عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-04-16, 19:03 رقم المشاركة : 1
فاطمة الزهراء
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء

 

إحصائية العضو








فاطمة الزهراء غير متواجد حالياً


مسابقة الصحابة والصحابيات 1

وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقبة المتميزة

وسام المركز السادس في دورة التقنيات الأسرية

c5 على قدر أهل العزم تأتي العزائم


بسم الله الرحمن الرحيم ..

نعيم الهميم



كان عندي محل صغير لصيانة الكمبيوتر الشخصي
وكنت أقوم بمهمات الصيانة والتشغيل فيه
وذات يوم جاءني شاب آسيوي كان يعمل خادمًا في مكتب عقار مقابل لمحلي.
قال لي بلغة إنجليزية مكسرة: سيدي! أريد أن أتعلم منك صيانة وتشغيل الكمبيوتر.
فقلت هل أنت جاد في ذلك يا نعيم؟ قال: نعم.
قلت له: ولكنك تعمل حتى العاشرة مساءً، ويمكن أن لا يوافق صاحب المكتب الذي تعمل فيه.
فقال: أنا مستعد أن آتيك من العاشرة إلى وقت إغلاق محلك، فقلت: حسن.
دعني أستأذن رب عملك.
تحدثت إلى جاري صاحب مكتب العقار، فقال لي: لا بأس. ولكن!! الرجل بطيء الفهم؛ فكان الله في عونك.
كنت واثقًا أن الإرادة والهمة القوية والمثابرة الجادة والجهد أهم عوامل النجاح بعد توفيق الله.



بدأ نعيم التدرب بهمة وحماس ومثابرة وأخذ في تغيير قناعاته وأفكاره خصوصًا تلك التي تقيده واكتسب قناعات جديدة
فأصبح يرى في نفسه فنيًا في مجال الكمبيوتر يمكن الاعتماد عليه لا مجرد عامل نظافة وقهوة وشاي في مكتب عقار،
كما أخذ يكتسب المعلومات الجديدة والمفيدة في مجاله الجديد،
وكذلك شرع في اكتساب بعض السلوكيات الجديدة مثل حسن التعامل مع الزبائن
وغيّر بعض السلوكيات غير المفيدة مثل الخجل الزائد،

كما اكتسب مهارات جديدة ومفيدة في التعامل مع مشاكل الكمبيوتر الشخصي.
بعد أقل من تسعة أشهر صار نعيم ذراعي الأيمن في كل عمليات الصيانة
وبعد ثلاثة أشهر أخرى قلَّ ترددي على المحل،
فقد أصبح نعيم يقوم بكل شيء في مجال الصيانة إلا ما ندر مما لم أدربه عليه.



ممكن أكلم المهندس المسئول إذا سمحت ؟


زرت المحل يومًا بعد انقطاع طويل عنه واتجهت إلى الطابق العلوي حيث يقع قسم الصيانة،
جلست على مكتبي فرن الهاتف وجاء صوت سيدة من الطرف الآخر ممكن أكلم المهندس المسئول إذا سمحت؟
فقلت نعم تفضلي المهندس معك.
عندئذ قالت في غضب : عفوًا أخي الكريم أريد المهندس نعيم!


ارتفع أجر نعيم الشهري وأصبح يعمل بشكل كامل في محل الكمبيوتر
الذي دخل رب عمله السابق شريكًا فيه.
وحتى عندما تمت تصفية المحل لانشغال الشركاء بالاستثمار في مجالات جديدة
لم يكن حال نعيم كحال كثير ممن يستغنى عن خدماتهم
ممن لم يطوروا أنفسهم من ولولة وجزع وقلق وترقب وخوف من مستقبل مظلم
والتساؤل عن شح الوظائف والأعمال والبدء من جديد،

انتقل نعيم للعمل في وكالة سفر وسياحة براتب مجزٍ
بسبب توفيق الله ثم صبره على تطوير ذاته
وما اكتسبه من خبرة في مجال يحتاجه سوق العمل.





التوقيع

الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة"

    رد مع اقتباس