عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-01-23, 06:34 رقم المشاركة : 1
ام زين
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية ام زين

 

إحصائية العضو







ام زين غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

وسام الشخصية الذهبية

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المطبخ المرتبة 2

وسام المنظم

وسام المشاركة في المسابقة الترفيهية

وسام المشارك

وسام المنظم

وسام المركز 1 حزر فزر

افتراضي هاجرت ... فيكَ قصة أحمد الخالد بقلم ام زين


هاجرت ... فيكَ
_______
تقربتُ إلى الله هجرة إليكَ ؛ فلا هجرتني الأقنعة ولا أنت اقتربتَ
1
أغتسلُ ..
أفرك غرة جبهته عن سدرة مبتدأ محرابه ـ منابت عشب بئري ـ وغصة الغثيان من بقاياه على جسدي لا تفارقني إلا مع الماء الساري يطهره من دنس لم أغرق فيه ..
أغمر يميني الذي يعرف تفاصيله جيدا و يغترف منه متعته تامة غير منقوصة ..
أغمر يساري الذي أتحايل فلا تتمكن حوافر خيول جسده من طيه في سجل رغبته ـ مرغما ـ ... أطهره من دنس لا يعرفه .
أغتسلُ
وأصلي ... قيام ليل ... صلاة غائب .... استسقاء
ركعات ثمان فركعتان وركعتان ..... وأختمها بركعتي الحاجة
أسِرُ أذكاري ؛ وأسند خد الأمنية ألا يتكرر كابوس كل ليلة على كف اللهفة على رؤيتك حلما .... وأنام ميمنة الجانب فيكون نصفي الذي لك الأعلى ويكون الذي له أدناي ..
و ككل ليلة يكون :
بشر عاديون جدا يرتدون أقنعة بلا ملامح ؛ يمرون كأشباح جانبي و لا يلتفتون لوجودي بينما أقف في زاوية الترقب أنتظرك مرعوبة .. تزلزلني لهفة أمي على عودتي .. فأصحو حزينة لأني لم أرك .
كل ليلة ... لا يمل "غريب " الصلاة بالمحراب ؛ ولا أمَلُّ الاغتسال وقيام الليل أملا ...
----------------------
2
" طاعة الزوج واجبة .. ورضاه جنة "
كلما نادى أن يدنو من المحراب جسدا ؛ سمحت طاعة .
وكلما بلل أذنيّ بكلمات عشق لمحرابي اغتسلتُ .
أغسل قدمي أمه القعيدة ؛ وأدهن ساقي أخته المطلقة بزيت زيتون الخشونة ... وأساعد خالته البكر في حرث عشب العانة ...
وأقول طاعة زوج ؛ لعلني أستسلم أخر الليل ملأ جفني فأفوز بطاعة حلمي فأنزع الأقنعة عن الوجوه .. أو تؤجل أمي لهفة عودتي من زاوية الترقب ..... فأراك
ولا يكون ...
فأُمَني الروح بحلم الغد .
--------------------------
3
" تبسمك في وجه أخيك صدقة "
أفتح شرفتي صباحا ؛ أوزع ابتساماتي مع غناء العصافير على أطفال الطوابق العشر بممر حديقة عمارتنا ؛ أرفع وجهي لعيون أمهات متابعات خطوات أطفالهن من الشرفات ؛ ألوح لهن ليلمحن ابتسامتي .. ولا أضن على الآباء برد ابتسامات تسقط خفية من تحت الشوارب والنظارات بينما النوافذ تغلق تباعا ..
ابتسم لعناد أمه في أخذ الدواء وعنادها في تبديل ملابسها وتحميمها .. وابتسم لعجرفة أخته وهي تجر خلفها طنا من اللحم المكدس .. تقول لي انتبهي لنفسك فغريب مزاجي ومزواج ..
ابتسم لعين خالته البكر التي تسقط بنطالي المنزلي عني من خلف نظارتها ؛ فتلتهم جسدي .
ابتسم لقطتها المتربصة بي في شباك المطبخ رغم علمهم بنفوري من القطط .
ابتسم لغريب عائدا من العمل كدرا .. و مستيقظا من قيلولته غضبا ..
أو خارجا من حمامه كاشر الوجه .. ممتنعا عن الغداء كطفل حرون ... رافضا الاستسلام لكونه صار رجلا ؛ وأنه من زمن فطيم .
قدمت الابتسام زكاة جسد ؛ لأشفى من مرض الأقنعة الليلي تلك التي لا تسقط عن الوجوه بالكابوس .. وأتصدق بابتسامتي علَّ أمي لا تنادني ؛ فلا أستيقظ عن حلمي قبل أن أراك حلما ولو لمرة .
------------------------------
4
" داووا مرضاكم بالصدقة "
أدس كل ما في كفي في كف عجوز الناصية القعود كلما خرجت وأسألها :
ادع لي أن يصير حلما لا كابوسا ......
تحت شاربها الذي يبدو كشوك صبارة بين تجاعيد شفة أكلها الزمن ألمح التواءات شفتي الدهشة .. لكنها تدعو !!
في كل مرة تزوم دهشة و تدعو وفي كل ليلة لا تمل الأقنعة الظهور ولا يمل غريب عن دهشته من طلب الدعاء .. ولا أمَلّ دس ما في يدي في كفها كلما قابلتها . كما لا أمَلّ الإلحاح في زيارة مساجد الأولياء والبكاء في ساحاتهم . ولا تمل أمي نداء العودة .
--------------------------

5
" كل عمل ابن أدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به "
أصوم رمضان فرضا كل عام . أصوم النوافل أسبوعيا ...
سنوات عشر أدعو لحظة الأفطار أن أراك حلما ؛ وسنوات عشر لا تتبدل الأقنعة .
قلت أزيد صياما فزدت ليال البدر . وزدت الليالي العشر . وزدت خمس متتاليات قبل الحيض و خمس متعاقبات بعد الحيض .. وزدت الدعاء
فلا تسحرت ليلة ولو بشق تمرة حلم من ملامحك ؛ ولا صامت أقنعة الأشباح عني ؛ ولا أفطرت يوما إلا على الفزع .... ومازالت أمي لا تمل اللهفة على رجوعي من زاوية الترقب .
-----------------------------
6
ستر ..
سترت كف خالة زوجي الغائصة في لحمي المبلل بينما تساعدني في تحميم أختها ..
سترت شهقتها إذ تمكنت كفها من تبة عشبي في غفلة ألم أختها.. سترت رعشة جسدها وهي تتمسح في ساقي كقطة باسم الخوف والجزع بينما أبدل لأختها ضمادة قرحة الفراش!!
أديت الستر زكاة روح ؛ لعل ستري لقناعها الساقط عنها يسقط الأقنعة التي تسترك عني .
سترت أصوات التوجع خلف باب حجرة الخالة والأخت بينما أصلي القيام ... أغفلتها تماما و كذبت أذني عل الكابوس يكذب بالأقنعة مرة .
--------------------------
7
امساك بمعروف ...
أمسكت غضبي من إلحاح الخالة البكر في تقبيل ظهري خلسة بالمطبخ .. وفتحها باب حجرتي بينما أبدل ملابسي .
وأمسكت عن ابلاغ غريب بالحاحها في سؤالي عن سرير ابن أختها ؛ وعن سر صيامي الدائم ورغبتها الدائمة أيضا في افساده .
أمسكت لعل الأقنعة تفسد .. تسقط لأراك . أو تكف أمي عن لهفتها وتكف أنت عن تلكوئك في الخروج .. أشتاتا من الأقنعة تمر .. أعرف أنك لست واحدا منها .... تظل الأقنعة أقنعة ؛
وتظل وحدك الوجه الغائب ........... المنتظر .
------------------------
8
تقربت من الله هجرة إليك فلا هجرني الكابوس .. ولا سقطت الأقنعة ولا رأيتك !!
دعوت أن تراني بحلمك ..........
فسقطتَ تفاحة ناضجة عن شجرة لهفتي في ثوب روحي .. عارية كنتُ إلا منك ..... أتلظى بهجير غيابك وأستظل بشجرة الحلم برؤيتك ......
حججتَ إلي محرابي كامل البهاء ... كما أنت .
تنادي لبيك
وتطوف بمحرابي أشواطا تامة ...
فأسعى بين صفا العينين ومروى الشفتين
تقف على جبل شوقي ؛ فأغسل عن قدميك ما تقدم من خطواتك في الغياب؛ وما تأخر من وجع ترقبي ؛ وأرمي شيطان الكوابيس بجمرات الحلم ..
ترفع الأقنعة أكف الاعتذار ... فترفع يدي الأقنعة عن الوجوه تحتها .... كلها تشبهك ؛ لكنها ليست لك ؛ ليست وجه الحلم
فأنحر شاة الغفلة على أعتاب الشوق ..........
وتبقى حلما منتظر
تحج إلى نبضي نبضا ؛ فأغيب عن موت أمي قبيل حجك إلى محرابي ؛ واتساع زاوية الترقب في الحلم ليل نهار .. في الصوم والافطار .. في الشرفة .. في المطبخ .. في عين القطة .. في قرحة فراش ظهر الأم .
فأجدني يدا تنزع الأقنعة واحدا تلو الأخر ؛ وعينا تكتشف وجوها تشبهك لكنها ليست لك ........ ليست لمن ملك يساري وأعرفه . ...
فأغيب عن امتناع غريب عن الصلاة في محرابي ؛ عن المبيت ليلا بحجرتي .. بالشقة .. عن ضربه كف الدهشة بكف الاستسلام كلما التقينا صدفة .
أهمل نوافذ أغلقت في وجه ابتساماتي الصباحية .. وأطفال امتنعت عيونهم عن زيارة شرفتي .. وعيون رجال البناية التي باتت تلعق البلاطات بالممر حياء ..
لا أعرف سر حيائهم مني .... أيرونك في ملامحي ؟!
أغيب عن تمكن الخالة من إفساد صيامي ببلل شفتيها من بئري الخالي من أعشابه مرات عدة وأجدني في لحظات صحوي ؛ أرتجف مبتسمة مستسلمة تماما ..
أتغاضى عن صراخ لم يعد مكتوما خلف باب غرفة أخته المطلقة وخالته البكر ..
لا أدري لماذا لم يعد يغلق ليلا أو نهارا ؟!
ولماذا سكنت العناكب حجرتي ؟!
و لماذا صرت لا أطيق ملابسي ؟!
فأظل
يدا تبدل ضمادة قرحة الفراش لأمه الميتة تماما كروحي ...
وعينا تبسم حين الصحو لعري جسدي الدائم ؛ وغياب الكابوس .
-------------------
أحمد الخالد





التوقيع




المداد روحي أَكتب ولا أَمَلْ
فالروح تصدح والرِّواق ٱنْتشلْ
عُزلَة الأَصابعِ في الكلمةِ قُبَلْ
فَ بُحْ وَزدنِي ألمَْ...... لِحزنٍ تَوطَّن َوٱرْتَجَلْ
.فالقلب ربَضَ وشاح الحبِّ ...وَفشلْ



السعدية الفاتحي
    رد مع اقتباس