عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-19, 14:39 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السيدا:الإسلام ومرض نقصان المناعة المكتسب




الرؤية الإسلامية في مواجهة مرض الإيدز

ليس ثمة شك في أن البشرية وصلت إلى مرحلة متقدمة من العلم والتكنولوجيا استطاعت بهما أن تحول الكثير مما كانت تحلم به إلى واقع وحقيقة مشاهدة جعلت الناس يعتقدون أن بإمكانهم أن يقهروا الموت ويتحدوا نهاية الأجل، فيما تحلل آخرون من كل القيم والأخلاقيات ليستمتعوا بحياتهم دون رابط من شرع أو وازع من قيم إنسانية تسمو بابن آدم فوق مراتب الحيوانات التي يتحرج كثير منها أن يفعل فعل ذلك الإنسان العصري المزعوم.


ونسي الإنسان في نشوة إحساسه بالانتصار على الكثير من قوى الطبيعة وشعوره بالسعادة للكشف عن الكثير من القوانين والسنن الكونية أن الفساد وشيوع الفاحشة كانا سببا رئيسا في انهيار الكثير من الأمم والحضارات التي وصلت إلى درجة كبيرة من العلم ربما فاقت ذلك الذي وصلت إليه البشرية في القرن الواحد والعشرين.


ويأتي الإيدز ذلك الوباء الذي يحمله ويعاني من قسوته الملايين من البشر دليلاً على أن قدرة الإنسان مهما وصلت فهي محدودة أمام تلك السنن التي وضعها الله ليعتبر بها الإنسان ويتذكر أنه مجرد مخلوق ضعيف يجب عليه أن يستجيب لأوامر الله وينتهي عما نهاه عنه.
وعلى الرغم من أن الأسباب الحقيقية وراء انتشار الإيدز معلومة إلا أننا نرى إصراراً غريباً من قبل المنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة على تبني سياسات تعمل على زيادة انتشاره متوهمين أن ذلك مما يحد منه وهو ما دفع الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعيات الشرعية والأستاذ يجامعة الأزهر أن يضع مؤلفه "الرؤية الإسلامية في مواجهة مرض الإيدز" والذي كتبه بناء على طلب من الأمانة العامة للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة..
فقد خصص المؤلف كتابه لتوضيح منهج الإسلام في مواجهة الإيدز في مقابل السياسات الأممية كإحدى الساحات المهمة للصراع بين الأنماط الحياتية المختلفة ونظرة الغرب للحرية في طرق تصريف الشهوة بعيداً عن الضوابط الدينية والخلقية مما يخدم ما تهدف إليه بروتوكولات حكماء صهيون.
ويحدد الكاتب منهج الكتاب الذي يقوم على جزأين أساسيين يقدم في الأول الرؤية السائدة في تلك المؤتمرات العالمية لمواجهة المرض فيما يخصص الثاني لتوضيح منهج الإسلام في الوقاية الحقيقية.


الخطة الأممية
فخلال الجزء الأول يبدأ الكاتب بطرح وسائل الأمم المتحدة في المواجهة وتتمثل في:
1.فرض مناهج التثقيف الجنسي في المدارس إذ تعرف الأمم المتحدة الثقافة الجنسية بأنها توفير معلومات كافية ودقيقة عن السلوك الجنسي الإيجابي المأمون والمسؤول بما في ذلك الاستخدام الطوعي لوسائل الوقاية الذكرية المناسبة والفعالة.
ويعلق الكاتب بقوله إن هذا الاتجاه سيؤدي إلى الدمار والهلاك وفساد الحياة والكون لأن كل ذلك مضاد للفطرة التي خلق الله الناس عليها.
2.إزالة الوصمة عن مرض ومريض الإيدز حيث تقوم فلسفة الوثائق الدولية على تصور مفاده أن ارتباط الإيدز بالجنس غير المشروع وبالشذوذ جعل هذا المرض وصمة عار خاصة في تلك المناطق من العالم التي تقوم منظوماتها الفكرية والدينية على تحريم الشذوذ وممارسة الجنس خارج نطاق الزواج.
ويعقب المؤلف بقوله إنه يبدو واضحاً هنا محاولة الإيحاء بأن المجتمعات الإسلامية قد تحولت لتصير شبيهة إلى حد كبير بالمجتمعات الغربية التي لا تعتبر الحرية الجنسية والشذوذ الجنسي من المحرمات كخطوة للوصول إلى إزالة الوصمة المرتبطة بالمريض.
3.كسر حاجز الصمت: إذ تعد الأمم المتحدة صمت المريض بشأن مرضه سبباً رئيسياً في انتشاره وتركز في سياساتها على ضرورة كسر حاجز الصمت أي أن يتحدث المريض عن مرضه.
4.توظيف الخطاب الديني "القادة الدينيين".. فقد تبنت الأمم المتحدة سياسة الاستعانة بالقادة الدينيين لأسباب منها:
- إعطاء الضوء الأخضر لجميع مؤسسات المجتمع لتتحدث في مثل هذه الموضوعات.
- إن رجال الدين قد يشكلون حائط صد أمام البرامج التي تسعى الأمم المتحدة إلى بثها في المجتمع خاصة أنهم ليسوا كباقي فئات قادة الرأي، فمواقفهم نابعة أصلاً من نصوص شرعية.
- فرض الالتزام السياسي من قبل دول العالم بالرؤية الأممية.
- تمويل الأمم المتحدة برامج مواجهة الإيدز.
ثم يتطرق المؤلف لطرح طرق الوقاية من المرض بحسب برنامج الأمم المتحدة فينقل ما جاء في التقرير السنوي لبرنامج الإيدز عام 2006 والذي يقول" إن الأهداف الأخلاقية لمحاربة الإيدز تتضمن الامتناع وتأخير ممارسة الجنس بين صغار السن وتوحيد العلاقة الجنسية وتخفيض عدد الشركاء في العلاقة الجنسية والاستعمال الصحيح والمستمر للعازل الطبي خاصة في الأماكن التي انتشر فيها مرض الإيدز".
ويعمل المؤلف على تفنيد هذه الطرق التي طرحتها الأمم المتحدة باعتبارها طرقاً لمواجهة انتشار المرض، فيقول لقد أثبتت دراسات عديدة أن العازل الطبي غير مانع على الإطلاق من انتقال الإيدز ونتائج هذه الدراسات أثبتتها نشرة خدمات الإيدز الصادرة عن مركز معلومات الإيدز بالولايات المتحدة.. لذا نحن نرى أن الترويج للعازل الطبي ليس للوقاية إذ إنه لا يحمي من المرض وإنما لغرض آخر هو منع الحمل.
أما عن تأخير سن الممارسة فيقول "إننا نلاحظ عجباً فعلى النقيض من ذلك تصب السياسات في عكس ذلك الطريق إذ إنه تحت ستار الحرية الشخصية وحقوق الإنسان ما زالت تكرس المؤتمرات المتوالية بنوداً تنزل بعملية التثقيف الجنسي إلى سنوات قبل الممارسة الأولى مما أدى إلى خفض سن الممارسة نتيجة التجريب الناجم عن التثقيف".
كذلك لا يفوت الكاتب أن ينتقد السياسات الغربية في التعاطي مع الإيدز فيقول إن الغرب كحضارة مهيمنة يفرض على كل العالم هذه الفلسفة عندما يعولمها ويضع عليها أختام وشعارات الأمم المتحدة فرغم أن الوظيفة الأساسية للأمم المتحدة هي الحفاظ على التنوع البشري والثقافي للأمم إلا أن سياساتها تستبطن قسر مختلف شعوب المعمورة على وسائل محددة في مواجهة المرض.


المنهج الإسلامي
وينتقل الكاتب إلى توضيح المنهج الإسلامي في المواجهة والذي يقوم على مجموعة من المسلمات العقدية والفلسفية في الاجتماع وسنن العمران فيؤكد أن أهم الفروق بين المنهج الإسلامي والسياسات الأممية في العلاج تكاد تنحصر في أن المنهج الإسلامي يعمل على تجفيف منابع المرض ومحاصرة شروره بينما السياسات الأممية تحافظ على منابعه بالدفاع عما يسمى حقوق الشواذ والحريات الجنسية من باب المحافظة على حرية الأفراد في الوقت الذي تدمر فيه حقوق أمم.
ويتطرق الكاتب لمنهج الإسلام في تهذيب غرائز الإنسان فيشير إلى أنه راعى الغرائز الإنسانية وفتح لها باباً وحيداً ومهذباً لتفريغ طاقاتها والتمتع بلذائذها.. ومن أهم هذه الغرائز الشهوة الجنسية لذلك حدد لها إطاراً شريفاً عن طريق الارتباط بين الرجل والمرأة بميثاق غليظ محوط بالحب والود والرحمة.
وأوضح الكاتب أن من أهداف الزواج في الإسلام:
1- بقاء النسل وتواصل الأجيال
2- تحقيق العفة والإشباع الجنسي
3- تحقيق الأنس والسكن النفسي
وأشار إلى أن الإسلام لكي يحقق هذه الأهداف عمل على تيسير الزواج ولم يجعل المرأة سلعة تباع وتشترى.
ثم تناول الكاتب تلك الأوضاع المرفوضة في التشريع الإسلامي والتي منها :
1- الزواج المثلي إذ إنه لا مجال في الإسلام للزواج المثلي... فقد اعتبر القرآن الكريم الشذوذ فاحشة لم يسبق قوم لوط أحد فيها.
2- إتيان المرأة في دبرها.. وهذه كبيرة في الإسلام حيث حدد الله للرجل مكاناً وحيداً لإتيان المرأة هو مكان الحرث والنسل.
3- السحاق.. كما حرم الإسلام السحاق بين النساء .
4- البغاء (تجارة الجنس).. كما حرم الإسلام وشدد في النهي عن البغاء.
5- إشاعة الفاحشة.. حرم الإسلام التشجيع على ارتكاب الفواحش ونشر ما يثير الغرائز ويجرئ على الحرام في وسائل الإعلام المختلفة.
ثم يحدد الكاتب وسائل الوقاية في الإسلام في:
1- أمر النساء بعدم الخضوع في القول كي لا يطمع فيهن الفساق.
2- تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه.
3- فرض الستر على جسد المرأة بلباس لا يشف ولا يصف.
4- نهي المرأة عن التبرج والتكسر ومشية السوء والسير في الطرقات متعطرة .
5- الأمر بغض البصر لكل من الرجل والمرأة فالنظرة سهم مسموم من سهام إبليس.
6- الأمر بالاستئناس والاستئذان عند دخول بيوت الآخرين حتى لا تقع عين الداخل على ما ينبغي ستره من عورات النساء.
7- أمر الأطفال الذين لم يبلغوا سن التكليف بالاستئذان على أبويهم في أوقات النوم والراحة.


ثم يستعرض المؤلف بعد ذلك المنهج الإسلامي في التربية الجنسية فيقول تميز الإسلام بشموليته في الطرح لجميع جوانب حياة المسلم حتى قبل أن يولد حين اهتم بالزواج والتناسل ولم يتحرج عن التطرق إلى كل ما يشغل تفكير المسلم في أمور حياته الخاصة ، فشرع للغريزة الجنسية من الأحكام ما يحفظ المجتمعات تماسكها ويحفظ على الأمم حياتها واستمرارها لذلك اهتم الإسلام بما يتصل بالشهوة الجنسية حيث جعلها الإسلام من التربية العامة والمهمة في نفس الوقت بالنسبة للشباب من الجنسين وهي ترتبط بالثقافة الاجتماعية السائدة والقيم الفكرية والتربوية والدينية في المجتمع ويتلخص ذلك في: إكساب المعلومات وتشكيل المواقف والأفكار حول الجنس بما يلائم المرحلة السنية.


ويعرج المؤلف إلى الوصف القرآني للشهوة الجنسية فيقول لقد وصف السياق القرآني أدق تفاصيل الحياة الجنسية بسمو وعفة بما لا يحرك شهوة عند الناس ولا يورث عواقب غير حميدة والأمثلة على ذلك كثيرة منها سياق الأحكام عن الوضوء والغسل والملامسة وقضاء الوطر في مواضع متعددة من القرآن الكريم.


وهنا يحدد الكاتب الغاية من هذه التربية الإسلامية إذ المقصود منها هو تعليم الولد أو البنت وتوعية كل منهما ومصارحته منذ أن يعقل بالقضايا التي تتعلق بالجنس وترتبط بالغريزة وتتصل بالزواج حتى إذا شب الولد وتفهم أمور الحياة عرف ما يحل وما يحرم وأصبح السلوك الإسلامي المتميز خلقاً له وعادة فلا يجري وراء الشهوة ولا يتخبط في طريق تحلل.
لذلك فإن الكاتب يؤكد ضرورة أن يكون لهذه التربية إطارها الخاص بحيث يتلقى الأبناء ذكوراً وإناثاً قدراً مناسباً منها يليق ويتفق مع مراحل السن ومستوى الثقافة والوعي ويتفق أيضا مع أعراف العصر وعاداته وتقاليده .


كما يستلزم هذا بحسب الكاتب ألا تأتي مصارحة الأبوين في سن محددة بل تكون بالتدريج من خلال عمر الطفل وذلك بشرح ما يحدث من نضوج جنسي للإنسان وللطفل خلال عمره أي شرح ما يطرأ على المراهق أو المراهقة كتغيير في كل الجسم خلال فترة النضوج وذلك يكون خلال الطفولة وبعدما يكبر قليلا يبدأ الأبوان بشرح معنى الزواج.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس