انطلقت النواصب والجوازم لخوض معركة قوية مع الفعل المضارع الذي تضاعَفَت قوته، وبعد احتدام الصراع والْتحام الفريقَين، استطاعت النواصب والجوازم أن تحذف النون مِن آخر الفعل المضارع، وذلك على النحو الآتي: لن / لم يذهبا: فعل مضارع منصوب/ مجزوم بحذف النون. لن / لم يذهبوا: فعل مضارع منصوب/ مجزوم بحذف النون. لن / لم تذهبي: فعل مضارع منصوب/ مجزوم بحذف النون. وهكذا انتصرت النواصب والجوازم؛ فعادت إلى أدراجها سالمة فَرِحَة بما حقَّقتْه مِن نصر عظيم. وبعد هذه الهزائم المتلاحقة، انقطعت حيلة الفعل المضارع، فرفع طلبًا للمملكة النحوية يَستسمِحها الإذن له بالعودة إلى وطنه الأصلي، لكنه يحتاج إلى مساعدتها في إيقاف نزيفه، فرحت المملكة بهذا؛ فأرسلت له على الفور (نون التوكيد - نون النسوة) بدلاً من النون التي حذفت، وذلك على النحو الآتي: يذهبَـنَّ: فعل مضارع مبني على الفتحة؛ لاتصاله بنون التوكيد المباشرة. يذهبْـنَ: فعل مضارع مبنيٌّ على السكون؛ لاتصاله بنون النسوة. وهكذا استعاد المضارع عافيته، وقوي على الرجوع إلى عالَمِه الأصلي، بصورة تُرضي أخويه الماضي والأمر، فقد أصبح مبنيًّا على الفتح إرضاءً للماضي، ومبنيًّا على السكون إرضاءً للأمر. عاد الفعل المضارع إلى عالمه الأم، وأرضه الأصل، فرحَّب به الجميع، وقاموا بتهنئته على سلامة العودة، فعلتْ سماءَ البناء الفرحةُ والسرور.