2015-04-17, 15:05
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | وجع الروح | وحدة الروح تجلس في هدوء ، محملة بهمومها وآلامها ، مرهق جسدها ،مغرق قلبها في أساه ، مستوطن البرد ضلوعها ، ترتجف روحها بردا ، تتأمل ليلا بلا ألوان ، تفر من جحيم الذكريات إلى قسوة الحياة ، ليقتلها الصمت أو رصاص الحياة.
نهضت من مكانها ، تجوب أركان غرفة المنزل الوحيدة،تتحسس جدرانها بأطراف أصابعها المجمدة، - لم تعد ثيابها تحميها من قهر الشتاء- . واصلت سيرها في الغرفة بخطى متباطئة ، استطلعت إلى الأفق وكأنها تنظر إلى لوحة فنية......يعلو حفيف الذكريات أمامها لترى تلال الأوراق تغرق في طوفان قسوة الحياة ، تحرق أجزاءها .. تفاصيلها .. تبادلها حياة الموت .. تشهق .. ... تئن ......وهي بين السماء والأرض تداوي جراحها التي تنزف ألما بدموعها ، سحبت نفسها،و بقيت تتأمل باقة العمر التي ضمت أحلى الزهـــور ، ثم سكنت ،وهي تحاول أن تدفئ نفسها ببعض من أَنفاسها الجامدة، راحت تقص الحكايات على الجسد الذي غادرته الروح، وتكسر كل ذكرى خانقة لتمنح نفسها عمرا آخر .
نفض الصبح رماد الليل ، وبعثر الضوء الدياجي ،حملت جثة الصمت لتواريها في عجل بمقبرة الذاكرة الصماء ، وتفرغ جعبتها في سفوح من البكاء بين رماد الأوراق ومقصلة الصمت ، تصارع غيوم الدموع بشغب على الأقدار خلف وحدة الروح ، تعانق السكون ، وتضم وسادة الآلام لتتساقط وتدوي كأوراق الخريف ، وتهوي كقطرة مطر، تستبيح البوح ، تنفض غبارها في شارع مذبوح حيث سكنت كل الخلائق ، عل حقد الحياة يمنحها لحظة سلام تهنأ بها مع كل ذكريات عمرها .
أم الزهراء | |
| |