عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-25, 10:12 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 أسئلة الأطفال وعلاقتها بتنمية قدراته العقلية وآفاقها




أسئلة الأطفال وعلاقتها بتنمية قدراته العقلية وآفاقها






أيهما يعبر أكثر عن درجةِ ذكاء الطفل ومدى نموه العقلي: هل ما يردُّ به من إجاباتٍ صحيحة على أسئلةِ الكبار؟ أم ما يطرحُه من أسئلةٍ واستفسارات؛ يطلب بها إجاباتٍ من الكبار؟

اعتاد الكبارُ من آباء ومعلمين أن يسعدوا بإجاباتِ الأطفال التي تبدو - من وجهة نظرهم - وكأن أطفالهم قد كسبوا القدرَ اللازم من المعرفةِ بالحقائق والمعلومات، ولكنهم تعوَّدوا في نفسِ الوقت على عدم الاهتمام بأسئلتهم، أو تجاوزها، أو على الأقلِ الإجابة عنها بإجاباتٍ متسرعة غير متأنية، دون التأملِ فيها، أو التعرُّف على عناصرِها الفكرية وأصولها العقلية.

وقد وضعَ أصحابُ اختباراتِ الذكاء شروطًا ومحاذير ينبغي أن تجري في ظلِّها مثلُ هذه الاختبارات، لكنهم جميعًا أصرُّوا على أنَّ الوسيلةَ المثلى لتقدير مستوى الطفلِ العقلي هي قدرته على إيجادِ إجابات نموذجية، وأحيانًا قدرته على التوصل إلى الإجابة المطلوبة نفسها.

لهذا السبب أهمل الكبارُ أسئلة الصغار:

إنَّ إهمالَ أسئلة الصغار، والتبَرُّم منها أحيانًا ليس سببه عدم معرفة الإجابة وأهميتها، وجهل دورها النفسي والتربوي فحسب، لكنه يكون لأسبابٍ أخرى؛ لعل أهمها:
1- شعور الكبير بغرابةِ سؤال الصغير، أو بتفاهته أو عدم جديته، مما يجعله لا يهتمُّ به، أو لا ينتبه إليه؛ فيقع الكبارُ بذلك في مطب تجاوز حقوقِ الصغار في التفكير بطرقهم الخاصة التي تتميزُ بالبساطة والوضوح، والمنطق العقلي والمنطق الواقعي، وهذا التجاوزُ يمثِّل شكلاً من أشكالِ الديكتاتورية العقلية التي يتمسَّكُ به الكبارُ؛ ناسين أو متناسين أنَّ الطِّفلَ يطلق سؤالَه البسيط الساذج عن رغبةٍ صادقة في المعرفة، أو اكتشاف العالم الذي يحيطُ به بدافعٍ من مثيراتٍ خارجية في مواقف معينة، فضلاً عن الهدفِ النفسي العاجل لسؤاله؛ وهو إعادة التوازنِ النفسي الذي يفتقدُه في موقفٍ ما.

2- إدراك الكبار صعوبةَ السؤالِ الذي يطرحُه الطفل؛ حين يكون السؤالُ متصلاً بجانبٍ من جوانبِ المحرمات الاجتماعية أو الأخلاقية ضمن إطارٍ ثقافي مُعين، لا يسمحُ بتناوله إلا في سنٍّ مُعينة.

حيرةُ الكبارِ أو عجزهم إزاء مثل هذه الأسئلة التي يلقيها الأطفالُ هي مشكلةٌ بالنسبة للكبار، ومن هنا وجب على الكبارِ أن يعدوا أنفسَهم الإعدادَ الجدي الذي يسهِمُ في الإجابةِ السليمة عن مثل هذه الأسئلة، حتى لا يسقطوا في الامتحان، ويظهروا بالمظهرِ الذي لا يتوقَّعُه منهم الأطفال.

3- تشكِّلُ أحيانًا كثرةُ أسئلة الأطفال وتلاحقها أو عدم انتظام الإجابة عنها سببًا آخر من أسبابِ الإهمالِ الذي يبدو من الكبار، ولو أدرك الكبارُ أهميةَ أسئلة الأطفال من النَّاحيةِ النفسية - لكان لهم موقفٌ آخر، وهو التشجيع حتى يستمرَّ الأطفالُ في طرحِ أسئلتهم، وكأنهم يفكرون بصوتٍ مسموع.

4- وكذلك فإنَّ من بين الأسبابِ التي تجعلُ الكبارَ لا يعيرون أسئلة الأطفال القدرَ الواجب من الالتفاتِ والاهتمام أن بعض هذه الأسئلة يأتي بصورةٍ ضمنية، ولا يأتي بشكلٍ مباشر.

5- قد يكون تهرُّبُ الآباء والأمهات من الإجابةِ: هو جهلهم بما يريد الأطفال معرفته، فنقول لهم: يجبُ أن تبحثوا عن إجاباتٍ لأسئلة أبنائكم، وتخبروهم بها بأمانةٍ وصدق.

قيمة تربوية:
إلا أنه على الرَّغمِ مما تلقاه أسئلةُ الأطفال من إهمالٍ في حياتهم اليومية، فإنَّ الدراسات الأكاديمية بصفةٍ علمية قد أوْلَتْها اهتمامًا كبيرًا منذ فترة طويلة، ويمكننا أن نجدَ بُحُوثًا ودراساتٍ تنشرها المجلاتُ العلميَّة بين حين وآخر، غير أنَّ هذه الدراسات لم تجد طريقَها إلى التطبيقِ العملي في حياةِ الأطفال، سواء في البيتِ أو في المدرسة، وبقيت هذه الأسئلةُ كقيمةٍ تعليمية وتربوية مهدورة، وليس أدل على ذلك من أنَّ العاملين في الحقلِ التعليمي يلاحظون أنَّ أسئلةَ الأطفالِ تتضاءل كمًّا وكيفًا كلما تقدموا في السن، فإذا ما التحقوا بالمدرسةِ ألفيناهم يتسابقون إلى الإجابةِ عن أسئلةِ مدرسيهم التي لا تتوقفُ طيلةَ الدراسة، ولا يفكرون كثيرًا في أنْ يسألوهم أسئلةً قد تخطر ببالِهِم أو تعِنُّ لهم أثناء الشرح بالطريقةِ التي تروق لهم، لا بالطريقةِ التي تروق للكبار.

أسئلة الأطفال؛ صيغها ووظائفها:
نستطيع أن نميز بين نوعين من الأسئلة:
النوع الأول: عقلي (لغوي).
والنوع الثاني: نفسي.

وفي النوعِ الأول (العقلي) يحاولُ الطِّفلُ أن يستخبرَ عن شيء، أو أن يخبر عن شيء، فتبدأ أسئلته عادة بماذا؟ أو كيف؟ أو ما؟... إلخ.

وسؤاله في الحقيقةِ يريدُ به أن يتعرفَ على إجابته؛ كأن يقول الطفل: (بابا سيحضرُ لي لعبة؟)، وهو يقصد: (هل سيحضر لي بابا معه لعبة؟)، ومن الضروري أن نؤكدَ حقيقةً أساسية - ونحن بصددِ تحليل أسئلة الأطفال بقصدِ تفهُّمِ دورها في تنميةِ ذكائهم وقدراتهم العقلية - وهي: أنَّ للأسئلةِ دلالةً موقفية قاطعة، فنحن لا نستطيع أن نقدرَ قيمةَ السؤال، أو أن نفهمَه ونحدد معناه، إلا من خلالِ الموقف المعين الذي دفع الطفلَ إلى السؤال، فليس للسؤالِ قيمةٌ في ذاته، لكنه يستمدُّ قيمتَه ودلالته وأهميته من طبيعةِ الموقف الذي يحيطُ به وظروفه.

ولأسئلة الأطفال ثلاث وظائف تكوينية هامة هي:
1- تحقيق التوازن النفسي لدى الطفل.

2- التفكير الاستنباطي.

3- التعرُّف على البيئة المحيطة به، واستنتاج الأمورِ الحياتيَّة المهمة؛ ومنها التعرُّف على القيمِ الخلقية والسلوكيَّة التي تقعُ داخلَ الإطارِ الثقافي والاجتماعي الذي يعيشُ فيه الطفل.


ما هو موقف الوالدين من أسئلة الأطفال؟


يتبع







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس