الموضوع: في رثاء أستاذ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-07-16, 17:25 رقم المشاركة : 2
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: في رثاء أستاذ


قليل جدا هم الأساتذة الذين يبصمون بصمتهم بحياتنا، و الأستاذ القاسمي الذي ودعنا اليوم واحد منهم،
لم تكن دروسه و لا حصصه عادية بالمرة، كانت مليئة بالحكمة و التجربة و العلم النافع.

فقد تعلمنا على يده ما تعجز السنين عن اختصاره، فلقننا دروس الحياة عن طريق المعلوميات، التي اكتشفنا أن لهما من الصفات و النواميس ما يتقارب و يتطابق في الكثير من الأحيان،
علمنا ان اي عمل مهما كان متقنا و اي فكر مهما كان مثاليا إلا وكان به جزء من الخطأ، فكان دائما ما يردد أن كل شيء خطأ ......

علمنا أن ليس من المهم صنع شيئ أو امتلاكه بقدر ما هو مهم الحفاظ عليه و الاستمرار في العناية به تماما كأي نظام معلوماتي ...
علمنا أن بالحياة لا بد ان نترك جانبا للواقعية في كل أحلامنا و تخطيطاتنا حتى لا نجد أنفسنا محاصرين بها ...
علمنا أننا كلما رغبنا باصلاح عطب بحياتنا إلا و سببنا أعطابا أخرى في مكان ما، تماما كترقيع برنامج معلوماتي ...
علمنا أن التجارب هي ما تصنع من الانسان المخطط الماهر و المفكر القوي...

علمنا أن نتحفظ على نقاط قوتنا بنفس قدر تحفظنا على نقاط الضعف، لأنها تبقى معلومة ستجد من يستغلتها ...
علمنا ان لا نكرر المحاولة بغباء مع شيء لا يعمل، لأن ذلك سيزيد من تفاقم الوضع...
كما علمنا أن لا نعبث أبدا بشيء يعمل و يسير بشكل جيد و لو بنية تطويره ...
و علمنا ان كم حاجة قضيناها بتركها ...

و الأهم من هذا كله انه لقننا كل هذه الدروس بساعات متواصلة من الضحك و الابتسامة، و بقساوة تختزل الكثير من الطيبوبة،
كان رحمه الله مدرسة في رجل لا رجلا في مدرسة، و ترك لازيد من 35 سنة أجيالا من الشباب المهندسين ينتفعون بعلمه النافع، يذرفون لأجه الدموع و يجددون عليه الرحمات.
.
نسال الله أن يجعل رحيله في العشر الأواخر من رمضان زادا له عنده، و أن يتغمده بواسع رحمته و يلهم أهله و ذويه الصبر و السلوان، و ان ينعم على بلادنا برجال من طينته.


" يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي"
صدق الله العلي العظيم





التوقيع

    رد مع اقتباس