عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-01-23, 06:35 رقم المشاركة : 2
ام زين
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية ام زين

 

إحصائية العضو







ام زين غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

وسام الشخصية الذهبية

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المطبخ المرتبة 2

وسام المنظم

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

وسام المشارك

وسام المنظم

وسام المركز 1 حزر فزر

افتراضي رد: هاجرت ... فيكَ قصة أحمد الخالد بقلم ام زين


القراءة بقلم ام زين


في قصة
الاستاذ احمد الخالد

هاجرت ....فيك....

وجدتني بين سطورها فاعلنت تشريحها على طاولة وريدي

الأدب العربي القديم عبارة عن عدة أشكال نثرية متعددة من مقامة، وخطابة، ونادرة، وحكاية .و..حجايات الجدة.... والخ وما فتئ بعد ذلك ينفتح على الحضارة الغربية حتى دخلته أشكال جديدة لم يكن له سابق عهدٍ بها؛ كالّرواية، والمسرحية، والقصة القصيرة التي تعدّ
أحد الفنون الأدبية الطارئة على الأدب العربي مستمدة من الأدب الغربي

لا يستوي هذا الفن الجديد إلا بمقومات أساسية هي: الحدث والشخصيات، والزمان والمكان، والحبكة، والرؤية السردية، ويتميز بعدة خصائص كقلة الكم ووحدة الانطباع، مع تسليط الضوء على اللحظة العابرة والمشوقة للنص السردي ، وقد أسهم عدة رواد في تطوير هذا الفن الجديد كتابةً وإبداعا، نذكر منهم:
طه حسين.......مثلا ..واخروون

جاء عنوان النص

هاجرت فيك ......

هي عبارة عن جملة فعلية من فعل وفاعل وجار ومجرور ...يدل العنوان إن القصة يدور محورها على هجرة إلى روح أخرى ..انتساب ذاتي للروح الثانية ...ضم التوأم لنضبه

انطلاقا من دلالة العنوان ...وبعض العبارات والألفاظ السردية

تقربتُ إلى الله هجرة إليكَ ؛ فلا هجرتني الأقنعة ولا أنت اقتربتَ

نفترض أنّ النص قيد الدراسة قصة قصيرة ذات طابعٍ اجتماعيٍّ واقعي، يتطرّق فيها الكاتب لمعاناة امرأة مسلمة

تحت المجهر ....تتشكل المعاناة كما سردها

غصة الغثيان من بقاياه على جسدي لا تفارقني إلا مع الماء الساري يطهره من دنس لم أغرق فيه ..

كلما نادى أن يدنو من المحراب جسدا ؛ سمحت طاعة .
وكلما بلل أذنيّ بكلمات عشق لمحرابي اغتسلتُ .

أغسل قدمي أمه القعيدة

أدهن ساقي أخته المطلقة بزيت زيتون الخشونة

أساعد خالته البكر في حرث عشب العانة ...

هنا رسم الكاتب تفاصيل المعاناة بشكل أدق ....

وجعل البطلة تتضرع للرب

ليهبها رجل الحلم

وتعيش العشق على كنف ذكرى مشروعة...تلتزم بدينها

فإلى أي حد تصل هذه المعاناة ؟ وما الرهان الذي راهن عليه الكاتب ليخرج البطلة من كابوسها؟

يتطرق الكاتب في قصته أن بطلتنا تلبس ثوب الطاعة ..تصوم رمضان ..تصوم البدر وليال عشر ..تصلي الفرض مع النوافل ...تصلي صلاة الغائب...تصلي صلاة الاستسقاء ...على أمل أنها تعيش لرجل الحلم ولو مرة... ويرتوي ظمأ الروح بأمطار الاستسقاء ...

عالج الكاتب هنا مرارة العيش وقيود الجسد التي تستنزفها طاقة الطاعة

مافتئت تحلق في سماء الرغبة حتى تلتقطها صنارة العدم

وتجعلها تستيقظ من كابوس الواقع المعيشي ...

هنا على مدارات الرضا ...كما سرد لنا الكاتب احمد الخالد

كانت بطلة القصة تدنو من محراب الجسد لتعيش الحلم في كنف الغريب

ليس عشقا فيه وإنما لطاعة خالقها

هنا نقشها الكاتب بحبر جاف

وألم كاف لنحر شاة الغفلة على أعتاب الشوق

طاعة الزوج واجبة .. ورضاه جنة "

كلما نادى أن يدنو من المحراب جسدا ؛ سمحت طاعة .
وكلما بلل أذنيّ بكلمات عشق لمحرابي اغتسلتُ

........................

أغتسلُ ..

" طاعة الزوج واجبة .. ورضاه جنة "

تبسمك في وجه أخيك صدقة

داووا مرضاكم بالصدقة

كل عمل ابن أدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به

ستر ..

إمساك بمعروف .

تضرع يقربنا من الرب الأعلى

يمت عن إخلاص الكاتب لدينه

وتشبثه بالقيم والفروض التشريعية الدينية

أدت الشخصيات المذكور ة

أم الزوج

خالته .

وأخته المطلقة .العجوز ..في حبك مخزون القصة ....ولفها على عجلة ألحكي

لتسرد نتوءات وجع بين صفحات الشغف المدفونة بين أضلعي الأنثى

لتندد في صمت دائم ..و تتغاضى عن صراخ لم يعد مكتوما خلف باب غرفة أخته المطلقة وخالته البكر

..

هاجرت إليه تبحث عنه بين أقنعة

ليست له ولا تشبهه

لأنها ترى رجل الحلم بالعين التي تسكنها

حلما بين مرافق الجفن

شخصيات النص ...الأنثى ..الحالمة.

تبحث عن حلمها ...وتنتظره بكل شغف عله يأتيها يوما

فتكثر من الدعاء والتضرع للرب

ليتحقق أملها وتعيش بين كفي رجل الحلم ...في رمشه جفن

..الأخت المطلقة ...الخالة البكر ..الغريب (الزوج)

رجل الحلم

عجوز الناصية القعود

انسجم الزمان والمكان في القصة وتفاعلا، فأثمرا الكشف عن نفسية البطلة المعانية، وكفاحها من اجل الحصول على رجل الحلم ولو لمرة .

كانت للكاتب هيمنة على أرجاء القصة، وقد اهتم السارد الرؤية دات ابعاد ثلاثية ، ويظهر ذلك جليا في توظيفه ضمير المتكلم ، كما أنّه عالم بكل صغيرة وكبيرة مطلع على نفسية البطلة ، عارف بما تخفيه، يعلم ما يجول في خواطرها، وبذلك فهو سارد متوارٍ، كما أدى وظيفة اجتماعية تمثلت في رصد الواقع الاجتماعي للمرأة المتزوجة ومعاناتها

ابتسم لعناد أمه في أخذ الدواء وعنادها في تبديل ملابسها وتحميمها .. وابتسم لعجرفة أخته وهي تجر خلفها طنا من اللحم المكدس .. تقول لي انتبهي لنفسك فغريب مزاجي ومزواج ..
ابتسم لعين خالته البكر التي تسقط بنطا لي المنزلي عني من خلف نظارتها ؛ فتلتهم جسدي .

جاءت أحداث القصة محبوكة بدقة، ومسبوكة بعناية وحرفية، مترابطة الأجزاء تتميز بتسلسلها المنطقيّ وترابطها العضوي ارتباط الجلد بالعظم، ويمكن الوقوف على مراحلها فيما يلي

وضعية البداية ...إعلان عن هجرة الروح ...

تقربتُ إلى الله هجرة إليكَ ؛ فلا هجرتني الأقنعة ولا أنت اقتربتَ:

الكاتب هنا لم يؤثث فضاء البوح للقصة.ولم يصف الشخصيات بدقة

هو استهلال متوازن ،
فنقول للاستاذ احمد الخالد

الحمد الله الذي خلق الأنام في بطون الانعام.

أديت وظيفة تكمن في جعل القارئ يقبل عالم القصة، ويتجلى أثره الجمالي في تحديد أفق الانتظار

وضعية الوسط ..البطلة تكدس من عباداتها ..تضرعا للرب الأعلى

ليقربها من الحلم ..لتسحب أقنعة الوقف ..وتبحث عن الحلم بينهم

البطلة هنا تكدس من أعمالها الدينية الأخروية

طمعا في تحقيق حلمها ...

وضعية النهاية ..

يدا تبدل ضمادة قرحة الفراش لأمه الميتة تماما كروحي ...
وعينا تبسم حين الصحو لعري جسدي الدائم ؛ وغياب الكابوس

نهاية على المحك

تبقى بطلتنا تنتظر رجل الحلم

.. وتتجلى العلاقة بين النهاية والبداية في التشابه، أما أثرها الجمالي فيتمثل في خرق أفق انتظار المتلقي الذي كان يتوقع أن البطلة

ستحصل على مبتغاها

وتعيش في كنف الحلم

ولكن قلم كاتبنا انزاح عن سطر الرغبة

وجعل البطلة تلبس وشاح القناعة

لتسد رمق رغبتها بتقرب من الله عز وجل

تتمظهر وظيفة الخطاطة السردية في جعل المحكي قابلا للفهم، أمّا أثرها الجمالي فيكمن في الإيهام بواقعية الأحداث.

عمل الكاتب على تبيان ما قد تعانيه المرأة المتزوجة

لتعيش بين ناريين

نار الطاعة ونار التسلط

وتنعم بسيف دو حدين يرفس آهات العشق من بؤرة النزيف الثوري الذي يصمد داخل قوقعة الصمت

هنا كشف الكاتب عن حيثيات ربما لم تجرؤ أي أنثى تخطيطها من قبل

لهذا ارفع له قبعتي وانحني لقلمه تقديرا واحتراما

وأهنئه بانجاز راقي ومحبك

دام لك التميز أخي احمد الخالد

من تاليف __ السعدية الفاتحي





التوقيع




المداد روحي أَكتب ولا أَمَلْ
فالروح تصدح والرِّواق ٱنْتشلْ
عُزلَة الأَصابعِ في الكلمةِ قُبَلْ
فَ بُحْ وَزدنِي ألمَْ...... لِحزنٍ تَوطَّن َوٱرْتَجَلْ
.فالقلب ربَضَ وشاح الحبِّ ...وَفشلْ



السعدية الفاتحي
    رد مع اقتباس