عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-07-10, 00:23 رقم المشاركة : 1
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

b7 “بلمختار” لرجال ونساء التعليم: هَاكُم البَلَّة لِطينِكُم الذي أنتم فيه واحلون!



“بلمختار” لرجال ونساء التعليم: هَاكُم البَلَّة لِطينِكُم الذي أنتم فيه واحلون!

— 9 يوليو, 2015 مصطفى السباعي
(أخبركم) أصدرت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني المقرر المتعلق بتنظيم الدراسة للموسم المقبل 2015-2016، غير أن الفضولي المتفحص، لا المدقق ولا المحقق، في تواريخ مختلف العمليات سيكتشف الهوة السحيقة بين النظرية والتطبيق، بين الوزير وديوانه وموظفي الوزارة السامين وبين رجل التعليم ذكرا كان أو أنثى، بين المكاتب المكيفة وبين الحجرات المثيرة للغثيان.
فقد حددت الوزارة تاريخ الانطلاقة الفعلية للدراسة في يوم الخميس 10 شتنبر 2015 بالنسبة للسلك الثانوي بسلكيه الإعدادي والثانوي، وقررت أن يتم إجراء أول فروض المراقبة المستمرة خلال الأسدوس الأول ومسك نقطها انطلاقا من الأسبوع الخامس أي خلال الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر 2015 ( 12 أكتوبر)، فيما قررت في الفترة الدراسية نفسها عطلة عيد الأضحى لمدة ثمانية (8) أيام تبتدئ من 20 شتنبر إلى غاية 27 منه، أي أنه لم يتبق من الزمن الدراسي سوى ثلاثة (3) أسابيع، على اعتبار أن الأسبوع الخامس هو أسبوع إجراء الفروض، مما يطرح السؤال حول ماذا درس هؤلاء التلاميذ ليتم تقييمهم فيه، علما أن بعض المجزوءات تتطلب أكثر من 5 أسابيع كاملة لإتمامها بالنسبة لشعبة الآداب على سبيل المثال، دون الأخذ بعين الاعتبار حصص الدعم والتقويم والنص التطبيقي.
والأسوأ من هذا أنها، وفي الفترة نفسها فتحت باب التعبير عن رغبات إعادة التوجيه خلال الفترة الممتدة من فاتح إلى 26 شتنبر، وخصصت فترة استدراكية لتقديم طلبات إعادة التوجيه إلى غاية 15 أكتوبر أي خلال أسبوع إجراء فروض المراقبة المستمرة. مما يعني أن التلاميذ الذين دخلوا دوامة إعادة التوجيه سيقضون نصف الأسدوس الأول بين المسالك والاختيارات المقترحة، بين مكاتب الإدارة والحجرات.
وفي المقابل قررت إجراء آخر فروض المراقبة المستمرة خلال الأسدوس الأول دائما ما بين 13 و21 يناير 2016 بالنسبة للسلكين الإعدادي والثانوي دائما، أي بعد فترة دراسية تغطي أزيد من 13 أسبوعا ( النصف الثاني من شهر أكتوبر وشهري نونبر ودجنبر كاملين والنصف الأول من شهر يناير)، تقتطع منها عطل المسيرة والاستقلال وعيد المولد النبوي و11 يناير وعطلة منتصف الأسدوس الأول لمدة 8 أيام موزعة حسب الأقطاب، أي بمجموع أسبوعين (13 يوم). وهذا معناه التخمة المعرفية.
هذا فيما يتعلق بتدبير الزمن المدرسي خلال بداية السنة الدراسية، وأما عن نهايتها فتظهر اختلالات أخرى تلقي برجال التعليم إلى جحيم الصراع مع الزمن لأجل إجراء الفروض وتصحيح عشرات العشرات من أوراقها ومسك النقط عبر منظومة مسار في أقل من أسبوع.
فقد قررت الوزارة بالنسبة للتعليم الثانوي التأهيلي إجراء آخر فروض المراقبة المستمرة ما بين 31 ماي و04 يونيو لمستويات ( السنة الأولى بكالوريا والجدوع المشتركة)، وأن يتم مسك نقطها عبر منظومة مسار ما بين 1 و6 يونيو.
وهذا معناه أنه على رجل التعليم أن يشتغل لـ 24/24 ساعة لكي ينجز ويصحح عشرات أوراق الفروض في زمن قياسي لا يتعدى أسبوعا واحدا، وكأن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني يزيد طين رجال ونساء التعليم بلَّة.
جدير بإثارة الانتباه إلى أن هناك ارتباكا في تحديد تواريخ إجراء اختبارات الامتحان الجهوي الموحد بالنسبة للسنة الأولى بكالوريا، حيث تنص المادة 23 على إجراء هذه الاختبارات يومي 3 و4 يونيو أي قبل استكمال إجراء فروض المراقبة المستمرة، فيما خصصت المادة 25 الفترة الممتدة ما بين 30 ماي و4 يونيو، أي الفترة نفسها، للإعداد الجماعي لاجتياز الدورة العادية للامتحان الجهوي الموحد. وبذلك يكون معدي هذه الجدولة الزمنية قد نسوا كون اختبارات الدورة العادية للامتحان الجهوي الموحد تجرى بعد إجراء اختبارات الدورة العادية للامتحان الموحد لشهادة البكالوريا، والمقررة أيام 8 و9 و10 يونيو 2016. ونعتقد أن المقصود ليس 3 و4 بل 13 و14 يونيو.
وهذا التدبير يعكس مقولة ألبير كامو: الحكومة بطبيعتها ليس لها ضمير، وأحيانا تكون لها سياسة.








    رد مع اقتباس