عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-28, 17:33 رقم المشاركة : 5
بالتوفيق
مشرف منتدى التعليم الثانوي التأهيلي
 
الصورة الرمزية بالتوفيق

 

إحصائية العضو







بالتوفيق غير متواجد حالياً


وسام الرتبة الثانية  في مسابقة القرآن الكريم

المرتبة الأولى في مسابقة صور وألغاز

وسام المرتبة الأولى للمسابقة الرمضانية الكبرى 2015

بالتوفيق

افتراضي رد: تحليل الاختبار الوطني الملغى في مادة الرياضيات


تطورات الامتحانات الوطنیة للبكالوریا في مادة الریاضیات
بقلم: العماري سیموح
مفتش ممتاز لمادة الریاضیات سابقا
E-mail : [email protected] site: ammarimaths-bm.voila.net



أولا : ما قبل إحداث الأكادیمیات :
في البدایة أي مباشرة بعد استقلال المغرب كانت معظم الأطر التي تدرس الریاضیات أو تشرف على
تدریسھا أطرا فرنسیة من مفتشین وأساتذة بحیث أن الأطر المغربیة كانت شبھ منعدمة ، الشيء الذي
جعل البرامج الریاضیة مرتبطة بشكل كلي بالبرامج الفرنسیة وكانت الكتب المستعملة ھي كتب فرنسیة
بدون منازع ... ومن ھنا كانت امتحانات البكالوریا ھي أیضا امتحانات لا تختلف عن امتحانات
البكالوریا الفرنسیة وكأنھا تبعیة مطلقة لفرنسا ... وھذا لیس عیبا أبدا لأنھ الحل الوحید الذي كان بید
المغرب آنذاك ... وللحقیقة فإن تلك الأطر الفرنسیة ، التي كانت في معظمھا شابة، كانت تعتبر المغرب
كبلدھا الثاني وكانت تتفانى في تدریس التلامیذ المغاربة بكل ما لدیھا من حماس ، حیث كانت تعتبر
نفسھا محضوضة أولا بسبب تواجدھا في المغرب الذي یمتاز بطبیعتھ الخلابة وبكرم ضیافة أھلھ
بالإضافة الى أنھا كانت مدللة من الناحیة المادیة بالمقارنة مع آخرین ... في ذلك الوقت كانت مواضیع
البكالوریا المغربیة لھا نفس قیمة البكالوریا الدولیة وتنشر بشكل متمیز في " السنویات" الفرنسیة
. « Annales de maths »
بالتوازي مع ھذا الوضع كانت الدولة تعمل على قدم وساق لتكوین الأطر التربویة المغربیة لتدریس
الریاضیات وھكذا تم إنشاء المراكز التربویة الجھویة مع بدایة السبعینات حیث عملت على تشجیع
تلامیذ الأقسام النھائیة الى المشاركة في مباریات الولوج لھذه المراكز أو الدخول إلیھا مباشرة بعد
الحصول على البكالوریا ... وھكذا بدأ المغرب یتوفر على أطر مغربییة لتدریس الریاضیات في
الإعدادي ... وتقریبا مباشرة بعد ذلك تم إنشاء مسلكین لمغربة أساتذة الریاضیات في الثانوي ... إما
عن طریق السلك الخاص وكان یفتح أمام أساتذة الإعدادي بواسطة مبارة انتقائیة جدا ... أو عن
طریق المدارس العلیا للأساتذة وھكذ أصبح المغرب یتوفر شیئا فشیئا على أطر مغربیة لتدریس
الریاضیات ولم ینتھ من ھذه العملیة مائة في المائة إلا منتصف الثمانینات ... حیث وصل الأمر الى
إنشاء مركز لتكوین المفتشین المغاربة بباب تامسنة ...
والحقیقة أن المغرب بذل مجھودا متمیزا لتكوین أساتذة في المستوى كما أن الأطر الفرنسیة لعبت
دورا مھما في ھذا التكوین حیث كانت أطرا تمتاز بتكوینھا الجید وبحماستھا في العمل ... الى درجة
أن التغییرات التي كان یعرفھا العالم في مجال تدریس الریاضیات والتي فجرتھا بالخصوص صراعات
حرب النجوم بین أمریكا والاتحاد السوفیاتي وأدى في النھایة الى ظھور مایسمى بالریاضیات الحدیثة
وحیث أن الأطر الفرنسیة ھي التي كانت تھیمن على تدبیر تدریس الریاضیات في المغرب فقد كانت
سباقة في تبني تدریس الریاضیات الحدیثة في المغرب قبل أن تطبقھا فرنسا بنفسھا ... وربما یكون
ذلك من باب التجریب ... وھذا شيء جاء في مصلحة المغرب ... حیث أعطت نتائج ھائلة على
مستوى مادة الریاضیات بالنسبة للتلامیذ والطلبة المغاربة ... حیث كانت البكالوریا المغربیة مرحب
بھا في أي مكان في العالم وكانت اختبارات البكالوریا المغربیة تنشر في أھم الكتب و " السنویات"
. « Annales de maths » الفرنسیة
ثانیا : ما بعد إحداث الأكادیمیات :
رغم الایجابیات التي تحدثنا عنھا في الجزء الآول بالنسبة لقیمة البكالوریا المغربیة ومستوى المغاربة
في ھذه المادة وانعكاسھا على متابعة الدراسة في أھم المعاھد المغربیة و الفرنسیة والغربیة عموما
... وتكوین مھندسین وأساتذة غایة في الجودة إلا أن الریاضیات كانت انتقائیة وكانت ریاضیات
النخبة في مقابل " الریاضیات للجمیع " ... وبخصوص اختبارات البكالوریا كانت تطرح بشكل
تسلسلي صارم ... حیث إذا أخطأ تلمیذ مثلا في مجموعة تعریف دالة فإن ذلك یمكن أن یؤدي بھ الى
خطأ شبھ شامل في كل أسئلة التمرین وھذا معناه الاضطراب وربما الانھیار وبالتالي نقطة ضعیفة
وبالتالي السقوط ... وعند السقوط على التلمیذ أن یعید اللعبة من جدید وغالبا ما تكون الظروف غیر
مواتیة الشيء الذي یؤدي بمعظم التلامیذ الى معاودة السقوط وبالتالي انتظار السنة الموالیة لقد كان
مسلسلا رھیبا بمعنى الكلمة ... یحدث ھذا بعد التزاید المطرد لعدد التلامیذ الذین یجتازون اختبارات
البكالوریا وكذلك تزاید وعي المغاربة بأھمیة الدراسات الطویلة المدى ... والطموح المتزاید لولوج
أبنائھم للمعاھد العلیا ... أقول أمام تزاید أعداد التلامیذ بدأت الھوة تتسع بین أعداد الناجحین وأعداد
الساقطین مرة واحدة ثم مرتین ثم ... سنة عن سنة وأصبح ھذا المشكل مشكل مجتمع یھم جمیع
العائلات المغربیة ... وقد أدى ھذا الوضع بالمرحوم الملك الحسن الثاني أن یفاجىء المغاربة باقتراح
إنشاء الأكادیمیات منتصف الثمانینات على أساس أن یتم امتحان التلمیذ تسع مرات بمعدل ثلاث
اختبارات في كل مستوى على امتداد السنوات الثلاث التي یقضیھا التلمیذ في الثانوي ... وتجندت
الدولة لذلك وأقامت الأكادیمیات وكلفت لجان من مفتشین وأساتذة في كل أكادیمیة للسھر على إعداد
الاختبارات ... وقد كانت تجربة مبتكرة من طرف الملك الراحل ...
في ھذه المرحلة لم تتغیر كیفیة طرح الامتحانات بل استمرت انتقائیة على نھجھا القدیم لكن أصبح
التلمیذ أمام تدریب مكثف عبارة عن تسعة اختبارات بمعدل اختبار في كل ثلاثة أشھر یتدرب من
خلالھا ویطور مھاراتھ باستمرار ... وقد أدى ھذا العمل الى تراكم كبیر في الاختبارات حیث أصبحت
أكادیمیات المغرب كلھا تنتج تمارین ممتازة ومبتكرة وخلق ھذا بنوكا من التمارین وأصبح التلمیذ
المغربي یتوفر على مراجع مغربیة مائة في المائة حیث نشط عدد من الأساتذة في تألیف مجلات وكتب
تنشر حلولا لھذا الكم الھائل من التمارین ... ولا زال ھذا الرصید المھم والھائل ... یعد مرجعا لمعظم
الأساتذة حتى الآن ...
لقذ خلقت الأكادیمیات نوعا من الدینامیكیة والحركیة لدى الجمیع ... التلامیذ ، الأساتذة ، المفتشین ،
الإداریین بجمیع أنواعھم ... حركة دائمة ما ینتھي اختبار حتى یبدأ الآخر ... عمل مارتوني ... اما من
الناحیة المادیة فقد كان یكلف میزانیة ضخمة ... والنتائج لم تتحسن بالشكل الذي كان منتظرا ... لأن
الاختبارات لم تتغیر في طریقة تركیبتھا وبقیت دائما انتقائیة ...
لقد أثر ثقل المیزانیة ... وعدم الوصول الى النتائج المرجوة الى التراجع التدریجي عن ھذا المخطط
وانتقل عدد الاختبارات من تسعة الى ستة وبعد ذلك الى امتحان جھوي وحید ثم العودة الى الاختبارات
الوطنیة كما كان قبل إحداث الأكادیمیات مما أدى الى التخلي عن اللجان الجھویة لإعداد الاختبارات
وتعویضھم بلجنة وطنیة تتكلف بالمھمة على المستوى الوطني .
ثالثا : عھد الأطرالمرجعیة :
أدت الانتكاسات المتوالیة الى ضرورة البحث عن جدور المشكلة التي تؤدي الى النتائج الكارثیة في
الباكلوریا وقاد البحث عن الأسباب من طرف لجان مختصة الى أن الطریقة التي تطرح بھا الاختبارات
تعتریھا الكثیر من العیوب فلا ھي دیمقراطیة ولا منصفة حیث تؤدي الإجابة الخاطئة عن سؤال ما الى
التأثیر السلبي على الأسئلة الموالیة حیث غالبا ما تكون إما إجابة خاطئة وإما عدم إجابة ... ھذا
بالإضافة الى عدم وجود ضوابط أو حدود في الأسئلة غیر البرنامج المقرر .
وقد تقرر وضع إطار مرجعي لتلجیم الانزلاقات المحتملة من طرف مقترحي أو واضعي الاختبار
الوطني وكذلك ومنذ 2007 بدأنا نلاحظ تقدیم أسئلة على شكل بین أن ... أي أن المطلوب من التلمیذ
إثبات نتیجة معینة ... وھذا یسمح لھ بالأجوبة عن الأسئلة الموالیة التي تستخدم نتیجة السؤال ولو
في حالة عدم الإجابة علیھ. وھذا في الحقیقة حل معقول أزاح المشاكل السابقة في النمط القدیم جانبا.
بھذا الشكل تمت معالجة النقائص التي كان یعاني منھا النمط القدیم للإختبار ... ویعتبر النمط الجدید
أكثر إنصافا ... حیث یكون التلمیذ مطالبا تبریر النتیجة إذا استطاع وفي حالة العكس ... یمكنھ أن یمر
الى الآسئلة الموالیة دون مشاكل ...
ثالثا : المشاكل المترتبة عن النمط الجدید :
أدى ھذا النمط الجدید رغم أھمیتھ الى التقوقع حول نفس النوع من التمارین وكأن الإطار المرجعي ھو
نمط من أنماط التمارین حیث أصبحت التمارین التي تقترح في الأعداد العقدیة مثلا ھي نفسھا تقریبا
تكررت لمدة عشر سنوات وأسئلتھا بدون ھدف ، مجرد أسئلة لنفسھا ... في حین كان من الممكن أن
تستغل التقنیات التي تمنحھا الآعداد العقدیة في التطرق الى بعض الأشیاء الھامة في الھندسة
المستویة التي سبق للتلامیذ أن تعرفوا علیھا بنمطھا الكلاسیكسي في الأقسام الآعدادیة ...كما نجد
المسألة كذلك بنفس النمط ولیس ھناك تفكیر في تقیم المعطیات على شكل مبیان كما حدث ھذه السنة
ولأول مرة وھذا یعتبر تجدیدا كنت أنا شخصیا أتمنى أن یطرح من زمان كما ھو الحال في البكالوریا
الفرنسیة .
: ( رابعا : اختبار 2015 للدورة الاولى ( 10 یونیو 2015
یتبین من خلال اختبار ھذه السنة (وأقصد النمودج الأول) أن اللجنة الوطنیة صارت مقتنعة بضرورة
التغییر وھذا شيء إیجابي وانا شخصیا كنت أنتظر أن یحدث ھذا... فلاحظنا بالنسبة للدالة تقدیم
معطیات من خلال التمثیل المبیاني ... كما ان ھناك إشارة للإخطاط رغم أن ھذه الكلمة كان مبالغ فیھا
وإنما یمكن اعتبارھا " كرسالة " للأساتذة وھذا في حد ذاتھ جانب جید وذكي وعلى كل حال المغامرة
كانت محدودة لأن الجواب كان موجودا ...
أقول أن المھم ھو أن ھذا الاختبار كان یتضمن رسائل للأساتذة لكي یدركوا أن النمطیة القاتلة قد
انتھت الى غیر رجعة وأن الریاضیات ھي علم الابداع والتجدید ...
طبعا كان ھذا الاختبار مفاجئا للبعض الذي تكرست في ذھنة فكرة أن اختبار الریاضیات لیس فیھ أي
إبداع ویكفي أن ینجز التلمیذ بعض الاختبارات السابقة لإدراك كل شيء والخطیر في الأمر أنھم أقنعوا
التلامیذ بذلك وصارت حقیقة مطلقة ... الى درجة أن الأساتذة المبدعون صاروا وكأنھم یغردون خارج
السرب حیث قتل الابداع بداخلھم أو كاد أن یقتل وھذه ھي الجریمة الحقیقیة التي لا یحس بھا أحد ولا
یعاقب علیھا القانون ... وھذا ھو السبب الذي جعل التلامیذ یحسون بالغبن ... ومع تزامن كل ھذا مع
تسریب الاختبار فقد اختلط الحابل بالنابل ...
خلاصة :
الاختبار الوطني لیس مجرد اختبار نمطي بل ھو مناسبة لتجسید مختلف الجوانب الذكیة في برنامج
مادة الریاضیات والإطار المرجحي وھو محرك رئیسي یدفع الأساتذة نحو إبداع أشیاء جدیدة لكن لا
یمكنھ أن یلعب ھذا الدور إلا إذا حمل أفكارا جدیدة ومطروحة بشكل بسیط وذكي ...





التوقيع

    رد مع اقتباس