عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-01-16, 08:19 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

important "الفوضى التربوية في الوسط العربي: مسؤولية الأسرة والمجتمع"


"الفوضى التربوية في الوسط العربي: مسؤولية الأسرة والمجتمع"







"إن إعداد شخصية إنسانية تعتز بثقافتها الممتدة الجذور عبر السنين، وقادرة على الحوارالإنساني مع الثقافات الأخرى، وتبحث عن الحقيقة دائما في عصر ما بعد الحداثة، عصرالعولمة والكم الهائل من المعلومات والصراعات بين الثقافات المتعددة، لهو أمانةثقيلة، يحتاج إلى مراجعة مستديمة وإثارة العديد من الأسئلة والقضايا،حيث تعملالكلية على حلها من خلال تذويت ثقافة المأسسة وتعميق المسؤولية الذاتية بينكوادرها، والإصغاء لبدائل ومواقف متباينة وتحليل القضايا والمعطيات بعقل مفتوحواستخلاص العبر منها"...





2- ينقسم كتاب الدكتور حمد الله ربيع إلى ثلاثة فصول كبرى أفردها مجتمعة لمعالجة الإشكالية التربوية التي تطاول المجتمع العربي بإسرائيل:
+ بمقدمة الكتاب يقول المؤلف: " إن الهدف الذي جعلني أكتب عن تربية الأبناء في الوسط العربي، هو ما آل إليه حال المجتمع العربي في إسرائيل من فوضى تربوية وأخلاقية، أصبحت تقلق كل أب وأم وكل مرب ومربية. هذه الظاهرة أصبحت منتشرة في هذا المجتمع، ويبدو أن أبناء الجيل الجديد أصبحوا في متاهة تربوية وأخلاقية لم يسبق لها مثيل".
الكتاب إذن بحث في أسباب "الفوضى التربوية" في الأسرة العربية والتي من شأنها تهديد النظام "الذي هو أساس كل أسرة وأساس كل مجتمع".
ولما كانت الأسرة والمجتمع عنصران متكاملان،يقول المؤلف،فإنهما يتقاسمان الوظيفة التربوية فيما بينهما، فيصبحان المسؤولين الأساسيين عنها.

+ بالفصل الأول ("الإطار النظري لدراسة الأسرة ومشكلاتها")، يحصر الكاتب زاوية اهتمامه في نظريات علم اجتماع الأسرة (بجانب التنشئة الاجتماعية أساسا) على الرغم من اعترافه بأن " نظرية واحدة لا تفسر واقع التربية داخل الأسرة العربية أو المجتمع العربي "، مع تذكيره بالنظريات الكبرى المتداولة في هذا الشأن:
°- كنظرية صراع الأجيال التي يتقاسمها علم الاجتماع وعلم النفس. إذ " بالنسبة للعرب في إسرائيل (وفق هذه النظرية) فإن الجيل الذي نشأ في ظروف الحكم العسكري وسلطة الأب القوية والتفرقة الحادة بين الرجل والمرأة واستغلال اليهودي للعامل العربي وتحديد حقوقه وحريته، فإنه سوف يختلف بشخصيته عن الشاب الذي نشأ اليوم في ظروف مختلفة تماما عن الماضي".
وكلما كان التغير الاجتماعي سريعا كلما كان الجيل القديم بعيدا عن الواقع الجديد، فيرى الجيل الجديد "أن الآباء والأجداد لا يمتون للواقع الاجتماعي والثقافي والتقني بصلة"...وعدم " قدرة تكيف الوالدين مع الأزمة النفسية/الاجتماعية التي يمر بها أبناءهم (في مرحلة الفصام النفسي) قد تؤدي بالأبناء إلى عالم الانحراف".
°- والنظرية الوظيفية التي تهتم بفهم الأجزاء المكونة للمجتمع وطريقة ترابطها..." فهي تحاول أن تفسر وظيفة كل جزء وعلاقته مع الكل، من أجل فهم الوظيفة العامة لكل هذه الأجزاء مجتمعة".
النظرية الوظيفية تهتم بنسق الأسرة كوحدة صغيرة داخل النسق الأكبر وهو المجتمع... وتذهب " لتحدد وتفهم الوظائف الأكثر دقة داخل النسق الأسري نفسه، كالأدوار والمراكز والعلاقات والمعايير والقيم..." وما سواها.
بالتالي، يقول المؤلف: "من المفروض أن يتكيف البناء الاجتماعي مع النسق، وألا ينتج عن ذلك لاوظيفية، أو بمعنى آخر عدم تكيف وتوافق". عكس ذلك، فإذا "استجاب البناء لوظائف النسق، فإنه سوف يكون وظيفيا، أي متكيفا ومتوافقا".
الأسرة إذن، جزء مهم من البناء الاجتماعي لأن لها علاقة مع كل النظم الأخرى... فإذا لم يكن هناك تجاوبا مع الاقتصاد مثلا (حالة بطالة أو ضعف أجور أو فقر) أو مع النظام السياسي (ضعف التمثيلية)، فإن ذلك سيؤدي إلى سوء تكيف وعدم تكامل، وقد يدفع المجتمع بأسره إلى الانهيار.
°- ونظرية الضبط الاجتماعي،التي تشتغل على" امتثال الفرد لمعايير المجتمع الذي ينتمي إليه"، ويتعلم في إطاره السلوك الانضباطي الذي يكتسبه عن طريق التنشئة الاجتماعية. وهدف الضبط الاجتماعي هو " تحقيق النظام والتكامل داخل الجماعة والمجتمع عن طريق احترام كل ما هو متفق عليه من عادات وتقاليد وقيم ومعايير وقوانين رسمية"... في غيابه (غياب الضبط الاجتماعي) نكون بإزاء حالة "الانفلات، أو بالأحرى حالة الانحراف الاجتماعي".
ويؤكد المؤلف أن " لكل ثقافة وسائل ضبط اجتماعية خاصة بها". فداخل الثقافات والمجتمعات المركبة والمعقدة،توجد ثقافات فرعية وجماعات وفئات ومؤسسات وغيرها... ولكل أبناء طبقة أسلوب خاص، وهذا ينطبق على الأقلية العربية في إسرائيل، التي يتبنى شبابها قيما وعادات ومبادئ مغايرة للتي يسير عليها مجتمعهم (آباؤهم)... وهوما يفرز حالات التصادم بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول.
بالمقابل، فالاختلاف في التربية أو في بناء الشخصية، غالبا ما تكون الغاية منه الحفاظ على تميز كل طبقة اجتماعية عن أخرى وهو ما عاشه العرب في إسرائيل أيضا، إذ "عندما انتقل المجتمع العربي الإسرائيلي من مجتمع فلاحي منذ 1948 إلى مجتمع عمالي/مدني، أخذت تتبلور شرائح، بل طبقات اجتماعية جديدة (مثقفون، عمال، سياسيون...الخ) لها خصاائصها الاجتماعية التي تميزها عن بعضها البعض".
°- ونظرية التفاعل الرمزي،التي تهتم بدراسة العلاقات بين الزوج والزوجة أو بين الوالدين والأبناء، عبر تحليل تفاعلهم من خلال الأدوار التي يقومون بها داخل الأسرة...من خلال مجموعة رموز وإشارات يتم التوافق حولها بغرض "التوافق مع موقف التفاعل". وإذا ما كان ثمة مشكلات داخل الأسرة، فإنها غالبا ما تأتي بسبب سوء عمليات التفاعل هاته.
°- ونظرية التغير الاجتماعي اتي يميزها المؤلف عن نظرية التغير الثقافي. فالأول جزء من التغير الثقافي "الشامل والواسع الذي يمتد إلى كل النواحي (أدب، فن، تكنولوجيا...الخ) وليس الاجتماعي فقط".
بمعنى أن التنظيم والبناء الاجتماعيان هما جزء من النسق الثقافي الشامل، و"التغير الاجتماعي هو نتيجة للتغير الثقافي". أي أن التغير الاجتماعي هو "كل تحول يقع في التنظيم الاجتماعي سواء في بنائه أو في وظائفه خلال فترة معينة من الناحية الزمنية" (تركيب سكاني، بناء طبقي، نظم اجتماعية، نمط علاقات، قيم، معايير"). وغالبا ما تصحب عملية التغير الاجتماعي هاته حالات من الاضطراب والبلبلة الاجتماعية، لأن "المجتمع يكون بحاجة إلى التخلي عن بعض خصائصه لصالح خصائص جديدة لا بد له أن يكتسبها وأن يتعامل معها...".
نحن هنا إذن، يقول الكاتب،إنما بإزاء حالة "لامعيارية" (أي عدم وضوح المعايير في المواقف الجديدة)، وهي حالة من التخبط وانعدام الأمن وفقدان المعايير، قد تصل حد انهيار التمثلات الجمعية ... وهو ما يعرفه المجتمع العربي بإسرائيل، حيث يعيش " تغيرا اجتماعيا سريعا وجذريا جعله يتطور بجهة ويتخلف بجهات أخرى".
فالتغيرات المحسوسة كالتغير التكنولوجي، يمكن تبنيها وقبولها أسرع من التغيرات والتجديدات غير المحسوسة، كاللغة أو القيم أو العادات أو المفاهيم أو الدين...الخ. بمعنى أن العلاقات الجنسية ما قبل الزواج مثلا هي مرفوضة، في حين أن إدخال التكنولوجيا للمنزل مقبول ومرغوب فيه.

يتبع بالفصل الثاني






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس