عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-25, 09:16 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: أسئلة الأطفال وعلاقتها بتنمية قدراته العقلية وآفاقها


ما هو موقف الوالدين من أسئلة الأطفال؟



يعتمدُ الأطفالُ في مرحلةِ ما قبل المدرسة الابتدائية اعتمادًا تامًّا على الوالدين، وعلى الأمِّ بشكلٍ خاص، فعن طريقهما يتعرَّفُون على كثيرٍ من الحقائق والمعارف والمعلومات، وهم بهذا يحملونهما مسؤوليةً أساسية نحو نموِّهم العقلي ونموهم الاجتماعي، كما يحملونهما المسؤوليةَ نحو نموهم الجسمي والصِّحي.

وأود أن أشيرَ إلى بعض المبادئ الأساسية التي ينبغي على الآباءِ والأمهات مراعاتها؛ ولنبدأ بأهمِّ هذه المبادئ؛ وهو مبدأ عدم الاهتمام بأسئلة الأطفال:


- فالوالدان اللذانِ يصْغِيان لأسئلةِ أحد أطفالهما يشعرانِه بمشاركتِهما همومَه، وباحترامها وتقديرها، وهذه المشاركة تعيدُ إلى الطفلِ - في موقفِ التساؤل نفسه - توازنَه النفسي، واطمئنانه، وسرعان ما نلمسُ نبرةَ الثقة بالنفس، والدقة في طرحِ السؤال، والتتابع المنطقي في مسارِ الحوار، والتوقف عنه في الوقتِ المناسب له، والاكتفاء بالقدْرِ اللازم منه.

- أمَّا ثاني هذه المبادئ فيتمثَّلُ في مبدأ الصِّدقِ في الإجابة، وأعني بالصدقِ في الإجابة أن يتحرَّى الآباءُ والأمهات الدِّقةَ في الحقائق العلمية التي يقدمونها لأطفالِهم من خلال مفرداتٍ لغويةٍ معروفة ومألوفة لهم، وتبسيط هذه المعلومات في إطارها العلمي الصحيح، والمحافظة على إطارِ المفردات التي تعوَّدَ عليها الأطفالُ، ولا بأس من إضافةِ المفردات الجديدة، لكن بحساب.

فمن المألوف عادة أن يسأل الأطفالُ أسئلةً تدور حول مسائل جنسيَّة، فليس من الغريبِ أو الشاذ أن يبحثَ الكائنُ الحي العاقل عن أسبابِ حياته، ومقوماتها، بل العكس هو الغريب والشاذ، وقد أصبحت الآن هذه الأسئلةُ شائعةً ومألوفة؛ بسبب ما تُرَدِّده أجهزةُ الإعلام؛ كالتلفاز، والإذاعة، وغيرهما، وصدقُ الإجابة عن هذه الأسئلة - في إطار المفردات اللغوية المقبولة المألوفة لدى الأطفال - كما سبق أن ذكرنا - يعني في نهاية الأمر تحقُّق حالة الاستقرار والتوازُن النفسي والأمن.

- ويأتي بعد ذلك ثالثُ المبادئ اللازمة وهو: مبدأ معالجة الدوافع الخاصة بالأطفال؛ أي: تلك الدوافع الناشئة من سياقِ الموقف الذي يعيشون فيه، فمثلاً:
الطفل الذي يشعرُ بالقلقِ والانزعاج من جرَّاءِ مولد طفلٍ جديد في الأسرةِ، فيسأل: مِن أين يأتي الأطفال؟ لا يُمكن أن تُحلَّ مشكلتُه بمجردِ الإجابة العلمية، لكنه في حاجةٍ إلى معالجة الدافع الحقيقي الذي دفعَهُ إلى طرحِ هذا السؤال، والاهتمام به اهتمامًا خاصًّا.

موقف المدرسين والمدرسات في المدرسة:

من الملاحظِ بصفةٍ عامة أنَّ الأطفالَ يفقدون اهتمامَهم بالأسئلةِ التي يطرحونها على مدرسيهم ومدرساتهم بمرورِ سنوات الدراسة، ويركزون اهتماماتهم حول الإجاباتِ التي يتدرَّبونَ عليها، استجلابًا لرضا مدرسيهم، فالحياةُ المدرسية الآن - بصفةٍ عامة - تعتمدُ على مُسلَّمةٍ غريبة؛ هي: أنَّ السؤال موقوفٌ على المدرِّسِ أو المدرسة، وأنَّ الإجابةَ واجبٌ مقصور على التلميذ، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، ولا يمكن أن يكونَ الأمرُ غير ذلك!

وحين يطرحُ هذا الموضوع على بساطِ البحث والمناقشة في اجتماعاتِ المعلمين ولقاءاتهم في برامجِ التدريب، سرعان ما يتصايحون متعلِّلين بالمناهجِ المقرَّرةِ التي لا تسمحُ بالأسئلةِ الخارجة عنها، وبأنَّ الوقتَ والحصص المحددة لا تفسحُ المجالَ لمثل هذه الأسئلة.

إن الطرُق التقليديَّة في التعليم أصبحتْ أُسلوبًا مباشرًا لتدميرِ عقل الطفل، إذ تقِف حاجزًا في طريق نمُوه كإنسانٍ يتعايشُ مع مكوناتِ مجتمع معين؛ فكيف يُمكن لنا أن نتوقعَ اكتشاف الطفلِ لذاته، وفهمه لمجتمعه، والشعور بالانتماءِ إليه - دون أن نفتحَ له القلبَ والعقل بالإجابةِ عن كلِّ ما يدورُ في خلدِه من تساؤلات؟

إنَّ التقليلَ من مبدأ حقِّ الطفل في أن يسألَ عن كلِّ ما يعنُّ له أثناء الدرس خطأ فادح، فهل ينبغي في نهاية الأمر إلغاء حق الطفل في النمو ووضعه تحت تأثير أسلوبٍ منغلق رتيب في التعليم؟!


وأود أن أوجزَ بعض السماتِ الأساسية لهذا التغيير اللازم فيما يلي:

1- ضرورة أن يكونَ للمناهج - بصفةٍ عامة - طابعها المحلي، بالإضافةِ إلى أهدافها العامة الشاملة.

2- حق التلاميذ في اختيارِ مواد مُعينة من ضمنِ مجموعاتٍ نوعية من الموادِّ الدراسية.

3- تعديل النظمِ الإدارية التقليدية الموجودة حاليًّا في شكلِ حصصٍ وجداول دراسية صارمة المواعيد.

4- تدريب المدرِّسين والمدرسات في مراحلِ التعليم المبكرة على الاهتمامِ بأسئلة الأطفال، وطرق الإجابة عنها، وتشجيع الأطفال على طرحِها دون خوفٍ، أو تحسُّب شديد.

5- الإقلاع عن طرقِ الامتحاناتِ والاختبارات السَّائدة الآن، لا سيما في السنواتِ الأولى في الدراسة، واستبدال الأساليب الحديثة بها، والتي تقومُ على احترامِ حركة النُّمو كنشاطٍ طبيعي نلمسُه حين يلعب الأطفالُ منفردين أو مع غيرهم، وحين يرسمون بالقلمِ أو الفرشاة مع غيرِهم، أو حين يعلِّقون على أحداث أو وقائع معينة.




حسين محي الدين سباهي


المصادر والمراجع:
1- علم النفس وميادينه؛ ترجمة وجيه أسعد.
2- مجلة العربي؛ مقالات مختارة.
3- مراجع من مركز سيتي كارتياس مصر r.b.c عن التأهيل المجتمعي بالقاهرة والإسكندرية r.b.c.








التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس