حاجات الطفولة الوسطى والمتأخرة في بداية السنة السادسة يدخل الطفل المدرسة ويتغير أسلوب حياته فيميل إلى الاستقرار الإنفعالي والضبط الذاتي، ويسير النمو في هذه المرحلة مع التطور في جوانب متعددة من النشاطات الحسية الحركية والمعرفية والأخلاقية ومع انبثاق الحس الأخلاقي والرادع الداخلي، اما اذا كان الاهل لم يعملوا على بناء هذا الحس الأخلاقي في الطفولة المبكرة، فإن الطفل سيفتقد الحس الأخلاقي وفي هذا أيضاً إساءة الى الطفل. وتتصاعد أهمية الولاء للرفاق والجماعة كلما تقدم الطفل في العمر، من هنا يجب الا نحرم الطفل من تكوين رفاق والانتماء الى جماعة قد تكون كشفية أو رياضية أو تطوعية وحرمانه من هذا يعتبر أيضاً وأيضاً إساءة اليه. دور التغذية من المهم أن نذكِّر بالنسبة للنمو الجسمي بدور التغذية، ذلك أن تغذية طفل المدرسة تعني التعرف إلى متطلبات الأطفال من التغذية بالقدر الذي يستوفي احتياجاتهم منها في السن المدرسي نظراً لما للتغذية من تأثير على التحصيل الدراسي. إن تأثير التغذية في مرحلة الطفولة يرجع الى كونها العامل الأساسي والمحدد لتطوير النمو الطبيعي للطفل ووقايته من المرض من خلال تقوية جهازه المناعي، كما ان اختلالها ينعكس سلباً على صحة الطفل على نحو قد يصيبه بعاهات مزمنة، ذلك ان نقص اليود يؤدي الى التخلف العقلي والصمم ونقص الكالسيوم يؤدي الى الكساح وضيق القفص الصدري وعظام الحوض وتشوه العمود الفقري، أما الإفراط في السكريات فيؤدي الى التهيج الحركي وتسوس الأسنان. واختلال الأغذية يضعف قدرات الطفل على التحصيل والاداء المدرسي بمستويات قد تؤدي الى تخلفه وعجزه عن استكمال مساراته التعليمية، اذ يؤدي نقص الحديد الى ضعف القدرة على التركيز والفهم والاستيعاب والتذكر. وتصيب السمنة الأطفال بالخمول والكسل والتبلد الذهني والإ****، ويقود النحول الى التعب وضعف القدرة على الفهم والتحصيل. من هنا فإن عدم الاهتمام بغذاء الطفل يعتبر إساءة اليه، وتركه يمارس عادات غذائية سيئة هو ايضاً اساءة اليه، وعلى العموم ففي الأسرة حيث العادات الغذائية الحسنة يكتسب الأطفال عادات غذائية حسنة ايضاً خصوصاً أنهم يتماهون مع والديهم، فإذا سمع الأطفال الأم تقول انها لا تحب الفاكهة ولا تأكل فاكهة فهم لن يفعلوا ذلك ايضاً مما سيحرمهم من الكثير من المواد الغذائية الجيدة، التي تسهم في المحافظة على صحتهم وكذلك بالنسبة للأمور الأخرى. والكثير من الأطفال لا يتناولون وجبة الصباح وهذا يؤثر على قدرتهم على الاستيعاب في الصف. ولكن اذا كانت الاسرة تحافظ على تناول وجبة الصباح فإن الاطفال سيعتادون ذلك. وقد دلت الدراسات التي تناولت الصعوبات التعلمية انه يمكن معالجة بعضها بتناول أغذية معينة مثل البروتينات. يتبع