عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-08, 17:06 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

Now لحظة تأمل أثناء الإستراحة


دق الجرس وكان إيذانا لاستراحة عشر دقائق من عمر الصبيحة المدرسية في هذا اليوم القارس .

جرس يعطي الإذن للتلاميذ للتعبير عن فرحتهم وكأنهم تخلصوا من القيود وخرجوا من سجن طويل المدى...
تعبير عن الفرحة ينطلق بأصوات مزمجرة تضج بها ممرات المدرسة .
ألف وخمسمائة تلميذ يتدافعون للخروج إلى فناء الساحة المشمسة ،نصفهم ينزل من الطابق العلوي ،وفريق من السفلي ،وآخرون من الجناح العلمي ...والباقي من المكتبة المدرسية وقاعة التنشيط وقاعة المداومة...

الجميع يلتقي في باحة الإستراحة مستفيدين من المشي على أرض الملاعب الرياضية .

لم أرغب هذا الصباح بالإختلاط مع زملائي وزميلاتي من الأطر التربوية والإدارية ،آثرت البقاء في الجناح العلوي وحدي أبحث عن أشعة الشمس كي تدفئ جسدي الذي أرعدته رعشات البرد القارس.

وأنا أتأمل الساحة وهي تعج بكائنات تتشابه في اللباس وتتقارب في السن ...جذبتي حركات تتكرر هنا وهناك بين طرفين أو أكثر.ضرب،ركل،همز،لمز،غمز،استهزاء...
سلوكات تعبيرية على سوء التواصل بين التلاميذ ،لاحظت أنهم يميلون لاستعمال العنف أكثر من استعمال الكلام والتعبير الهادئ .

وتساءلت :فهل نحن بصدد أزمة العلاقة بين التلاميذ في الوسط المدرسي ؟.

هذا ما شدني للبحث في هذه الظاهرة لأتقاسمها مع من يمتهنون نفس مهنتي


العنف والمدرسة :


مفهوم العنف في المدارس:على ضوء تحديد مفهوم العنف من منظور سيكولوجي واجتماعي يمكن تعرف العنف في المدراس على أنه تلك الظاهرة التي تشمل السلوكات المضادة للمجتمع في المجال المدرسي وتتمثل هذه السلوكات في السخرية والإعتداءات السب والشم ، الضرب ، التخريب ، التهديد ، السرقة ، المساومة ، إتلاف أدوات الغير، التنابز بالألقات ، التحرش الجنسي …..الخ.



وكل هذه السلوكات العدوانية موجهة أساسا ضد المؤسسة التي ينتمي إليها المتمدرسون : الذين لاتتجاوز أعماره 18 سنة ، وضد زملائهم ، يحدث العكس (1) .


ويبقى التعريف محدود بالقياس إلى تشعب الظاهرة ، كذلك نظرا لإنعدام دراسات إحصائيات ترصد وتبين أسباب وحجم الظاهرة ، وإنتشارها وثارها وكيفية التعامل معها .





أشكال و مظاهر العنف في المدارس :


1 .عنف التلاميذ تجاه بعضهم البعض


2. عنف التلاميذ تجاه الأساتذة و إدارة المدرسة .


3. عنف بين الأساتذة و الإدارة .



و يتخذ هذا العنف مظاهر مختلفة ،نفسية ،بدنية و معنوية إذ يمكن أن تكون على مستوى الكلام كانتقاد صريح أو استخدام العنف للتعبير عن تمنيات متنوعة ،بصفة قاسية أو مسالمة و الإنتقاص من ذات أحد الأطراف المدرسية .



و قد يكون على مستوى الأفعال الصريحة في الإعتداءات كالحركات الإستثارية المهددة و الإستحقارية ،و الضرب و الجرح و الإعتداءات الجنسية أو الإجرام

بصفة عامة فإن مثل هذه السلوكات التي يمارسها التلاميذ أو الإساتذة أو الإدارة أو التي تمارس ضدهم داخل المدرسة يمكن أن تكون مباشرة بإستتعمال القوة العضلية للمتعدي (الضرب)، وفي بعض ا لحالات النادرة تكون أبعد من ذلك إذ تصل ألى استعمال أسلحة (بيضاء) تكون مصحوبة بالتصفية الجسدية وبذلك تعد أكمل الظواهر عدوانية وعنف في آن واحد .



ومن جهة أخرى يمكن أن تكون هذه الأفعال باستعمال الوسائل المساعدة على العنف مثلا التعدي على ممتلكات الغير ، كالسرقة و إتلاف الأدوات و التخريب .

.

أسباب العنف في المدارسي :



تختلف أسباب العنف داخل المدارس من بيئة لأ خرى ، ومن مدرسة لأخرى وحتى بين أعضاء أسرة المدرسة ( تلميذ ، معلم ، إدارة ) ، فهي تختلف من حالة لأخرى .



ولهذا يمكن القول أن لمظاهر العنف داخل المدارس أسباب باختلاف البيئة الداخلية والخارجية للمدرسة .



ونذكر من بين الأسباب المتعلقة بالبيئة الخارجية :



1)– تخلي المجتمج المدني وكل الأطراف الأخرى عن مهمة التربية ، لترمي المسؤولية على كامل المدرسة فقط .


2)– تأثر المدرسة بعدوانية المحيط الخارجي خاصة مدراس الأحياء الشعبية ، المحاطة بأكشاك بيع التبغ وتجار السجائروالمخدرات ….الخ .


3)–تأثر الوسط الا سري الجز ائري بفكرة و ممارسات اعطاء كامل الحرية للطفل في تصرفاته و سلوكاته دون الأخد بعين الاعتبارللقيم الدينية والثقافية .


4)–الظروف الإجتماعية و النفسية ،الإقتصادية و السياسية التي يعاني منها الاستاذ على حد السواء .



5)- غياب أو قلة الجمعيات الثقافية والرياضية التي تخفف من الآلام الجسمية والنفسية للتلاميذ وتمتص طاقتهم الزائدة وتصقل مواهبهم.
فالتلميذ الذي يشعر بالرغبة في العدوان يمكن أن يعلي هذا الدافع إلى النشاطات الرياضية والفنية التي تمتص طاقته وتحد التوتروالاضطراب الذي يعرفه التلميذ



6)- البيئة المدرسية : حسب DENNER ANNE في كتابه ” l’envireonnement de l’enfant ” يشكل الجانب العمراني للمدارس أحد الإسباب المساعدة على تفشي العنف بداخلها إذ لازلنا نبني مدارس شبه ثكنات تدفع بالاطفال إلى الثوران فالمدارس تتكون عادة من بنايات كلها متشابهة: رواق به أبواب الإقسام , ساحة رمادية محرومة من الأعشاب الخضراء , أسلاك شائكة تحيط بالكل .. وهذا المظهر الحزين معروف جدا عندنا في بلدان العالم الثالث.




إضافة إلى أسباب راجعة للبيئة الداخلية للمدرسةومنها:






(1)-فقر المدارس لمجالات الترقية التي تخفف من التوترات الاجتماعية المعاشة يوميا .
(2)- إعدام التوازن بين فترات الدراسة و فترات العطل .
(3)- فقر المؤسسات التعليمية لمختصين نفسانيين و إجتماعيين .



(4)- إشكالية العقاب البدني التي أثارث جدلا كبيرا بين القرار الوزاري الذي يرفض و يمنع ممارسة العقاب الجسدي على التلاميذ ،و غياب بديل يعدل من السلوكات غير المنضبطة لبعض التلاميذ المشاغبين في أقسام الدراسة .




5- عدم التكفل الصحي والنفسي بالحالات التي تحتاج إلى عناية خاصة ” خاصة ضحايا العنف الأسري “
6- نقص في تأطير وتكوين الأعوان البيداغوجيين ” المراقبين “.



7- تقصير مجلس التأديب في أداء واجبة التربوي والمتمثل في تهذيب وتعديل السلوكات وإعادة إدماج العناصر الفوضوية في الإطال المدرسي (1).


8- غياب التواصل داخل المدرسة وصعوبة التعامل مع التلاميذ الأطفال وخاصة المراهقين منهم , فالتعامل مع هذه الفئة الحساسة ليس سهلا فهو ليس برنامجا مسطرا في إحصائيات أو يمكن إسخراجه من إحدى الكتب والدراسات , بل هو فن يحتاج إلى موهبة وتدريب وأداء بكل حب وإخلاص .


إضافة ألى الاسباب السابقة هناك أسباب خاصة بالتلميذ ككائن سيولوجي , نذكر منها :

* الغيرة والرغبة في جلب الأنتباه .
* الرغبة في التخلص من السلطة .
* الحب الشديد والحماية المفرطة

صانعة النهضة/





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس