمان . 20/9/2010






التوقيع

لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    رد مع اقتباس