2015-02-04, 19:08
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | نيابة سلا : الأستاذة فاطمة " مولات الموطور " رمز الجدّ و التضحية . | نيابة سلا : الأستاذة فاطمة " مولات الموطور " رمز الجدّ و التضحية . حدّثني صديقي و قد سألته مرّة عن سرّ الأستاذة " مولات الموطور " فقال :
يسمّيها سكّان الدّوّار مولات الموطور , و يناديها زملاؤها الأستاذة فاطمة , و هي المرأة الثلاثينية الناضجة فكريا و خلقيا , انتقلت إلى سهول سلا بعد التحاقها بزوجها الذي يعمل في سلك الدفاع عن حوزة الوطن , بيضاء البشرة رياضية القوام , تشع عيناها بريقا يدل على الصرامة و الاجتهاد , حباها الله بغلامين رائعين , و قد بدأت قصّتها منذ أول يوم تعيينها بفرعية من فرعيات السهول مع أربعة من زملائها الذكور , قريبا من بحيرة سدّ سيدي محمد بن عبد الله على مشارف مدينة سلا ...هذه الفرعية التي تعرف شحّا واضحا فيما يتعلق بوسائل النقل , فكان لزاما على أستاذتنا أن تتدبّر أمر تنقّلها بين مقرّ سكناها وسط مدينة سلا و مقرّ عملها ...فلم يدم تفكيرها طويلا , إذ اقتنت دراجة نارية إسوة بزملائها الأربعة , فتضع رضيعها على ظهرها و حقيبة كتبها أمامها , فتنطلق مطيّتها عدوا باتجاه بحيرة السدّ , حيث يلتقي الأساتذة الخمسة , فيبدأ فصل جديد من فصول التنقل اليومي , إذ يضطر الجميع إلى حمل دراجاتهم على متن زورق للعبور إلى الضفة الأخرى حيث تقبع المدرسة الفرعية و المسماة " بوشيطونة " , على بعد ثلاثة كيلومترات من المساحة المائية الكبيرة ...و في المساء , يتكرر سيناريو التنقل برّا و بحرا للوصول إلى مقر السكنى و رؤية الأهل بعد يوم شاقّ و عسير ...
هذه قصّة " مولات الموطور " التي تعجّب القرويون كثيرا في أمرها و هم الذين لم يألفوا امرأة تقود دراجة نارية و تحمل طفلها على ظهرها , لتؤدي واجبها على أحسن وجه فنالت احترامهم و مساعدتهم في حالات تعطل الدراجة , و هي الأستاذة التي ذاع صيتها بين زملائها برجاحة عقلها و مواظبتها و سلوكها القويم ...
فتحية تقدير للأستاذة " فاطمة مولات الموطور " و لجميع نساء و رجال التعليم الشرفاء المخلصين في أداء الواجب . | التوقيع | " اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا " | |
| |