عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-04-17, 10:53 رقم المشاركة : 1
محسن الاكرمين
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية محسن الاكرمين

 

إحصائية العضو







محسن الاكرمين غير متواجد حالياً


وسام المشارك في المطبخ

وسام المشارك

b7 تحية وفاء لروح الشهيد ابني المهدي سالم الأكرمين .


تحية وفاء لروح الشهيد ابني المهدي سالم الأكرمين .

لم أكن أدري طيلة مساري العمري أن ليلة الثلاثاء 24 مارس 2015 ستنقش في أعماقي بنحث في حجربجرح عميق ،إنها ليلة اخباري برنة هاتف القوات المسلحة الملكية بالصحراء المغربية العزيزة باستشهاد ابني البكر الوحيد في حادثة سير وهو في مهمة وطنية وبزيه العسكري كضابط على الشريط الحدودي بمدينة السمارة .
حملت الخبر بالحمد والشكر لله مادمت قد وهبت مسار ابني العملي ضمن حماة الوطن كبرت ثلاثا ،والدمع يسري انهمارا من عيني ،إنه الفراق الدنيوي لأغلى فلدة كبد ، المهدي سالم الاكرمين ،ابني ...ابني ...لا أزايدكم القول أحبائي الكرام كل من واساني أو أشفق لحالي ولحال أمه والعائلة بدمعة أو بكلمة الله يرحمه ويسكنه فسيح جنانه ، ابني المرحوم والمشمول برضاء الله بالشهادة تحت ظل راية الوطن الضابط المهدي سالم الأكرمين أغلى ما أملك في حياتي ، لا أعارض الأقدار الإلهية في استشهاده لكني أسر لكم أمرا أقاسي مرارته وهي فراق من كان لي جوهرة العقد ...حبه كان يسكن قلبي ويستوطنه ... طيبوبته كانت تغطيني دوما بالرضا عليه ...صداقته وملازمته لي عودتني أنه الصديق الودود ،إنه السند الموثوق، إنه الابن البار بوالديه .
توخى حمام الموت بكر صبيتي ،فلله كيف اختار بسملة العقد ...المصيبة أثقل والإختبار الإلهي لا مرده له ،وألف حمد بتمام سبحة الفقيه وقولنا "إنا لله وإنا اليه راجعون " ولا إله إلا الله له الملك وهو من أفرحنا بقدوم المهدي سالم وهو من أبكانا جميعا بحرقة فراقه المفاجئ .
صدف الأحداث تتوافق لا أدري أهي تعاكسني مع الأقدار الالهية ؟ أو كما نقول بأننا غير مخيرين في أحداث المستقبل الاتي ...يوم عيد ميلاد بداية عامه الرابع والعشرين ،أطفأت الشمعات بدموعي بالمقبرة على فراق ابني الشهيد الاكرمين المهدي سالم . صوته بمناداتي "الوالد" أبي... أبي... رنينه لا يفارق مسامعي غير ما مرة وأنا أدير ظهري لمثوى فلدة قلبي بماحاداة جده ... تتداخل الأمور في مخيلتي وأنا أتلقى التعازي والدعوات بالصبر ...فلم أكن قط أعتقد في حياتي أن أتقبل التعازي في ابني ....هي ذي الحياة الماكرة ،ومكرها يزداد بالضغط علينا وعلى أفكارنا بالتضارب بين القضاء والقدر .... مناجاة صامتة تمت بيني وبين روحه الكريمة ،أحسست فيها بدعوته إلى الفرح وليس الحزن ،لكني كنت أجيب غير مامرة بأنني لاأقدر...لا أقدر على فراقه من خلال ترديد لازمة سكنت لساني عنوة ابني ، ابني المهدي سالم .... فرحته خبرتها من خلال حبه للوطن ...من خلال موته في حادثة سير وهو في مهمة عمله بالسمارة ... من خلال أنه اختار الوطن وأن يكون تشييعه بتحية عسكرية تكريما لروحه الطاهرة ، ونعشه يلتحفه علم الوطن وهو يمشي منتصب القامة مرفوع الهامة... أتذكر يوم حفل التخرج من الاكاديمية الملكية المسحة بمكناس ،فقد اثر أن يرتدي على بذلته العسكرية "جاكيط" حتى أكون أول من يشاهد نجمة الضابط العسكري على كتفيه ...كم كانت فرحتي حين ذاك لا تتسع لها مساحة الارض والسماء ...كم كانت دعواتي له بالحفظ والستر...
ابني المهدي ...فيلسوفي الصغير ...مؤرخي الأمثل في الأحداث الوطنية العسكرية والدولية ،هوايته جمع الاثار ذات الدلالة التاريخية هو ذا سالم ابني ، لم تكن إغراءات شباب اليوم المجانبة تستهويه بل كرس حياته لتكوين فكره وصقل موهبته العسكرية .
بين ابني المهدي وبيني دموع حب تسكنني ...وكل من عرف سالم انحني على نعشه وصلى على شمعة ال الاكرمين ذي العيون العسلية ... يوم ولادته الرمضانية كنت اول من قبَل جبهته الصغيرة ...وشمة القبلة التصقت به وغطت لي حياتي اليومية ... بيننا مليون ذكرى وتزيد ...وتعاهدنا على أجمل بنوة وصداقة ومواعيد كثيرة ...
يا قمري سالم المهدي ...يا صمت العشية ...يا من هاجر في الصبح الشبابي بعيدا ...أي شيء عن عينيك سوى إغفاءتين بابتسامة وغيوم عسلية التحفت سماء مكناس ...
وأصدقكم القول كنت أول من يلقي عليه التحية العسكرية عند وصول نعشه ، الامر تكرر عدة مراة بتقبيل لنعشه الذي شمع...وعيي انتفض نكوسا وعانقت نعشه بلازمة ابني ...ابني ...ابني المهدي ... إليكم سادتي الكرام ...يا من واساني في مصيبتي الربانية ...بكلمة طيبة ...بدمعة حنونة ...بدعوة صادقة لي بالصبر ... بكلمة نعي عبر المواقع الاجتماعية ... إليكم سادتي الكرام ألف تحية إكرام مني وشكر موصول بدمعة لازالت تلازم عيناي... وعيني أمه المكلومة في فلذة كبدها ....

ذ محسن الأكرمين : [email protected]






    رد مع اقتباس